ما هي أقسام الغيبة وهل بالفعل هناك غيبة مباحة
ما هي أقسام الغيبة ؟ سؤال من المهم أن يعرف إجابته كل مسلم، فالمسلم يعتقد بحرمة الغيبة عامة ، كما يعتقد أنها من الذنوب والكبائر التي نهى الشرع عنها، لكنه قد لا يعرف أقسام الغيبة وأنواعها، وهل هناك غيبة مباحة لا يعاقب عليها الشرع، وهو ما نعرضه بشيء من التفصيل.
ما هي أقسام الغيبة
- ورد النهي عن الغيبة والاغتياب في القرآن الكريم ، كما ورد النهي عنها في السنة النبوية المطهرة.
- فالغيبة من كبائر الذنوب التي حذر منها الشرع في كثير من النصوص .
- والكبائر هي المعاصي التي تحتاح إلى توبة خاصة ، ولا تسقط بالأعمال المكفرة التي ورد بها الشرع.
- فمثلًا الجمعة إلى الجمعة ، ورمضان إلى رمضان تكفر الذنوب والمعاصي التي تقع بينهما.
- لكنها لا تكفر الكبائر التي تحتاج إلى توبة خاصة واستغفار ورد للحقوق إن كان للذنب تبعات
- ونتعرف فيما يلي على أقسام الغيبة التي منها المحرم بالإجماع ، كما أن منها المباح، بل والواجب.
الغيبة المحرمة
- الغيبة المحرمة هي ذكرك لأخاك المسلم بما يكرهه لو سمعه، وذلك في غيبته.
- والغيبة المحرمة تكون بذكر الصفات الغير حسنة أو المذمومة في المسلم.
- على سبيل المثال ذكر المساوىء الخُلقية في أخيك المسلم ، مثل وصفه بالبخل، أو وصفه بالجشع، أو الطمع أو غيرها من الصفات المذمومة في أخلاق المسلم.
- كما تكون الغيبة بذكر العيوب الخَلقية في المسلم، مثل وصفه بالقصر، أو القبح وغيرها من الصفات التي خلقها الله فيه.
- وذكر هذه الصفات في المسلم حال غيابه على وجه التنقص يعد من الغيبة المحرمة ، والتي هي من كبائر الذنوب والمعاصي.
- والناس عامة تحب ذكر النقائص في الغير، وتتفكه بذكر المعايب في الآخرين.
- وقد قال العلماء قديمًا أن الغيبة هي فاكهة المجالس.
- والغيبة المحرمة هي الغيبة التي ذمها الله- سبحانه وتعالى – في كتابه الكريم وشبه فاعلها بمن يأكل لحم أخيه الميت.
- كما أن الصفات التي يذكرها المسلم في غيبة أخيه إن كانت فيه فيكون بذلك قد اغتابه.
- أما إذا لم تكن فيه فيكون قد كذب عليه وبهته كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.[1]
الغيبة الواجبة
- قد يتعجب المسلم إذا علم أن هناك من الغيبة ما يعد واجبًا ، ليس حرامًا .
- والغيبة الواجبة هي تلك الغيبة التي بها يتم حماية المسلم من الوقوع في مصيبة، أو تحذيره من أمر فيه عطبه وهلاكه. ولا يكون ذلك إلا بذكر العيوب في شخص آخر.
- فعلى سبيل المثال للغيبة الواجبة التي بها نجاة المسلم من الشر، تحذيره من أحد قطاع الطرق في مكان معين.
- أو نهيه عن الذهاب إلى مكان معين لأن فلان بنتظرك هناك ليعتدي عليك.
- ومن الغيبة الواجبة لحماية المسلم من أمر فيه عطبه، التحذير مثلًا من تزويج فلان لأن به من الصفات المخلة والمعيبة التي لا يصلح معها كزوج.
- ومن أمثلة ذلك ما ورد في السنة النبوية أن إحدى الصحابيات استشارت النبي صلى الله عليه وسلم في الزواج .
- فنصحها الرسول عليه الصلاة والسلام بعدم التزوج من أحد الصحابة لأنه فقير لا مال له.
- كما نصحها من عدم الزواج من صحابي آخر لأنه لا يضع العصى عن عاتقه، والتي جاء في تفسيرها أنها كناية عن كثرة الضرب للزوجة، أو كثر السفر والترحال.
الغيبة المباحة
هناك من الغيبة ما يعد مباحًا ، ولا يعد إثمًا أو معصية.
ويمكن القول أن أقسام الغيبة المباحة هي على ستة أنواع ، نبينها فيما يلي :
1- التظلم
حيث يجوز للمسلم أن يقوم بشكاية المسلم والتظلم من فعله.
فيقول المظلوم للقاضي أو من بيده حل المظلمة، ظلمني فلان، أو تعدى علي فلان وأخذ حقي مني.
2- الاستعانة على تغيير المنكر
وهي أن يذكر الصفات السيئة المذمومة في المسلم للإستعانة على تغيير منكر يقوم به.
على سبيل المثال يقول المسلم لمن يرجو مساعدته إن فلان يفعل كذا وكذا من أنواع المنكرات التي يرغب في تغييرها.
3- الاستفتاء
مثل أن يقول المستفتي للمفتي ظلمني أبي، أو ظلمني أخي وفعل كذا وكذا، من المشاكل التي تقع بين المسلم وأخيه.
4- تحذير المسلم من الوقوع في الشر.
قد بينا بعض الأمثلة على ذلك في الغيبة الواجبة.
5- المجاهر بالفسق
المجاهر بالمعاصي والفسق لا غيبة له.
وقد قال العلماء ليس لفاسق عرض، وبالتالي فيمكن ذمه وذكر مساوئه .
6- التعريف
مثل أن يكون الرجل مشهور بلقب، مثل الأعمش أو الأعمي، ويكون هو اللقب الغالب عليه.
تعرفنا على جواب لسؤال ما هي أقسام الغيبة، كما تعرفنا على أنواع الغيبة المحرمة والواجبة وكذلك الغيبة المباحة، كما بينا خطر الغيبة على الفرد والعلاقات بين المسلمين.
المراجع
