أنواع اضطرابات الأكل

اضطرابات الأكل من الاضطرابات السلوكية التي تصيب الشخص عند تناول الطعام، فتناول الطعام في الحالات العادية عادة ما يكون مصحوبًا بالمتعة، والشعور بالسعادة، لكن في حالة معاناة الشخص من اضطرابات الأكل سلوكية في تناول الطعام، كثيرًا ما يشعر بعدم الراحة النفسية عند تناول الطعام، فأحيانًا يعتقد أنه أسرف في الطعام، وأحيانًا أخرى يعتقد أنه لا يأكل بالقدر الكافي، وفي كثير من أنواع اضطرابات الأكل قد لا يشعر المصاب بهذه الاضطرابات أن ثمة أمر غير عادي، فلا يشعر بوجود مشكلة إلا عند تنبيه الآخرين له، واضطرابات الأكل لها عدة أنواع، فهناك الشره العصبي، وفقدان الشهية العصبي، واضطرابات النهم في تناول الطعام، واضطرابات الاجترار، وغيرها والتي تختلف أعراضها باختلاف أنواعها.

أنوع اضطرابات الأكل

تختلف اضطرابات الأكل من حيث الإنتشار اختلاف واضح، فهناك أنواع من اضطرابات الأكل منتشرة على نطاق واسع، وهناك أنواع أخرى قليلة الانتشار، ونتعرف فيما يلي على  أشهر أنواع اضطرابات الأكل[1]

فقدان الشهية العصبي

يعد فقدان الشهية العصبي من أشهر أنواع اضطرابات الأكل، وفيه يعاني المصاب من خوف تناول الطعام، ويصاب بالرعب خوفًا من زيادة الوزن، فيقل تناوله للطعام، ويقلل بقدر الإمكان من السعرات الحرارية الداخلة إلى جسمه بطريقة مبالغ فيها، مما يسبب فقدان كبير في الوزن، وقد يقوم المصاب بعدد من التصرفات المرتبطة في ذهنه بتقليل الوزن، مثل التقيؤ عمدًا بعد تناول الطعام، أو ممارسة الرياضة بطريقة مبالغ فيها لحرق السعرات الحرارية، ويصبح الشخص المصاب بهذا النوع من اضطرابات الأكل مهتمًا بطريقة دقيقة بقياس وزنه كل فترة وجيزة، وكل هذه العوامل في النهاية قد تؤدي إلى تجويع الجسم بعنف، مما يؤثر على الأجهزة الحيوية في الإنسان، ويسبب الكثير من الأمراض العضوية.

اقرأ كذلك: اضطرابات الشهية- أسباب وعلاج فقدان الشهية

النهم العصبي

على العكس من فقدان الشهية العصبي، فإن النهم العصبي من أنواع اضطرابات الأكل التي يكون فيه المصاب لديه قابلية كبيرة لتناول الطعام، ويقوم بأكل كميات كبيرة من الطعام، ويفقد السيطرة على نفسه في تناول الأكل، وهو ما يسبب زيادة كبيرة في الوزن، وبالتالي شعور المصاب بالذنب، وعدم القدرة على التحكيم في النفس، وقد يدفعه إلى القيام أيضًا ببعض التصرفات الغير صحية، مثل التقيؤ بعد تناول الطعام لإفراغ المعدة، لكنه يعود بعد قليل لتناول الطعام بكميات كبيرة مرة أخرى، وهكذا في يدور في دائرة مغلقة، وقد يكون الشخص ذو وزن طبيعي، لكنه بسبب الإفراط في تناول الطعام يصاب بالوسوسة بشأن وزنه، ويشعر على الدوام بزيادة الوزن.

اضطرابات الأكل
اضطرابات الأكل

نهم الطعام

من اضطرابات الأكل المشهورة أيضًا ما يطلق عليه اضطرابات نهم الطعام، أو الشراهة في تناول الطعام، وفي هذا النوع من اضطرابات الأكل يتم تناول الطعام بطريقة مبالغ فيها حتى بعد شعور الشخص بالشبع، فإنه يستمر في تناول الطعام، وقد يزيد من هذه المشكلة بعض العادات الخاطئة، مثل مشاهدة التلفاز أو تصلح الإنترنت أثناء تناول الطعام، مما يسبب تناول الكثير من الطعام بدون انتباه، وبعد تناول الطعام يشعر المصاب بالضيق والذنب ، ويحاول تجنب ذلك في المرة القادمة، لكنه يفشل، مما يزيد من شعوره بالإحباط والتوتر.

اقرأ كذلك: معلومات هامة عن اضطرابات الاكل 2018

الوحم

وهو من أنواع اضطرابات الأكل الأقل انتشارًا، وفيه يقوم المصاب بالرغبة في تناول مواد غير غذائية، فقد يحب المصاب تناول التراب، أو الطين، أو الصابون والقماش، وغيرها من المواد الغير غذائية، واليت تصيب الجهاز الهضمي بمشاكل كبيرة، واضطربات معوية، وفي كثير من الأحيان يكون هذا النوع من اضطرابات الأكل سببًا في الإصابة بالتسمم الغذائي.

أسباب اضطرابات الأكل

لم تستطيع الأبحاث الكثيرة والدراسات التي أجريت على اضطرابات الأكل التعرف على الأسباب الدقيقة له، لكن هناك مجموعة من العوامل المرتبطة بكثير من هذه الأنواع، والتي منها:

الوراثة : تعد العوامل الوراثية من الأسباب المرتبطة بهذا النوع من الاضطرابات، فتاريخ المرض في العائلة له دور في إصابة الأجيال التالية به، كما أن بعض أنواع اضطرابات الأكل ترتبط بجينات وراثية في جسم الشخص تسبب الإصابة به.

الاضطرابات العاطفية: من العوامل المرتبطة باضطرابات الأكل الإصابة بالاضطرابات النفسية، والمشاكل العاطفية، والتي تدفع الإنسان إلى زيادة تناول الطعام، أو فقدان الرغبة في الأكل، كما أن شعور الشخص بعدم احترامه لنفسه، أو فقدانه للثقة في الذات، من العوامل التي تزيد من تفاقم المشكلة.

الاكتئاب: الإصابة بالاكتئاب قد يكون أحد الأسباب القوية للإصابة باضطرابات الأكل، فالمصاب بالاكتئاب قد لا يشعر بالرغبة في تناول الطعام على الإطلاق، وعلى الناحية الأخرى قد يسرف في تناول الطعام بطريقة غير طبيعية، وعلى العموم الاضطرابات النفسية والعصبية قد تكون أحد الأسباب الرئيسية في الإصابة باضطرابات الأكل.

الرجيم الخاطئ: من العوامل التي قد تكون سببًا في الإصابة باضطرابات الأكل اتباع نظام غذائي خاطئ، والقيام بتجويع الجسم، مما يسبب الاضطراب في فهم المخ للإشارات العصبية الصادرة له من الجسم، ويسبب التوتر والقلق لصاحب الرجيم القاسي، كما قد يسبب الرجيم القاسي لفترات طويلة إلى الإصابة بفقدان النهم العصبي، وفقدان الرغبة أساسًا في تناول الطعام.

أنواع اضطرابات الأكل
أنواع اضطرابات الأكل

أعراض اضطرابات الأكل

قد يكون العديد من الأشخاص يعانون من درجات معينة من اضطرابات الأكل دون الشعور بذلك، وعليه فإن الاضطراب في تناول الطعام قد يكون مصحوبًا ببعض العلامات التي تدل عليه والتي منها:

  • زيادة الاهتمام بطريقة مبالغ فيها على تناول الطعام الصحي.
  • التزام نظام التغذية النباتية بطريقة صارمة، والابتعاد عن أكل اللحوم نهائياً.
  • عدم الرغبة في تناول الطعام، والحرص على تفويت مواعيد الأكل.
  • الإحساس الدائم بزيادة الوزن، والاهتمام المبالغ فيه بقياس الوزن، والشعور بعد الرضا عن شكل الجسم.
  • الإحساس النفسي المتواصل بالشراهة، وكثرة تناول الطعام، على الرغم من الحدود الطبيعية لتناول الطعام عند الشخص.
  • الاستخدام المتواصل للملينات، والتي تسبب الإسهال، لمنع زيادة الوزن.
  • ممارسة الرياضة بطريقة مبالغ فيها لحرق السعرات الحرارية، خاصة بعد تناول الطعام
  • القيام ببعض السلوكيات الخاطئة بعد تناول الطعام، مثل التقيؤ العمد بعد الأكل.
  • ظهور مشاكل في الأسنان، وكثرة التسوس نتيجة كثرة التقيؤ بعد تناول الطعام.
  • تناول الطعام بكميات كبيرة، خاصة بعد الوجبات الرئيسية.

اضطرابات الأكل من المشاكل السلوكية التي تحتاج إلى  اهتمام كبير من المصاب بها، وتحتاج إلى عناية ووقفة مع النفس، ومن المهم للأم أو الأب مراقبة الأبناء، والتأكد من عدم إصابتهم بمشاكل عند تناول الطعام، وفي حالة زيادة الأمر عن حدوده الطبيعية، فقد يحتاج الأمر إلى زيارة الطبيب واستشارته.

المراجع[+]

زر الذهاب إلى الأعلى