“لجنة التعليم بالوطني” تدعو لحل جذري لإشكالية كثرة الواجبات المدرسية

طالبت رئيس لجنة شؤون التعليم والثقافة والشباب والرياضة والإعلام بالمجلس الوطني الاتحادي الإماراتي ناعمة الشرهان، إدارات المدارس وبالتعاون مع وزارة التربية والتعليم إيجاد حلول جذرية لمعضلة كثرة الواجبات والفروض المدرسية، وذلك من خلال استقطاع جزء من دوام الطلبة أو تخصيص جزء من الحصص الدراسية أو الوسائل التعليمية لإنهاء الواجبات التي أصبحت ترهق كاهل الطلبة وتسبب الإرباك على صعيد الأسرة. ولفتت ناعمة الشرهان عبر 24، إلى أن كثرة الواجبات المدرسية تنعكس سلباً على نفسية الطلبة وعلاقتهم بالتعامل والقراءة أثراً نفسياً سلبياً لدى طلبة، لافتة إلى أن الأمر بات يستدعي البحث عن حلول مناسبة تلغي بشكل كبير الفروض المنزلية، مشيرة إلى أن حجة عدم توفر الوقت لحل الواجبات داخل المدرسة واهية، نظراً لمكوث الطلبة أكثر من 6 ساعات يومية داخل أروقة المدارس.

شكاوى أولياء الأمور
من جهة أخرى أعرب عدد من أولياء الأمور عن استيائهم من كثرة الواجبات والفروض المدرسية التي يكلف بها الطلبة وبالذات خلال إجازة نهاية الأسبوع، مؤكدين أن  العطلة حق للطلبة ليأخذوا قسطاً من الراحة بعد أسبوع دراسي شاق، في ظل طول المدة الزمنية التي يقضونها ذهاباً وإياباً بالإضافة إلى طول الحصص الدراسية، لافتين إلى أن بعض المراحل يصل عدد واجباتها اليومية إلى ما يزيد عن 6 واجبات.

وأكدوا أن الواجبات المدرسية مرهقة للطالب وللأسرة، وتحديداً للطلاب بالمراحل المتدنية، متسائلين عن سبب كثرة الواجبات نهاية الأسبوع، ودور المعلمين خلال الفصول الدراسية الطويلة، مطالبين بتنظيم الأمر من إدارات المدارس والمعلمين أنفسهم، مع وجود رقابة صرامة من قبل وزارة التربية والتعليم والجهات ذات العلاقة.

إرهاق وتعب
من جهتها أكدت عفاف شاهر، وهي أم لثلاثة أبناء في المدرسة، أن غالبية وقتها خلال إجازة نهاية الأسبوع يكون مع أطفالها داخل المنزل لإنجاز الواجبات المدرسية التي تزيد عن 18 مهمة، مؤكدة أنه “أمر مرهق بالنسبة لها ولزوجها وللطلبة كذلك، مطالبة المعلمين والمدارس بالقيام بدورهم وعدم ركن الكرة في ملعب الأهل وتحميلهم فوق طاقتهم”.

ولفتت إلى أن كثير من الأهل أصبحوا يقومون بدور المدرسين وذلك بشرح المادة الدراسية لأبنائهم من جديد داخل المنزل، إلى جانب مساعدة أبنائهم بالواجبات المدرسية، متسائلة في الوقت ذاته عن سبب الاعتماد على الأهل في ظل تواجد الطلبة في المدرسة لمدة تزيد عن 6 ساعات يومياً.

حرمان للطفل من طفولته
إلى ذلك وجه خالد عبد الرحمن عيسى ولي أمر لطالبين في إحدى المدارس الخاصة، رسالة للمدارس تسائل خلالها عن الجدوى من تحميل الطلاب عبئاً إضافياً، وكم هائل من الواجبات التي تثقل عليهم تحديداً مع عطلة نهاية الأسبوع، وتحرم الطفل من التمتع بطفولته، الأمر الذي يخلق بينه وبين حبه للمدرسة هوة كبيرة وينفره من الذهاب إليها يومياً، ما يشكل إحدى المتاعب اليومية لدى أولياء الأمور.

وذكر أن كثرة الواجبات المدرسية خلقت جو من الملل لدى الطلبة والأهالي على حد سواء، وحرمت الطلبة من الابداع والابتكار بالدراسة، حيث جعلتهم يقومون بالفروض المدرسية تأدية واجب، مشيراً إلى أن بناء جيل واعي وناضج ومثقف قادر على خدمة وطنه يتطلب إعادة النظر في مثل هذه الأمور التي لا تخدم العملية التعليمية.

مساحة للتمتع بالوقت
من جانبه لفت منذر غالب مدرس سابق إلى أن الواجبات والفروض المدرسية الكثيرة لا ترهق الطلبة وذويهم وحسب بل تحرم الطفل من التمتع بطفولته، وهو ما ينعكس سلباً على علاقاته الاجتماعية وحبه للتعليم، حيث أن الكثير من المتخصصين بعلم النفس يشددون على ضرورة منح الأطفال مساحة كافية للتمتع بأوقاتهم الأمر الذي ينعكس على شخصيتهم وانتاجيتهم.

زر الذهاب إلى الأعلى