الكدر الزواجي

يمثل الكدر الزواجي الصورة الواضحة للعلاقة المضطربة وسوء التوافق بين الزوجين، والذي يترتب عليه عدم إشباع الحاجات النفسية والفسيولوجية الأساسية لهما، مما يدفع أحدهما أو كلاهما للبحث عن الذات خارج حدود الآخر، وهو ما يمكن أن يوصلهما إلى نتائج غير مستحبة

وفي إحدى الدراسات النفسية الحديثة في المجتمع السعودي اتضح أن نسبة كبيرة من الأزواج المتكدرين يترددون على العيادات الطبية غير النفسية، ويشتكون من أعراض نفس جسمية تعزى إلى الكدر الزواجي، وأن نحو 40 % من المراجعين في عيادة الصحة النفسية كان الكدر الزواجي جزءاً من مشكلاتهم، بالإضافة إلى أن نحو 50% من الأزواج الذين يبحثون عن علاج كان بسبب معاناتهم من الكدر في حياتهم الزوجية

 

اولاً : تعريف الكدر الزواجي

يقصد بالكدر الزواجي أنه حالة من عدم التوافق والتوتر بين الزوجين تستمر لفترة طويلة، تؤدي إلى ظهور صراعات ناشئة عن عدم إشباع الحاجات، مما يفضي إلى اضطراب العلاقة الزوجية . كما يعرف بأنه عدم الرضا عن العلاقة الزوجية من أحد الطرفين أو كليهما، فتصبح الحياة الزوجية معاناة غير سعيدة، في نظر أحد الزوجين أو كلاهما . ويمثل الكدر الزواجي تباين في أفكار ومشاعر واتجاهات الزوجين حول أمر من الأمور، ينتج عنه آثار، تظهر الخلافات الزواجية وتوضحها، وتحولها إلى نفور وشقاق وزيادة في الخلاف، فيختل التفاعل الزواجي، وتضعف العلاقة الزوجية .

ثانياً: المظاهر:

اختفاء الأهداف المشتركة بين الزوجين، وكذلك الاهتمامات المتبادلة، وتصبح النزاعات والأهداف الفردية، أكثر أهمية من الأهداف الأسرية، يبدأ الزوج والزوجة في عمليات انسحابية متعددة، وخاصة في مجال الخدمات المتبادلة سواءً داخل الوحدة الأسرية أو خارجها، غياب الاتساق في الرغبات بين الزوجين، مما يعزز فرص الصدام، تحول التصورات الإيجابية الجدية عن شريك الحياة إلى تصورات سلبية التواصل السيء والجدال المدمر، حيث نجد أن كل منهم يطيل الحديث على بهدف إعاقة الآخر، ظهور عاطفة سلبية يتخللها انتقاد الآخر، واحتقاره، وازدرائه، الضعف الجنسي، وظهور الاضطرابات النفسية كالقلق والاكتئاب والغضب، نقص في مهارات حل المشكلات الزواجية، وإدارة الأزمات الأسرية، العنف اللفظي أو الجسدي، الذي يمثل الصورة الأسوأ للكدر الزواجي، والذي يؤدي إلى الانفصال

ثالثاً : الأسباب :

1- ضعف التواصل على المستويين العقلي والعاطفي :

 

يقصد بالتواصل العقلي بين الزوجين تبادل الأحاديث حول أمور الحياة، والأسرة، والطموحات، والأفكار، والانفعالات، وعندما يضعف التواصل العقلي بينهما، أو يجد أحد الزوجين الآخر لاهياً عنه، أو متجاهلاً له، أو محتقراً لما يقول، فإنه ينفر منه، وينصرف عنه، ويسوء التفاهم بينهما، أما على صعيد التواصل العاطفي، فيعتبر الحب هو شهادة الضمان لاستمرار الحياة الزوجية، وهذه الشهادة تحتاج أن تؤكد كل يوم، سواء بشكل لفظي أو غير لفظي، مما يشعر الطرف الآخر بالأمان والرغبة في الاستمرار اللانهائي، وغياب التأكيد على عاطفة الحب، يشعر الزوجين أو أحدهما بالخطر، ويفقدهما الثقة بمشاعر بعضهما الأمر الذي يفضي للشعور بالكرب والكدر .

2- الغيرة الشديدة :

تحول الغيرة الشديدة الحياة الزوجية إلى نكد مستمر، ذلك أنها تفترض سوء الظن بالشريك، وضعه في دائرة الشك بشكل مستمر، الأمر الذي يؤدي إلى الشعور بالضيق وفقدان الثقة.

3- أسباب اجتماعية واقتصادية :

ضعف الموارد المالية للأسرة، وعدم اتفاق الزوجين، وتشاورهما على الإنفاق من الأسباب التي تؤدي إلى حدوث الكدر الزواجي، كما أن بعض العادات والتقاليد الاجتماعية، التي تنظر للمرأة على أنها مجرد أداة تابعة للرجل ووسيلة لإشباع غرائزه، وتهمش دورها كشريك حياة، وصانع قرار للأسرة.

4- أسباب تتعلق بالجانب الروجي:

  • عدم فهم وإدراك قداسة العلاقة الزوجية وأهميتها .
  • غياب مفاهيم السكن والمودة والرحمة، الجامعة لمعاني الحب والرعاية والحنان، والتسامح، والصفح، وتجاوز الزلات .
  • غياب مفهومي الصبر والرضا، فلا يوجد شريك كامل يحقق كل التوقعات .

رابعاً: العلاج الزواجي السلوكي المتكامل :

 

يهدف إلى مساعدة الزوجين على مواجهة الكدر الزواجي بطريقة أكثر فاعلية عن طريق تشجيع الزوجين على ممارسة السلوكيات الايجابية. ويركز هذا الأسلوب على التغير مقابل تنمية التقبل العاطفي الذي يتضمن التواصل الفعال والتوكيد الايجابي . كما يتضمن التغيير في استراتيجياته، تبادل السلوك ، والاتصال والتدريب على حل المشكلات. بالإضافة إلى ضرورة التركيز على الفردية في العلاج وذلك لأن كل زوجين لهما مشاكلهما الخاصة ولكنها تختلف بين كل زوجين.

 

1- التواصل الجيد يتطلب حسن الإنصات والدفء في التعامل والتقبل في مختلف المواقف .

2- البحث عن الأنشطة السارة المشتركة التي تقرب الزوجين من بعضها وتحسن من جودة العلاقة الزوجية وتدعهما .

3- يجب على الزوجين تجنب النقد اللاذع، والكلمات الجارحة، والعنف بمختلف أنواعه .

4- عدم نسبة المشكلات إلى طرف دون الآخر، والتحلي بروح المسؤولية المشتركة لمواجهة أعباء الحياة .

زر الذهاب إلى الأعلى