شيخ الأزهر: وثيقة الأخوة الإنسانية تدعو لنشر ثقافة السلام واحترام الغير

توجه شيخ الأزهر الشريف فضيلة الإمام الأكبر الشيخ الدكتور أحمد الطيب، بالشكر إلى دولة الإمارات قيادة وشعباً لاستضافة لقاء الأخوة الإنسانية الذي يجمع قادة الأديان وعلماءها ورجال الكنائس، ورجال السياسة والفكر والأدب بمشاركة بابا الكنيسة الكاثوليكية البابا فرنسيس. ووفقاً للحساب الرسمي للأزهر الشريف على تويتر، قال شيخ الأزهر في كلمة القاها خلال اجتماع الأخوة الإنسانية في صرح زايد المؤسس اليوم الإثنين، إن “وثيقة الأخوة الإنسانية تدعو لنشر ثقافة السلام والعدالة واحترام الغير والرفاهية للبشرية جمعاء، بديلاً من ثقافة الكراهية والظلم والعنف والدماء، كما تطالب قادة العالم وصناع السياسات، ومن بأيديهم مصائر الشعوب وموازين القوى العسكرية والاقتصادية بالتدخل الفوري لوضع نهاية فورية لما يشهده العالم من حروب وصراعات”.

التعصب الأعمى
وأضاف أن “ثيقة الأخوة الإنسانية تدعو لوقف اسـتخدام الأديان والمذاهب في تأجيج الكراهية والعنف والتعصب الأعمى، والكف عن استخدام اسم الله لتبرير أعمال القتل والتشريد والإرهاب والبطش”، وقال إن “وثيقة الأخوة التي نحتفل بإطلاقها اليوم من هذه الأرض الطيبة ولدت منذ عام تقريباً على مائدة كريمة كنت فيها ضيفاً على أخي وصديقي العزيز فرنسيس بمنزله العامر حين أَلقى بها أحد الشَّباب الحاضرين على هذه المائدة المباركة ولقيَت ترحيباً واستحساناً كريماً من قداسته، ودعماً وتأييداً مني”.

وأكد الإمام الأكبر أن “الأديان الإلهية بريئة كل البراءة من الحركات والجماعات المسلحة التي تسمى حديثاً بالإرهاب، كائناً ما كان دينها أو عقيدتها أو فكره أو ضحاياها أو الأرض التي تمارس عليها جرائمها المنكرة”، مشيراً إلى أنه “على المسؤولين شرقاً وغرباً أن يقوموا بواجبهم بجدية وتجرُّد في تعقب هؤلاء الإرهابيين وحماية أرواح الناس وعقائدهم ودور عباداتهم من جرائمهم”.

ولفت إلى أن “أول أسباب أزمة العالَم المعاصر اليوم إنما يعود إلى غياب الضمير الإنساني والأخلاق الدينية وتحكم النزعات والشهوات المادية والإلحادية والفلسفات العقيمة البائسة التي ألهت الإنسان وسخرت من الله ومن المؤمنين به”، داعياً المسلمين في الشرق أن يستمروا في احتضان إخوتهم من المواطنين المسيحيين في كل مكان؛ فهم شركاؤنا في الوطن، وإخوتنا الذين يذكرنا قرآننا الكريم بأنَّهم أقرب الناس مـودة إلينا.

احتضنت الإسلام
وتابع شيخ الأزهر: “علينا ألا ننسى أن المسيحيةَ احتضنت الإسلام وهو دين وليد وحمته من طغيان الوثنية والشرك التي كانت تتطلع إلى اغتيال هذا الوليد في مهده، أقول لإخوتي المسيحيين في الشرق: أنتم جزء من هذه الأمة، وأرجوكم أن تتخلصوا من ثقافة مصطلح الأقليَّة الكريه، فأنتم مواطنون كاملو الحقوق والواجبات، واعلموا أن وحدتنا هي الصخرة الوحيدة التي تتحطم عليها المؤامرات التي لا تفرق بين مسيحي ومسلم حين يجد الجد ويحين قطف الثمار”.

ووجه رسالة إلى المسلمين في الغرب، قائلاً: “اندمجوا في مجتمعاتكم اندماجاً إيجابياً، تحافظون فيها على هويتكم الدِينية كما تحافظون على احترام قوانين هذه المجتمعات، واعلموا أن أمن هذه المجتمعات مسؤوليَّة شرعيَّة، وأمانة دينيَّة في رقابكم تُسألون عنها أمام الله تعالى”.

وأضاف “رسالتي لشباب العالم في الغرب والشرق أن المستقبل يبتسم لكم، وعليكم أن تتسلحوا بالأخلاق والعلم والمعرفة، وعليكم أن تجعلوا من وثيقة الأخوة الإنسانية دستور مبادئ لحياتكم وضماناً لمستقبل خال من الصراع والآلام، وعلموا أبناءكم أن هذه الوثيقة امتداد لوثيقة المدينة المنورة، ولموعظة الجبل، وهي حارسة للمشتركات الإنسانية والمبادئ الأخلاقية”.

وتوجه الشيخ الدكتور أحمد الطيب بخالص الشكر إلى ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على رعايتِه لهذه المبادرة التاريخية المشتركة واحتضانه لوثيقة الأخوة الإنسانية، وإلى وزير الخارجية والتعاون الدولي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، ولكل الشباب المتميز الذي سهر على ترتيب هذا اللقاء وتنظيمه وإخراجه بهذه الصورة المشرفة.

زر الذهاب إلى الأعلى