الفرق بين الغيبة والنميمة وهل كل مغتاب هو نمام

الفرق بين الغيبة والنميمة ، والتعرف على ماهية كل منهما من الأمور الشرعية التي لا ينبغي لمسلم أن يكون على جهل بها، فليس أضر على المسلم من المعاصي والذنوب والتي تكون سببًا في محق البركة، وجلب مقت الله على العبد والذي قد يكون مستهينًا ببعض هذه الذنوب وهي في الحقيقة من الكبائر والمعاصي العظيمة.

الفرق بين الغيبة والنميمة

  • الغيبة والنميمة من المعاصي الخُلقية التي نهى الشرع الحكيم عنها.
  • كما أنهما من كبائر الذنوب والمعاصي التي حذر منها الله ورسوله.
  • وكثير من المسلمين قد لا يفرق بين الغيبة والنميمة، ويعتبرهما أمر واحد، وهو غير صحيح.
  • فهناك فرق كبير بين الغيبة والنميمة، وإن كان كل منهما معصية وذنب.
  • وسواء وقع المسلم في الغيبة أو النميمة فهو قد وقع في كبيرة تحتاج إلى توبة مخصوصة عن ذلك الذنب.
  • ويقول العلماء أن الاستغفار العام لا ينفع في الكبائر ، بل يجب التعيين للذنب والاستغفار منه على وجه التحديد.

وفيما يلي نبين الفرق بين الغيبة والنميمة

الغيبة

  • الغيبة هي ذكر المسلم بما يعيبه من الصفات وهو غائب لا يسمع.
  • وسواء كانت هذه الصفات في المسلم الذي يتم ذكره في الغيبة أو لم تكن فيه فهي غيبة ومعصية وكبيرة من كبائر الذنوب.
  • إذا كان في المسلم العيوب المذكورة فيه، فتلك هي الغيبة.
  • أما إذا لم يكن في المسلم هذه العيوب يكون المغتاب قد جمع بين ذنبين كبيرين، ألا وهما الغيبة والبهتان.

كفارة الغيبة

أوضحنا آنفًا أن الغيبة من كبائر الذنوب التي تحتاج إلى توبة خاصة واستغفار.وقد اختلف العلماء في كفارة الغيبة على قولين:

القول الأول : يرى أن الغيبة كفارتها هي استسماح المسلم الذي تم اغتيابه.وذلك بأن يذهب إليه المغتاب ، ويطلب من الصفح والمغفرة لأنه ذكره بالنقص في غيبته وعدم وجوده.

القول الثاني : يرى القول الثاني لأهل العلم أن طلب المغفرة من الذي تم اغتيابه يؤدي إلى كثرة الأحقاد، وتغير القلوب بين المسلمين.

  • فمع تغير الزمن، وقلة المسامحة فإن الذي تم اغتيابه في الأغلب لا يسامح المغتاب.
  • بل ويغضب عليه في نفسه ، وقد يتسبب ذلك في إحداث القطيعة بينهما خاصة لو كانوا من الأقارب.
  • لذلك يرى القول الثاني من العلماء أن التوبة من الغيبة تكون بالإقلاع عن ذلك الذنب.
  • وتكون بالاستغفار لمن تم اغتيابه والدعاء له، وذكره بالخير في المجالس التي سبق ذكره بالشر فيها.

الغيبة المباحة

وكما أن الغيبة محرمة بالإجماع ، إلا أن منها ما هو مباح ولا إثم فيه.وتتمثل الغيبة المباحة فيما يلي :

  • التظلم ، حيث يذكر المظلوم مظلمته ويذكر ما فعله الظالم به من أخذ حقه وظلمه.
  • الاستفتاء ، وذلك كأن يذهب الرجل إلى العالم يستفتيه فيقول أن فلان ظلمه ، أو ما هو حقي في الأمر الفلاني والذي أخذه فلان مني.
  • ذكر أهل الفسق والمعاصي بما فيه نقصهم، حيث أن المجاهر بالفسق غير المستخفي به لا عرض ولا غيبة في حقه.
  • تحذير المسلم من الوقوع في الشر، مثل التحذير من الزواج بأحد الأشخاص لسوء خلقه.

الفرق بين الغيبة والنميمة

النميمة

  • النميمة تختلف عن الغيبة في معناها.
  • فالنميمة هي نقل الكلام بين الناس على سبيل الإفساد بينهم، وزيادة الشقاق والخلاف بين الناس.
  • وذلك بأن يجلس الرجل في مجلس فيسمع فيه الغيبة مثلًا، وذكر المعايب في شخص آخر، فيقوم بنقله له ، ويعرفه من ذكره بالسوء واغتابه.
  • يكون الهدف من نقل الكلام ليس الإصلاح، بل التحريش بين المسلمين، وزيادة الخلافات بينهم.
  • والنميمة من كبائر الذنوب والمعاصي سواء كان الكلام المنقول على وجه الحق أو الباطل.[1]

النميمة المباحة

  • من النميمة ما يمكن أن نسميه بالنميمة المباحة.
  • وهي تلك النميمة التي تهدف إلى إصلاح ذات البين، وإصلاح العلاقات بين الناس.
  • على سبيل المثال يقوم المسلم بنقل الكلام بين المتخاصمين على سبيل الإصلاح.
  • مثل أن يقول لأحد المتخاصمين أن فلان يقول عنك كذا وكذا من الصفات الحسنة التي ترقق القلوب ، وتزين الصلح بينهما.
  • كما أنه من المباح نقل الكلام ولو بالكذب للإصلاح بين المتخاصمين.

هل كل من يغتاب هو نمام

  • من تعريف الغيبة والنميمة الذي أوضحناه آنفًا يتضح أن المغتاب قد لا يكون نمامًا.
  • كما أن النمام من الممكن ألا يكون مغتابًا، فهما خصلتان وذنبان قد يجتمعا في رجل واحد، وقد لا يجتمعا.

بينا فيما سبق الفرق بين الغيبة والنميمة، كما أوصحنا معنى الغيبة المباحة، وكذلك أوضحنا النميمة وخطرها ، والمباح منها للإصلاح بين المتخاصمين.

المراجع[+]

زر الذهاب إلى الأعلى