ما هي مراحل حب الذات وكيف يمكن الوصول إليها؟

حب الذات هو علم وفن وتقنية خاصة جدا قد لا يعرفها الكثيرون وهي عملية لا تدعو أبدا للتقاعس عن العمل أو الوقوف لكنها محاولة في الحصول على نسخة أفضل من أنفسنا بالحصول على ما نرغب وأن نكون دائما في حالة رضا عن أنفسنا، لأنه ببساطة تحقيق الإنجازات ليست هو مقياس الإنسان أو مقياس الذات ولكن يجب ان نسامح أنفسنا كما نسامح الآخرين وأن نخلق أعذارا لأنفسنا كما نخلق أعذارا لغيرنا، أولسنا مثلهم بشرا كذلك؟!

مراحل حب الذات

يعيش أغلبنا الكثير من أوقاتهم في حالة من التساؤل وهي هل أنا إنسانا بشكل كافي؟، أو هل أنا كافي؟، على الرغم من تظاهر الكثيرين بخلاف ذلك لكنهم في أعماقهم يعيشون نفس الحالة ولا يتغيروا.

ولكن يصل البعض إلى المرحلة التي يتساءلون فيها ألم أتحمل ما فيه الكفاية؟ وهذه المرحلة تعتبر نقطة عبور إلى حال أفضل وأكثر تعمقها وقد تتصاحب بعواطف وانفعالات كبيرة، بالأخص مع من يشعرون بأنهم قد تم استغلالهم بشكل كبير، وهنا يبدأ المرء في حب الذات على ثلاثة مراحل وهي:

• أنا لست كافيا

وهذا العجز وعدم القدرة على حب الذات قد لا يكون في بداية تفكير الإنسان وإنما هو موجود في درجة من درجات العقل والفكر وقد يكون أشبه بلا وعي يترك إشارات للعقل تنبهه بأنه غير كافي.

• لقد اكتفيت

وهي المرحلة التي تتبادر إلى العقل والذهن عندما يبدأ الإنسان في حب ذاته حيث يصل إلى مساحة تجعله يشعر بالضيق من كل ما حوله أي أنه اكتفى من شعوره بأنه أقل مكانة من المحيطين به واكتفى من تجاوزاتهم له في كل شيء أي من معاملتهم السيئة واستغلالهم وتقلدهم المناصب والدرجات ولا تزال في نفس مكانك.

هذه هي المرحلة التي تتلألأ فيها المعجزات والتغيرات في البيئة المحيطة الحالة التي لم تحدث من قبل أبدا.

• أنا كافِ

هنا نكون قد توصلنا إلى التعرف على ذاتنا وأننا فقط أسياد لحياتنا ونشعر بذلك في أعماقنا، وفي هذه النقطة بالأخص لا نجد أنفسنا في حاجة إلى إثبات أي شيء لأي شخص ولسنا مضطرين للموافقة على أي شيء مخالف لإرادتنا، ونتعامل بليونة وسلاسة مع أنفسنا ولا نقلق من ظهور الضعف الذي خُلقنا به بالفطرة ونقوم برعاية أنفسنا بشكل أفضل من ذي قبل.

يصل العديد من البشر إلى هذه المرحلة قد يكون في وقت متأخر من عمرهم لكن يجب الوصول إليها في أحد مراحل العمر وإلا أصبحت كارثة حقيقية وهي أن الإنسان لم يتعرف على قيمة ذاته بعد، ولم يتعرف على أنه كفاية لنفسه.

نحن مصنوعون من حب

عندما نقوم بتحليل الذرات التي تتكون منها أجسامنا نجدها مجتمعة فقط من قوى الطبيعة التي تجذبها مع بعضها البعض ولكن إذا لم توجد هذه القوى لن تنوجد هذه الذرات فسوف تفقد كيانها وتجمعها وسوف يختفي العالم بأكمله وليس فقط كيان الإنسان.

وختاما إن البشر يفكرون كثيرا وهما فقط في حاجة إلى العيش والاستمتاع باللحظات التي يعيشونها، فيجب ان يكون الإنسان أكثر عفوية ويقوم بالأشياء بدون التفكير في النتائج والعواقب وأن يكون نفسه فقط، والانفتاح هو أمر هام جدا حتى يزداد مقدار حب الإنسان لذاته، وحب الذات سهل جدا أسهل مما قد يتوقع أحدنا فنحن نحتاج إلى أن نهرب بأفكارنا خارج الإطار الذي نعيشه فقط حتى نتمكن من الخروج من النمط التقليدي والمعتاد الذي اعتدنا أن نعيش فيه وعندما ننفذ كل ذلك سوف نصل إلى حب الذات بالضرورة.