تعدد النيات في العبادة تجارة العلماء بضوابط شرعية

تعدد النيات في العبادة من الأعمال التي يحصل المسلم بسببها على أجر كثير وثواب متعدد بالعمل الواحد، ومدار ذلك على النية قبل الشروع في العمل، لكن هل تعدد النيات في العبادة و العمل على إطلاقه أم أن هناك قواعد لابد من مراعاتها عند تعديد النية في العمل، وهل كل عمل يصلح معه تعداد النية.

تعدد النيات في العبادة وضوابطها

تعدد النيات في العبادة هي تجارة العلماء التي يستكثر بها أصحابها من الأجر والثواب بالعمل الواحد، فيقوم المسلم على سبيل المثال بصلاة ركعتين نافلة وينوي بهما أن تكون تحية المسجد وراتبة الفجر مثلًا، كما يمكن أن ينوي بهما سنة الوضوء وغيرها من النيات. وتعدد النيات لا يقتصر فقط على الصلاة بل يكون كذلك في قراءة القرآن وفي الصدقة وفي غيرها من العبادات والأعمال التي يزيد فيها الأجر بزيادة النية.

لكن تعدد النيات في العبادة له ضوابط، و من أهم ضوابط هذه العبادة ألا يكون فيها رياء وسمعة كأن ينوي بالصلاة الراتبة الحصول على الثواب والأجر وفي نفس الوقت قد تحدثه نفسه بإرضاء الناس وإظهار الخير لهم على سبيل التودد، وهذا لا يجوز في تعدد النيات فقط بل إنه مفسد للعمل أيضًا.

كما أن من أهم ضوابط تعدد النيات ألا يجمع في النية الواحدة بين الفرض والنافلة، فلا يجوز له مثلًا إذا دخل المسجد ووجد الإمام يصلي الظهر أن ينوي بصلاة الظهر أداء الفريضة وفي نفس الوقت راتبة الظهر أربع ركعات. بل الفريضة لها نية مستقلة لا يشاركها فيه غيره من الأعمال. كذلك صيام رمضان لا يجوز فيه أن ينوي فيه قضاء أيام من رمضان الفائت أو الوفاء بنذر أو كفارة يمين مع صوم الفريضة.

تعدد النيات في الصلاة
تعدد النية في الصلاة

تعدد النيات في العمل

تعدد النيات في العبادة والعمل لها أمثلة كثيرة، فالعبادة الواحدة يمكن للمسلم أن يكثّر فيها النيات لتحصيل الثواب والأجر، ومن أمثلة ذلك ما يلي:

  • القعود في المسجد يمكن للمسلم أن ينوي به المكث في بيت من بيوت الله، وتعمير المساجد والاعتكاف مدّة مكثه في المسجد. كما يمكن عقد النية أنه زائر لبيت من بيوت الله طلبًا لمرضاة الله وهربًا من غضبه وسخطه. كما ينوي بها انتظار الصلاة بعد الصلاة، وكف السمع والبصر عما لا يليق خارج المسجد، التفرغ لذكر الله سبحانه.
  • اغتسال الجنابة يوم الجمعة يمكن أن يجمع فيه بين نية رفع الحدث الأكبر وهو الجنابة وفي نفس الوقت نية ثواب غسل الجمعة الذي رغب فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم على كل محتلم.
  • صلاة الراتبة في المسجد ينوي بها راتبة الفريضة وتحية المسجد وسنة الوضوء.
  • صيام الاثنين والخميس يمكن أن يجمع بين نية صوم ذلك اليوم الذي هو سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه صوم يوم في سبيل الله يباعد الله به بينه وبين النار سبعين خريفًا. كما يمكن الجمع بين صيام ذلك اليوم وبين نية صيام ثلاث أيام من كل شهر. كما له أن ينوي به صيام يوم عرفة إذا وافق أحد الأيام ذلك اليوم الفضيل.
  • الصدقة كذلك ينوي بها المسلم أن يستظل يوم القيامة بظل صدقته، وأن يستظل بها في عرش الرحمن، وينوي كذلك إشباع المسلم وإدخال السور على قلبه. ويمكن للمسلم أن ينوي بها التداوي ودفع المرض عنه وعن أهله بهذه الصدقة وينوي بها إطفاء غضب الرب سبحانه وتعالى، وتفريج كربة عن مسلم حتى يفرج الله بها كربة من كرب يوم القيامة.
تعدد النيات في الصيام
تعدد النيات في الصيام

تعدد النيات في قراءة القرآن

كذلك فإن قراءة القرآن يمكن للمسلم أن يعدد فيها العشرات من النيات التي بها يعظم الأجر والثواب إن شاء الله، ومن هذه النيات في قراءة القرآن الكريم ما يلي:

  • طلب الرحمة والسكينة بقراءة القرآن
  • ألا يكون هاجرًا للقرآن حتى لا يصدق فيه قول الله عز وجل “يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورًا”.
  • طلب الشفاء بكتاب الله سواء كان شفاء الأعضاء أو الأنفس والقلوب.
  • الحرص على البركة في الوقت والعمر.
  • تفريج الهموم والكروب ببركة القرآن وبركة تلاوته.
  • نية تعلم القرآن وتعليمه وثواب ذلك العمل.
  • قراءة آية وتعلمها خير له من ناقة ومن متاع كثير في الدنيا.
  • قراءة القرآن حتى لا يكون من الغافلين.
  • طلب تحصيل الحسنات، فقراءة كل حرف من القرآن يحصل بها المسلم على حسنة والحسنة بعشر أمثالها.
  • طلب زيادة الإيمان والتوفيق للعمل والطاعة.
  • رجاء صلاح القلب وتزكية النفس.[1]

تعرفنا على تعدد النيات في العبادة التي هي تجارة العلماء وضوابط تعدد النيات وأمثلة لها في الصلاة والصيام وقراءة القرآن.

المراجع[+]

زر الذهاب إلى الأعلى