الإمارات تستثمر 4.7 مليارات درهم في محطتين عملاقتين لتحلية المياه

تستضيف إمارة أبوظبي، في شهر مارس (آذار) الحالي، الدورة الأولى من مؤتمر مشاريع تحلية المياه “مينا ديسالينيشن بروجكتس”، الذي يسلط فيه نخبة من المسؤولين الدوليين والحكوميين والخبراء الضوء على أبرز التطورات التي يشهدها قطاع تحلية المياه المتنامي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وذلك بالتزامن مع تزايد الاعتماد على المياه المحلاة وارتفاع معدلات استهلاكها وما يصاحب ذلك من تقنيات متطورة ومبتكرة في إدارة وتشغيل محطات معالجة وتحلية المياه. ويستهدف المؤتمر الذي يعقد على مدى يومي 10 و 11 مارس في أبوظبي، من خلال المناقشات والحوارات المعمقة التي يجريها أقطاب الصناعة خلاله، فضلاً عن ورش العمل الفنية المتخصصة التي يحتضنها توفير أحدث البيانات والإحصائيات المتعلقة بنشاط تحلية المياه في المنطقة والعالم ووضع التصورات الواقعية للإستثمارات ومعدلات الإنتاج والإستهلاك في قطاع المياه المحلاة بين أيدي المسؤولين وصناع القرار في دولة الإمارات ودول المنطقة خصوصاً مع استحواذ دول مجلس التعاون الخليجي على ما يزيد عن  60% من إجمالي عدد محطات المياه في العالم.

محطات تحلية المياه
وكشف تقرير صادر عن الشركة المتخصصة في أبحاث وعلاقات الأعمال “بي إن سي”، عن تصدر دولة الإمارات العربية لمركز متقدم بين دول المنطقة في إنشاء محطات تحلية المياه، وبقيمة استثمارية تبلغ 4.75 مليار درهم موزعة على محطتي تحلية تعملان بنظام التناضح العكسي، وهما محطة الطويلة في أبوظبي، والمقرر الانتهاء من تطويرها في الربع الأخير من العام 2022، ومحطة تحلية مياه البحر في جبل على بدبي، والمقرر الانتهاء منها بحلول الربع الثاني من العام المقبل.

وأوضح التقرير أن القيمة الإجمالية للاستثمار في أكبر عشر محطات لتحلية المياه جاري تطويرها في دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تبلغ ما يصل إلى 19.3 مليار درهم، تصل حصة دولة الإمارات فيها إلى 4.7 مليار درهم، فيما تصل حصة المملكة العربية السعودية إلى نحو 5.6 مليار درهم، و4 مليارات للمملكة الأردنية، وسلطنة عمان بحصة 1.84 مليار درهم، ومصر بحصة 1.83 مليار درهم، وأخيرا المملكة المغربية بحصة 1.3 مليار درهم.

ولفت رئيس هيئة كهرباء ومياه الشارقة الدكتور المهندس راشد الليم، في تعليقه على انعقاد الدورة الأولى من مؤتمر مشاريع تحلية المياه الإقليمي “مينا ديسالينيشن بروجكتس”، إلى أهمية الحدث الذي تستضيفه أبوظبي، والذي يأتي في وقت تزيد الحاجة فيه إلى مصادر للمياه الصالحة للاستخدام، لمواكبة التوسع البشري والعمراني والاقتصادي الذي تشهده دول المنطقة ودولة الإمارات على وجه الخصوص، والرغبة الملحة في البحث عن وسائل مبتكرة واقتصادية وصديقة للبيئة لتحلية المياه، وهو ما بات يمثل تحدياً تواجهه الحكومات والمنظمات الدولية المعنية.

وأضاف أن “دول الخليج العربي سجلت القدرات الأعلى في تحلية المياه على مستوى العالم بنسبة 81%، فيما يصل إنتاج مجلس التعاون الخليجي وحده من المياه المحلاة إلى نحو 40% من إجمالي الإنتاج العالمي، وهو ما يفسر إقامة 289 محطة تحلية على شواطئ الخليج العربي والبحر الأحمر وبحر العرب. وبالنظر إلى هذه المعطيات يمكن فهم أهمية حشد المسؤولين والمهتمين بهذا الشأن لاستعراض أفكارهم وتصوراتهم وابتكاراتهم الكفيلة بتعزيز قدرات تحلية المياه وتوفيرها مع عدم إغفال التأثيرات الاقتصادية والبيئية لهذا النشاط”.

وتحظى دولة الإمارات بوجود 266 محطة تحلية بالإضافة إلى عدد من المحطات قيد الإنشاء ومحطات أخرى يجري التخطيط لإنشائها في المستقبل، وبلغت كمية مياه التحلية المستخدمة في الإمارات بنهاية العام 2017 نحو 2,342 مليون متر مكعب مرشحة للزيادة إلى 3,688 ملايين متر مكعب عام 2020، وإلى 5,806 ملايين متر مكعب عام 2025.

ويناقش المسؤولون الحكوميون خلال مؤتمر مشاريع تحلية المياه الإقليمي “مينا ديسالينيشن بروجكتس” من مختلف دول المنطقة رؤى الاستدامة الوطنية التي تقود جدول أعمال المياه، وستتاح الفرصة للمشاركين لاكتشاف الفرص الأكثر جاذبية لمشاريع البنية التحتية التحليلية المقبلة في منطقة الشرق الأوسط.

ويشهد مؤتمر مشاركة 300 من خبراء تكنولوجيا تحلية المياه، وعدد من المدراء التنفيذيين الحكوميين من دول المنطقة مثل: المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة السعودية، وزارة الطاقة الإماراتية، وهيئة كهرباء ومياه الشارقة والشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي المصرية، وشركة الماء والكهرباء بالمملكة العربية السعودية، ووزارة الكهرباء والماء الكويتية، الهيئة العامة للمياه العمانية (ديم).

زر الذهاب إلى الأعلى