تعرف على فضل قيام الليل شرف المؤمن

هل تعرف ما هو شرف المؤمن ، شرف المؤمن بينه لنا رسول الله صلى الله عليه و سلم في الحديث الذي رواه الحاكم و البيهقي ، و حسنه الألباني  ، عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « أتاني جبريل فقال: يا محمد ! عش ما شئت فإنك ميت وأحبب من شئت فإنك مفارقه واعمل ما شئت فإنك مجزي به واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل وعزه استغناؤه عن الناس».

فشرف المؤمن هو صلاته بالليل و الناس نيام ، فهي الصلاة التي تدل على الإخلاص ، لأن فيها المعاناة ، و التعب ، و الرغبة في تحصيل الأجر و الثواب من الله ، و فيها كذلك الخفاء عن الناس ، و انتفاء شبهة الرياء ، و هي من أحب الصلوات الى الله تعالى بعد الفريضة .

فضل قيام الليل

ورد في السنة النبوية الكثير من الأحاديث النبوية التي تبين فضل قيام الليل ، و ثواب القائمين بالليل ركعاً و سجداً ، و من الأحاديث التي تبين فضل قيام الليل :

  • عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: أُمِرْنَا بِالسِّوَاكِ. وَقَالَ: ( إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا قَامَ يُصَلِّي أَتَاهُ الْمَلَكُ فَقَامَ خَلْفَهُ يَسْتَمِعُ الْقُرْآنَ وَيَدْنُو، فَلَا يَزَالُ يَسْتَمِعُ وَيَدْنُو حَتَّى يَضَعَ فَاهُ عَلَى فِيهِ، فَلَا يَقْرَأُ آيَةً إِلَّا كَانَتْ فِي جَوْفِ الْمَلَكِ ) .
  • وقال أيضًا – عليه الصلاة والسلام – مُوصيًا بصلاة الليل، وذلك عندما قَدِم إلى المدينة: ((يا أيُّها الناس، أطْعِموا الطعام، وأفْشُوا السلام، وصِلُوا الأرحام، وصلُّوا بالليل والناس نيامٌ – تَدْخلوا الجنة بسلام))؛ السلسلة الصحيحة؛ للألباني .
فضل قيام الليل .
فضل قيام الليل .
  • عن ابن مسعود عن النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – قال: ((عَجِبَ ربُّنا من رجلٍ ثار عن وِطَائه ولِحافه من بين أهله وحِبِّه إلى صلاته، فيقول ربُّنا – تبارك وتعالى -: يا ملائكتي، انظُروا إلى عبدي ثارَ من فراشه ووِطَائه من بين أهله وحَبِّه إلى الصلاة؛ رغبةً فيما عندي، وشفَقةً مما عندي)) .
  • و عن عمرو بن عبسة رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: « أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الأخير فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن .
  • عن أبي مالك الأشعري – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنَّ في الجنة غُرفًا، يُرى ظاهرُها من باطنها، وباطنُها من ظاهرها، أعدَّها الله لِمَن ألانَ الكلام، وأطْعَم الطعام، وتابَع الصيام، وصلَّى بالليل والناس نيامٌ))، وفي الصحيحين عن أبي هريرة قال: قال رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((قال الله – عزَّ وجلَّ -: أعْدَدتُ لعبادي الصالحين ما لا عين رَأَتْ، ولا أُذن سَمِعت، ولا خطَرَ على قلب بشرٍ))، قال أبو هريرة: اقْرَؤوا إن شِئْتُم: ﴿ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [السجدة: 17].
  • عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين ومن قام بمائة آية كتب من القانتين ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين» .
  • عن أبي هريرة قال: قال النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((رَحِم الله رجلاً قام من الليل، فصلَّى وأيْقَظ امْرَأته، فإن أبَت، نضَح في وجهها الماء، ورَحِم الله امرأةً قامَت من الليل، فصلَّت وأيْقَظَت زوجَها، فإن أبى، نضَحَت في وجهه الماء))؛ رواه أحمد
  • وقيام الليل يورث محبة الله تعالى للعبد المسلم ، عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ثلاثة يحبهم الله ويضحك إليهم ويستبشر بهم – وذكر من بينهم – والذي له امرأة حسناء وفراش لين حسن فيقوم من الليل فيقول: يذر شهوته ويذكرني ولو شاء رقد».

حال السلف الصالح مع قيام الليل

  • كان عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – يُصَلِّي من الليل ما شاء، حتى إذا كان نِصف الليل، أيْقَظ أهلَه للصلاة، ثم يقول لهم: “الصلاةَ، الصلاة” .
فضل قيام الليل .
فضل قيام الليل .
  • كانت امْرأةُ حبيبٍ العَجمي تُوقظه في الليل، وتقول: ذهَب الليل وبين أيدينا طريقٌ بعيد، وزادُنا قليلٌ، وقوافلُ الصالحين قد سارَت قُدَّامنا، ونحن قد بَقِينا .
  • واشْترى بعضُهم من الله حَوراء بصَداق ثلاثين خَتْمة، فنام ليلةً قبل أن يُكمِل الثلاثين خَتْمة، فرآها في منامه تقول له:

أَتَخْطُبُ مِثْلِي وَعَنِّي تَنَامُ      وَنَوْمُ الْمُحِبِّينَ عَنِّي حَرَامُ

لأَنَّا خُلِقْنَا لِكُلِّ امْرِئٍ         كَثِيرِ الصَّلاَةِ بَرَاهُ الصِّيَامُ

  • كان عبدالعزيز بن أبي روَّاد يُفرَش له الفراش، فيَضع يدَه عليه، ويقول: ما ألْيَنَك! ولكنَّ فراش الجنة ألْيَنُ منك، ثم يقوم إلى صلاته، فلا يَزال يُصلي حتى الفجر .
  • قال علي بن بكار: منذ أربعين سنة ما أحْزَنني إلاَّ طلوع الفجر
  • قال الحسن: كان الرجل يكون عنده زُوَّاره، فيقوم من الليل، ولا يَعلم به زُوَّاره
  • كان محمد بن واسع يُصَلِّي في طريق مكَّةَ في مَحْمله، ويَأْمر حَادِيَه أن يَرفعَ صوته؛ ليَشغَل الناس عنه.
  • فهذا حال السلف رضي الله عنهم مع قيام الليل ، و حرصهم على دوام الصلاة و الناس نيام ، لعلمهم بفضل القيام ، و عظيم ثواب الله تعالي لمن يصلون قيام الليل .

وقت  قيام الليل

يبدأ و قت قيام الليل من بعد العشاء ، و حتى طلوع الفجر ، و أفضل وقت له هو الثلث الأخير من الليل ، و هو وقت تنزل الله سبحانه و تعالى إلى السماء الدنيا ، تنزلاً يليق بجلاله و كماله سبحانه .

وقال ابن باز رحمه الله:

” يبدأ التهجد من بعد العشاء وينتهي بطلوع الفجر، هذا التهجد إذا صلى الناس العشاء دخل وقت التهجد إلى طلوع الفجر ، فالسنة قيام الليل ، من الفراغ من صلاة العشاء إلى طلوع الفجر ولو بركعة واحدة الوتر ” .

فضل قيام الليل .
فضل قيام الليل .

و كل صلاة يصليها المسلم بعد صلاة العشاء هي من قيام الليل ، و يتفاوت المسلمون في صلاتهم لقيام الليل بحسب وقت الصلاة و طول القيام ،فمن صلى بعد العشاء ركعتين ، فله أجر من قيام الليل ، لكن ليس كأجر من قام الليل كله أو ساعات طوال منه ، يدعو و يصلي ، و يقرأ القرآن.

زر الذهاب إلى الأعلى