حقائب الطلبة تتحول لمقاعد في حافلات مدارس خاصة … والرسوم ترهق أولياء الأمور

أكد عدد من أولياء الأمور، أن المشاكل المتعلقة بالنقل المدرسي لم تعد محصورة بارتفاع أجور اشتراك أبنائهم في الحافلات المدرسية فحسب، وإنما باتت تشكل آثاراً سلبية على صحة الأطفال ونفسياتهم، من حيث المدة الطويلة التي يقضونها في رحلتهم اليومية من المنزل إلى المدرسة وبالعكس، إلى جانب عدم توفر المقاعد وغياب المشرفين واختلاط الفئات العمرية مع بعضهم، ما يعرض الأصغر سناً للتنمر. واشتكى أولياء الأمور، من غلاء أجور المواصلات المدرسية في غالبية المدارس الخاصة، والتي تتراوح بين 3 إلى 4 آلاف درهم أحياناً، وقد تتجاوز ذلك في مدارس أخرى، مؤكدين أن هذه المبالغ لا تتلاءم مع الخدمات المقدمة ضمن النقل المدرسي، المفتقرة للجودة، بالإضافة لعدم توفر المقاعد الكافية لكل الطلاب، ووجود الحقائب المدرسية ضمن الحافلة ما يشكل أزمة أخرى تجبر الطالب على الجلوس فوق حقيبته لعدم وجود مقاعد شاغرة داخل الحافلة المزدحمة بالطلاب.

وطالب أولياء الأمور الجهات المعنية بإيجاد حلول للمشاكل المرتبطة بمسألة النقل المدرسي بدءاً من غلاء رسوم الاشتراك، مروراً بمشكلة الوقت الطويل الذي يقضيه الطالب في الحافلة، حيث يتجاوز في بعض الأحيان الساعتين وأكثر، مما ينهك الطالب ويجعله غير قادر على اتمام واجباته المدرسية، إضافة لانعدام الرعاية داخل الحافلة في ظل غياب المشرفين والمشرفات المدربين، ووجود الاختلاط على مستوى الفئات العمرية، مما يعرض طلبة الحلقة الأولى إلى التنمر من قبل الطلبة الأكبر سناً، واكتسابهم لسلوكيات عدوانية، الأمر الذي اضطر بعض أولياء الأمور لإيصال أبنائهم بأنفسهم من وإلى المدرسة، أو تأجير سيارة خاصة – رغم المخاطر الناجمة عنها- والاستغناء عن هذه الخدمة نهائياً.

مدارس حكومية
ووقوفاً على هذه المشاكل، قال مدير عمليات المواصلات المدرسية في مؤسسة مواصلات الإمارات طارق أحمد العبيدلي، إن “المؤسسة توفر خدمة النقل للمدارس الحكومية بكافة إمارات الدولة، ففي الشارقة تقوم المؤسسة بنقل 13081 طالباً وطالبة إلى 42 مدرسة حكومية بواسطة 301 حافلة مدرسية تقطع حوالي 461 خطاً بشكل يومي، وفي دبي تنقل 22021 طالباً وطالبة إلى 67 مدرسة حكومية بواسطة 591 حافلة مدرسية تقطع حوالي 801 خط يومياً، وفي عجمان تنقل المؤسسة 9778 طالب وطالبة إلى 27 مدرسة حكومية بواسطة 158 حافلة مدرسية تقطع حوالي 295 خطاً بشكل يومي”.

مدارس خاصة
ونوه طارق أحمد العبيدلي في تصريحات خاصة لـ24، إلى أن مواصلات الإمارات تنقل 15653 طالباً وطالبة لعدد من المدارس الخاصة في دبي والشارقة وعجمان، منهم 8750 طالباً وطالبة في إمارة الشارقة تقوم المؤسسة بنقلهم إلى 11 مدرسة خاصة بواسطة 262 حافلة مدرسية، ومن دبي تنقل 5933 طالباً وطالبة إلى 10 مدارس خاصة بواسطة 231 حافلة مدرسية، ومن عجمان تنقل 970 طالباً وطالبة إلى 5 مدارس خاصة بواسطة 31 حافلة مدرسية، وقد تم تخصيص 542 سائقاً لهذه الخدمة”.

وأكد أن مواصلات الإمارات تحرص على توفير خدمة نقل آمنة ومريحة للطلبة، وتعمل على توزيع المناطق الجغرافية للطلبة على المدارس بحيث يتم ربط كل منطقة بمدرسة، الأمر الذي يدعم تنظيم الخدمات، ويسهم في السيطرة على زمن الرحلات، كما تعمل مواصلات الإمارات على الاستفادة من توزيع مواعيد بدء الدوام لمدارس الطلبة، حيث تقرع أجراس الدوام ما بين السابعة والربع إلى الثامنة صباحاً، الأمر الذي يتيح تشغيل الحافلة نفسها لخدمة أكثر من مدرسة.

الرسوم
وحول تحديد رسوم النقل المدرسي للطلبة، أوضح مدير عمليات المواصلات المدرسية أن الدولة ممثلة بوزارة التربية والتعليم، تكفلت بتكاليف النقل لطلاب المدارس الحكومية، بحيث تكون مجانية للطلبة، وهي بادرة تعد من أبرز التجارب في المنطقة، أما فيما يتعلق بالمدارس الخاصة، فالمؤسسة توقع عقوداً مباشرة مع إداراتها، ولا تتدخل في قيمة رسوم النقل للطلبة، وهذا الأمر يعود لإدارة المدرسة.

وأضاف العبيدلي أن “المؤسسة تقوم بتجهيز الحافلات المدرسية بأحدث وسائل السلامة، للحفاظ على أمن الطلبة خلال عمليات نقلهم اليومية من وإلى المدرسة، لتقديم خدمة نقل مدرسي آمن ومنتظم ومستدام وفق أفضل المعايير المعتمدة التي تضمن سلامة الطلبة، كما تقوم بالتعاون المستمر مع الشركاء الاستراتيجيين لتعزيز الجهود والإجراءات الرامية إلى تأمين سلامة الطلبة، وضمان تنفيذ الرحلة المدرسية اليومية وفق المعايير المعتمدة على متن أسطول حافلات مواصلات الإمارات”.

وأوضح أن السائقين والمشرفين يخضعون وبشكل دوري إلى دورات وبرامج تدريبية وإرشادية مكثفة، وبما يضمن تقديم الخدمات بالصورة التي تترجم أهمية السلامة باعتبارها إحدى أهم أولويات وقيم المؤسسة، وتتوزع مجالات حقيبة الدورات التدريبية المعتمدة إلى دورات في الدفاع المدني، والإسعافات الأولية، وفن القيادة، والتعامل مع الآخرين من طلبة وأولياء أمور، وكيفية إخلاء الحافلة والتعامل مع الطوارئ وغيرها من الحالات.

وأردف العبيدلي قائلاً: “يتم توظيف العديد من وسائل الحماية والأمان الموجودة في أسطول الحافلات المدرسية والتي تتطابق مع الأنظمة والتشريعات المحلية والممارسات العالمية، كما نقوم بعمليات الصيانة الدورية للحافلات المدرسية، التي تخضع طوال العام إلى برامج صيانة وقائية مكثفة، من ضمنها برنامج شامل خاص بالصيانة التأهيلية، والتي تخضع لها كافة الحافلات المدرسية.

سياسة شاملة
وبدورها، لفتت هيئة الشارقة للتعليم الخاص، إلى أنها بصدد وضع سياسة شاملة لمنظومة المواصلات، وأكدت أنه على جميع المدارس الخاصة الالتزام بتطبيق أعلى معايير واشتراطات النقل، واتباع أصول الأمن والسلامة في منظومة النقل المدرسي، بما يكفل سلامة الطلبة وتفادي وقوع أي إشكاليات أو حوادث في حافلات النقل المدرسي.

وأشارت الهيئة إلى أن إدارة الرقابة تتابع المدارس الخاصة بشأن التزامها برسوم النقل المعتمدة من قبلها، لافتة إلى أن غالبية الملاحظات التي وردت للهيئة تتعلق بكثافة الطلاب في الحافلة الواحدة، والتأخر في توصيل الطلاب – الذي تحكمه في العادة الحركة المرورية في الشوارع – إضافة الى عدم توفر خدمة النقل المدرسي إلى عدد من المناطق الجديدة أو البعيدة عن نطاق المدرسة.

ونوهت الهيئة بضرورة التزام إدارات المدارس والمشرفات، وسائقي الحافلات المدرسية بتوفير خدمة نقل مدرسي آمن ومريح لطلابها، من خلال تشغيل حافلات خاصة بها، أو من خلال التعاقد مع مشغلي الحافلات، واستخدام حافلات مطابقة للمواصفات المعتمدة وفقاً لمعايير الأمن والسلامة.

ولفتت الهيئة إلى أنه تم إصدار العديد من التعاميم والتوجيهات والإرشادات لجميع المدارس الخاصة، التي تُشكِل في مجملها موجهات لسياسة سلامة وأمن الطلبة في وسائل النقل المدرسية، منها وجود مشرفات الحافلات، وانتقاء سائقين من أصحاب الكفاءة والسيرة الحسنة، وضرورة الإشراف المباشر من قبل الهيئات الإدارية في المدارس على عملية صعود ونزول الطلاب والطالبات للحافلات داخل المدارس، والتأكد من خلو الفصول من جميع الطلاب قبل تحرك الحافلات وانصراف الهيئة الإدارية من المدرسة، والتنبيه على السائقين بالالتزام بمواعيد الحضور والانصراف وعدم التأخر، والتأكد من نزول جميع الطلاب من الحافلة قبل نزول السائق والمشرفة منها.

حافلات جديدة
من جانبها، أكدت المدير التنفيذي لقطاع الخدمات المساندة وتطوير المشاريع في عجمان رشا خلف الشامسي، أن مؤسسة المواصلات العامة تولي اهتماماً كبيراً لدعم قطاع النقل المدرسي، حيث تهدف من خلال التوسع في هذا النشاط إلى توفير تنقل آمن وسهل لجميع الطلاب من مختلف الأعمار، وتحقيق الريادة في تقديم خدمة متميزة.

وأوضحت أن الحافلات المدرسية تم اختيارها وفقاً لأعلى معايير جودة السلامة الخاصة بخدمات النقل المدرسي، والتي تهتم بتوفير الراحة للطلاب، وتخضع للمتابعة من أجل توفير الأمن والسلامة، بالإضافة إلى الاهتمام بتأهيل السائقين والمشرفات وتدريبهم على أعلى مستوى من خلال الدورات التدريبية المستمرة التي من شأنها ترسيخ مفهوم الأداء المتميز، والتعامل مع الأزمات وإداراتها في حال حدوثها، مما يبعث الطمأنينة لدى أولياء الأمور وإدارة المدارس على الطلبة.

زر الذهاب إلى الأعلى