هل يجوز الوضوء بغير الماء العذب ، وحكم الوضوء من البحر والماء المالح من الأسئلة التي قد تطرأ على ذهن الكثير من المسلمين ويرغبون في التعرف على إجابة وافية عنها، فالوضوء هو شرط لصحة الصلاة، فالله –سبحانه وتعالى- لا يقبل صلاة بغير وضوء وطهارة سواء كانت هذه الصلاة فريضة أو نافلة.

هل يجوز الوضوء بغير الماء العذب

  • قد يسأل الكثير من المسلمين عن جواز الوضوء بالماء غير العذب، أو الوضوء بماء البحر المالح.
  • وتكثر هذه الأسئلة بصفة خاصة في المناطق الساحلية المطلة على البحر.
  • كما تكثر فيمن يعتادون ركوب البحر، ويمضون الأيام والليالي الطويلة في البحر للصيد أو العمل.
  • الوضوء بغير الماء العذب أو بماء البحر لا يوجد خلاف بين أهل العلم على جوازه.
  • فيجوز للمسلم أن يتوضأ بالماء العذب، كما يجوز له أن يتوضأ بالماء المالح سواء ماء البحر أو المحيط أو البحيرات المالحة.
  • والعمدة في الاستدلال على جواز ذلك هو الحديث الصحيح التالي :
  • عن أبي هريرة -رضي الله عنه- حيث قال: “سأل رجلٌ رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- فقال: يا رسولَ اللهِ، إنا نركَبُ البحرَ معَنا القليلُ من الماءِ فإن توضَّأْنا به عطِشنا أفنتوضَّأُ من ماءِ البحرِ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: هو الطَّهورُ ماؤُه، الحِلُّ مَيْتَتُه”.
  • وبالتالي فقد أجاب النبي –صلى الله عليه وسلم – إجابة شافية لصاحب السؤال.
  • فقد أوضح عليه الصلاة والسلام أن ماء البحر هو ماء طهور، أي أنه طاهر في نفسه مطهر لغيره.
  • كما أوضح له عليه الصلاة والسلام أن ميتة البحر من سمك أو حوت أو غيره حلال بلا تزكية.[1]

حكم الوضوء بماء البحر في حال وجود الماء العذب

  • أما عن حكم الوضوء بماء البحر المالح مع وجود الماء العذب فهو أيضًا الجواز.
  • فالماء العذب مثله مثل ماء البحر في درجة الطهورية، فكلا المائين طاهر في نفسه ، كما أنه مطهر لغيره من النجاسة أو الحدث.
  • كما يجوز الاغتسال في ماء البحر لرفع الحدث الأكبر وهو الجنابة.
  • وعند الاغتسال في ماء البحر ، فإن المسلم ينوي الاغتسال قبل غمسه في الماء .
  • ينغمس المسلم في الماء بنية الغسل ، فيطهر من الحدث الأكبر بذلك.

حكم الوضوء بغير الماء العذب

حكم الوضوء بالماء الذي خالطه كلور

  • في كثير من دول العالم ومنه الدول العربية والإسلامية يتم إضافة الكلور إلى الماء العذب من أجل تطهيره وقتل البكتريا والميكروبات فيه.
  • وهذا الكلور المضاف إلى الماء قد يغير قليلًا من لون الماء أو طعمه.
  • وعليه فهل يجوز الوضوء بهذا الماء ، حيث أنه من المعلوم أن من شروط الماء الطهور الذي يصح به الوضوء والاغتسال أن يكون غير متغير اللون أو الطعم أو الرائحة.
  • أجاب الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله تعالى- عن هذا السؤال بما مفاده أن الأدوية أو المطهرات التي تضاف إلى الماء من أجل تطهيره وجعله صالح للشرب والاستعمال لا تخرجه عن طهوريته.
  • كما أن التغير الذي يطرأ على الماء بسبب تلك المطهرات لا تضره.
  • هذا التغير يشبه التغير الطارئ على الماء بسبب نمو الطحالب، ومن المعلوم أن الوضوء بالماء الذي يحتوي على طحالب  يجوز .
  • وعليه فما دام الماء لا يزال يطلق عليه ماءً وإن شابه بعض التغير بسبب ورق الشجر أو التراب أو الكلور فيجوز الوضوء وبالتالي الاغتسال منه.
  • إذا خرج الماء عن إطلاقه فتغيرت رائحته بشكل واضح، أو انسكب فيه مثلُا حليب فتغير لونه إلى الأبيض مثلًا. أو انسكب فيه شاي فتغير إلى الأسود، ففي هذه الحالة يخرج الماء عن إطلاقه ولا يجوز الوضوء به، وإن كان الماء لا يزال طاهرًا في نفسه.

شروط صحة الوضوء

حتى يكون الوضوء صحيحًا ، ويمكن به أداء الصلاة فلابد من تحقق شروط معينة.وتتمثل شروط الوضوء في التالي :

  • الإسلام؛ حيث لا يُقبل الوضوء من كافر أو مرتد على غير ملة الإسلام.
  • البلوغ والتكليف حيث أن الوضوء لا يجب في حق الصبي الذي لم يبلغ، كما لا يجب في حق المجنون فاقد العقل.
  • وبلوغ الرجل بالاحتلام أو نمو شعر العانة، أما بلوغ المرأة فيكون بالحيض.
  • الطهارة من دم الحيض والنفاس من شروط صحة الوضوء، حيث أن الحائض والنفساء لا وضوء عليها. وحتى لو توضأت فلا تقوم بالأعمال التي يجب لها الوضوء مثل الصلاة وقراءة القرآن على خلاف بين العلماء في هذه المسألة الأخيرة.
  • طهورية الماء في نفسه وتطهيره لغيره.
  • وصول الماء إلى البشرة بإزالة العوائق مثل المناكير أو ما يمنع وصول الماء للعضو.

أجبنا على سؤال هل يجوز الوضوء بغير الماء العذب. وأوضحنا اتفاق العلماء على جواز الوضوء بماء البحر والماء المالح. كما أوضحنا رأي العلماء في الوضوء بالماء الذي خاطه كلور، أو طاهر غيره.

المراجع[+]

شاركها.