“الحوت الأزرق” “مريم” و”مومو”.. أخطار تهدد الأطفال كيف تواجهها؟

شهدت مواقع التواصل الاجتماعي مؤخراً انتشار عدة ألعاب إلكترونية شكلت خطراً على الأطفال وبلغت مرحلة تهديد حياتهم وسلامتهم بما تدعوهم إليه من تحديات خطرة ومؤذية تدفعهم للإضرار بأنفسهم، وبأفراد أسرهم، وتحرضهم على ارتكاب جرائم تصل إلى القتل أو الانتحار، مما أثار حفيظة الأسر وأرق استقرارهم وبات حديث محلياً وعالمياً حول سبل مواجهة هذا الخطر المفتوح. المستشارة الأسرية فيي أبوظبي دعاء صفوت أوضحت عبر 24 سبل مواجهة هذه التحديات الخطرة وقالت إن “مبدأ هذه اللعب على اختلاف مسمياتها واحد رغم اختلاف أشكالها فهي ألعاب نفسية من إنتاج أخصائيين في علم النفس، أو مرضى نفسيين، ولا يمكن التصدي لها بمنع الطفل من تحميل لعبة معينة وتحذيره منها، لأنها ستظهر له لاحقاً بمسميات مختلفة وطرق شتى”.

وأوضحت دعاء صفوت، أن “هذه الألعاب تقوم على صناعة نفسية تقوم على تحدي الطفل بالقيام بتنفيذ أوامر بسيطة، ثم تنتقل بعد ذلك إلى رفع مستوى التحدي للضغط على الطفل تحت ذريعة إثبات ذاته وشجاعته، لتأخذ بعدها منحى عزل الطفل عن أسرته لغاية الاستفراد به تحقيقاً لأغراض شريرة أو تجارية على حد سواء”.

قواعد استخدام الأجهزة
وأشارت إلى أن “أفضل الآليات لمواجهة خطر هذه الألعاب، هو فرض أولياء الأمور قواعد لاستخدام الأجهزة التكنولوجية داخل المنزل على أبنائهم، ومن أهمها، بغض النظر عن الفئة العمرية، عدم السماح لهم بوضع كلمات سر على أجهزتهم حماية لهم، وتوعيتهم بأن هذه الخطوة ليست لفقدان الثقة بهم أو لمراقبتهم، وإنما لحمايتهم، وهي شرط لحصولهم على الهاتف وغيره من الأجهزة الإلكترونية”.

ولفتت إلى أن “الخطوة الثانية لحماية الأطفال هي عدم السماح لهم باستخدام الأجهزة الإلكترونية داخل الغرف المغلقة، لأن المكان الأنسب لاستخدامها هو في غرفة المعيشة التي يجتمع فيها كل أفراد الأسرة، لأن انعزال الأطفال لوحدهم مع التكنولوجيا الحديثة يعرّضهم لأن يكونوا ضحايا لأخطار عدة تحدق بهم، من العزلة الاجتماعية، أو الاستغلال من قبل الآخرين، أو تهديد أمنهم وحياتهم، في حين تتجلى الخطوة الثالثة في ضرورة تحديد ساعات معينة فقط لاستخدام الأجهزة الإلكترونية خوفاً من إدمان الأطفال عليها ومواجهة مشكلة في علاجهم من هذا الإدمان”.

الثقة المتبادلة
وأشارت المستشارة الأسرية، إلى أن “أنسب مدة لترك الأجهزة الإلكترونية بين أيدي الأطفال ممن هم تحت سن العاشرة، هي ما بين ساعتين إلى 3 ساعات متقطعة أسبوعياً، أو في عطلة نهاية الأسبوع فقط، مؤكدة على أهمية زرع الأهل للثقة بينهم وبين أطفالهم، وتشجيعهم على اللجوء إليهم واطلاعهم على كل ما يحدث معهم من أمور أياً كانت صغيرة أو كبيرة، وتأكيدهم لأبنائهم أنهم دائماً سيكونون الداعم لهم، وصمام الأمان الذي يحميهم من أي تهديدات أو أخطار تحيق بهم، وطمأنتهم بأنه مهما بلغ حجم الأخطاء التي ارتكبوها على أجهزتهم الإلكترونية لن يتم إلقاء اللوم عليهم، لعدم السماح للغرباء باستخدام هذه الأخطاء كأدوات استغلال يهددون بها الأطفال، ويجرونهم إلى ما لا يحمد عقباه”.

وبيّنت أن “علاقة الثقة والصداقة ما بين الأهل والأبناء لا تبنى بين عشية وضحاها، بل تتم بشكل يومي من خلال بدء الأهل بأنفسهم برواية تفاصيل حياتهم اليومية لأبنائهم، وتوعيتهم بأي مشكلة تتعلق بهم من خلال سردها كقصة حصلت مع طفل آخر، بما يرسخ لدى الأبناء فكرة أن الأب والأم موجودان دائماً لحمايتهم”.

التوعية بوسائل الحماية
وشددت دعاء صفوت، على ضرورة توعية أولياء الأمور لأطفالهم بأرقام حماية الطفل في الدولة، ليقوموا بالاتصال بها في حال استشعارهم لأي خطر يهددهم عند غياب الأهل عن المنزل، إلى جانب تحميل تطبيق “حمايتي”، الذي أطلقته وزارة الداخلية الإماراتية لتلقي بلاغات الإساءة للأطفال، على أجهزتهم الإلكترونية، والذي يسمح لهم بالإبلاغ عن أي تهديدات يتعرضون لها ومنها الإساءة الإلكترونية، دون الكشف عن هويتهم.

تقييد الإعدادات
وأوضحت أنه “لحماية الأطفال من الألعاب الإلكترونية التي تهدد أمنهم، فإن على أولياء الأمور أولاً القيام بمسح جميع البيانات من على الجهاز لعدم إتاحة الفرصة لاختراق الجهاز أو أي أجهزة أخرى في المنزل من قبل مصنعي هذه الألعاب، إذ تعمل الأخيرة على مبدأ التجسس والاختراق بسبب قلة وعي المستخدم الذي يترك إعدادات الدخول إلى الصور والبيانات على جهازه مفتوحاً ومتاحاً للجميع”.

وحذرت من مخاطر ترك إمكانية الوصول للجهاز والبيانات والصور داخله متاحاً للجميع دون تقييد الاستخدام، لأن ذلك يمكن هذه الألعاب من الوصول إلى الطفل وتهديده بإيذائه هو أو أحد أفراد أسرته أو جميعهم، في حال عدم الانصياع لرغباتها وتنفيذ أوامرها، مشيرة إلى أنه في حال ظهور “مومو” مثلاً  على الجهاز الإلكتروني الخاص بأحد الأبناء، فإن على الأهل تقديم بلاغ أمامه للجهات المعنية عن طريق تطبيق “حمايتي” وغيره من وسائل التبليغ المتاحة في الدولة، ثم القيام بإعادة “ضبط المصنع” في الجهاز للتخلص من تطبيقات التجسس والاختراقات وغيرها من التطبيقات المؤذية، مع ضرورة توعية الأبناء بأهمية عدم السماح لهم بقبول أي طلبات من أي تطبيق يطلب منه إمكانية الوصول إلى الصور أو جهات الاتصال أو الكاميرا وغيرها في الجهاز، علاوة على عدم تحميل أي تطبيق إلا بعد استئذان الأب أو الأم.

مرحلة العلاج
وأشارت دعاء صفوت، إلى أن “علاج الطفل بعد ظهور لعبة “مومو” وغيرها على جهازه الإلكتروني، يأخذ فترة زمنية، ويمكن أن يبدأ بالجلوس مع الطفل والحديث معه، وتحميل تطبيقات تعليمية واستخدامها معه، وهو ما من شأنه أن يساعد الأهل في القيام باستبدال الذكرى أو التجربة السيئة في دماغ الطفل بأخرى إيجابية، منوهة إلى أن الآثار السلبية لهذه الألعاب على الأطفال قد تستغرق وقتاً للعلاج يتراوح ما بين 3 إلى 6 شهور، لتبدأ مرحلة النسيان، التي ينبغي خلالها عدم تعريض الطفل لأي محتوى عنيف سواء على التلفزيون أو الهاتف وغيره، وعدم منعه كذلك من الحديث عما تعرض له ومخاوفه من عودة “مومو” وغيرها للظهور له مجدداً”.

مخاطر البحث عن الألعاب
وحذرت المستشارة الأسرية، أولياء الأمور من إخبار أبنائهم عن “مومو” والألعاب أو التطبيقات الإلكترونية المشابهة لها، في حال لم تظهر لهم، وإنما عليهم تحذير أطفالهم من خطر الألعاب النفسية بشكل عام، وشرح مخاطرها والقصص التي حدثت مع الأطفال الذين وقعوا ضحية لها، كما حذرت أولياء الأمور أنفسهم من عدم استخدام هذه الألعاب للتعرف عليها بدافع “الفضول” أو لحماية أطفالهم منها، خوفاً من أن يقعوا هم أنفسهم ضحية لها نتيجة استخدامها لموجات دماغية تؤثر سلباً على المستخدم بغض النظر عن الفئة العمرية التي ينتمي إليها، لأن القائمين على صناعة هذه الألعاب هم متخصصون في علم النفس أو مرضى نفسيون.

ووجهت نداءً إلى جميع الأمهات، بضرورة تقديم بلاغ إلكتروني فوراً في حال اكتشافهم لوجود أي فيديو مسيء على تطبيق “يوتيوب” أو “يوتيوب كيدز”، وعدم السماح للأطفال بمشاهدة أي فيديو يقوم الأهل بتحميله على أجهزتهم “أون لاين” بشكل مباشر، علاوة على عدم بحث الأهل عن هذه الألعاب وأسماءها عبر الشبكة العنكبوتية داخل المنزل، أو استخدام الكلمات المفتاحية المرتبطة بها، لأن ذلك سيجعل جميع مستخدمي هذه الشبكة من الأطفال والكبار عرضة لظهور هذه الألعاب أو التطبيقات التي تم البحث عنها لهم على أجهزتهم الإلكترونية.

زر الذهاب إلى الأعلى