نتائج إهمال الأطفال

إهمال الأطفال من الأمور التي تؤثر على حياة الطفل في صغره، وعند بلوغه، والكثير من الأطفال حول العالم يتعرضون للإهمال بصورة من الصور، فإهمال الأطفال قد يكون إهمالًا في الملبس أو المأكل أو التعليم، كما قد يكون الإهمال عاطفيًا، أو أخلاقيًا، وذلك بترك الطفل همل بلا توجيه، أو تصويب للأفعال، وتختلف نتائج إهمال الأطفال حسب شخصية الطفل، وتكيفه مع هذا الإهمال، وضعف الرعاية التي حصل عليها من الأسرة.

أسباب إهمال الأطفال

هناك العديد من الأسباب التي قد تؤدي إلى حدوث إهمال في تربية الطفل ورعايته، وهو ما نتعرف على بعضٍ منها في السطور التالية.

عدم نضج الأبوين

من أسباب إهمال الأطفال عدم نضج الأب أو الأم، وعدم إدراكهم للمسؤولية الملقاة على عاتقهم في رعاية الطفل، والاهتمام بشؤونه، وقد يرجع ذلك لقلة الخبرة في الرعاية، أو لصغر السن، وعدم وجود من يوجه الأب والأم للتصرفات المناسبة.

اقرأ كذلك: ملخص لأفضل النتائج على الإطلاق في تربية الطفل

تبدل الأدوار في العائلة

في كثير من الأسر قد تكون الأم هي القائدة  والمسيطرة على دفة إدارة المنزل، ويكون دور الأب قاصر على توفير المال، والطعام والشراب، وتبدل دور المرأة من أن تكون تابعة لزوجها مطيعة له، يؤدي إلى فشل الكثير من النساء في تربية الطفل تربية سليمة، وإهمال جوانب في شخصية الطفل لا يشبعها إلا اهتمام الأب وتدخله.

عمل المرأة بلا ضرورة

من الأسباب التي قد تكون مؤثرة في إهمال الأطفال، عمل المرأة لفترات طويلة خارج المنزل، وافتقاد الأطفال لتواجد الأم، والذي يعد أمرًا لا غنى عنه للتوجيه والرعاية، وإشعار الطفل بالحنان والأهمية، فإذا كان الأب في غالب وقته خارج المنزل من أجل العمل، وتوفير حياة كريمة للأسرة، وكانت الأم كذلك تعمل خارج المنزل لفترات طويلة من أجل توفير الرفاهيات للأبناء، وزيادة الدخل المادي، فمتى إذن يتلقى الأطفال الرعاية، ومتى يعرفون الخطأ من الصواب في تصرفاتهم، وهو لا يجدون معهم أحد يصوب أفعالهم في غالب اليوم، لذلك كان من المهم للأم ألا تعمل إلا في حالة الضرورة، ولفترات ليست طويلة، حتى يكون البيت هو المحتل للمرتبة الأولى في أولوياتها.

إهمال الأطفال
إهمال الأطفال

الحالة الإقتصادية

يعد الفقر، وقلة ذات اليد من الأسباب التي تؤدي إلى إهمال الأطفال، وقلة عناية الأب والأم بهم، والتركيز على توفير الدخل المادي الكافي لرعايتهم على حساب الاهتمام بهم ومتابعتهم في تصرفاتهم.

اقرأ كذلك: 6 نصائح لتربية الطفل بشكل سوي

وسائل الترفيه الحديثة

لا تكون الحالة الإقتصادية في أحيان كثيرة سببًا في إهمال الأطفال، فقد تكون الأسرة على درجة من الثراء والرفاهية، لكنها في نفس الوقت تكون مهملة في تربية الطفل، ويرجع ذلك إلى وسائل الترفيه الحديثة، مثل التليفزيون، أو الإنترنت، ومواقع التواصل، والتي تجعل الأب أو الأم حاضرًا في البيت لكنه غائب عن دوره التربوي التوجيهي بسبب انشغاله في غالب الوقت بمتابعة الإنترنت، أو التلفاز، أو غيرها من وسائل الترفيه الحديثة.

نتائج إهمال الأطفال

بسبب إهمال الطفل، وعدم إعطائه الرعاية الكافية من الحنان والوقت، يتأثر الطفل بذلك، وتظهر نتائج هذا الإهمال على شخصية الطفل، وجسده، وتصرفاته، ومن نتائج إهمال الأطفال ما يلي:

الضعف البدني

عدم توفير الرعاية الكافية للطفل من التغذية السليمة، وترك الاهتمام بكيف الطعام الذي يتناوله الطفل، وكثرة شراءه للمعلبات، والحلويات، أو حرمانه من المواد الغذائية المفيدة واللازمة لنمو الطفل، يؤثر كل ذلك على الصحة البدنية للطفل، ويؤدي إلى ضعف البدن، والبطئ في النمو.

اقرأ كذلك: أحاديث نبوية وأدعية عن التربية الصحيحة للأبناء

ضعف التحصيل المدرسي

من النتائج التي تترتب على إهمال الأطفال ضعف القدرة على التحصيل المدرسي، والذي قد يرجع إلى أسباب نفسية عند الطفل بسبب إهماله، فيفقد الدافع الذي يحفزه لإكمال دراسته، والتفوق فيها، ومع عدم المتابعة من قِبل الأب والأم يفقد الطفل الرغبة في إكمال التعليم أو تحقيق هدف من ورائه، وقد يكون التأخر في التحصيل المدرسي راجع إلى وجود مشاكل عضوية في مخ الطفل، وعدم نمو خلايا الدماغ بشكل كافي بسبب الإهمال في تغذية الطفل، وعدم تناول الأطعمة المفيدة التي تساعد على سرعة النمو، ونضج الخلايا.[1]

العصبية الزائدة

الطفل العصبي بشكل زائد عن الحد، او الطفل الذي لديه مشكلة في فرط الحركة، قد يكون من أسباب ذلك إهمال تربية الأطفال، وهو الأمر الذي يجعل الطفل سريع الانفعال، كثير الغب، ويعبر عن غضبه بشكل أكثر عنفًا وقسوة، وذلك بسبب عدم توجيه الأب أو الأم، وعدم الحزم في تربية الطفل، وتركه لمشاعر الطفل الفطرية دون توجيه، أو تحكم، مما يؤثر بالسلب على سلوكيات الطفل، وفي تعبيره عن مشاعره، وانفعالاته.

إهمال الأطفال
انشغال الأطفال بأجهزة الترفيه

ضعف الثقة في النفس

من نتائج إهمال الأطفال شعور الكثير من الأطفال والبالغين بضعف الثقة في النفس، وعدم القدرة على مواجهة الحياة، والشعور بالدونية، وعدم الانجاز، فترك الطفل بلا توجيه خلال فترات التربية، وإهمال غرز القيم، والتوجيهات التي يستطيع بها مواجهة الحياة، والتصرف في المواقف المختلفة، ينتج عن هذا كله ضعف الثقة في النفس، وعدم الرغبة في مواجهة مصاعب الحياة.

الشعور بالغربة في العائلة

إهمال الأطفال في السن الصغيرة، يؤثر مع الوقت على انتماء الطفل، وشعوره بأنه جزء من الأسرة الصغيرة، وهو ما يولد لديه شعور بعدم حاجته للعائلة الصغيرة التي نشأ فيها، والتي أهملت في رعايته وتربيته، فكثير من الأطفال الذين تعرضوا للإهمال في التربية يفضلون البقاء بمفردهم في المنزل، ويتجنبون الاختلاط بباقي الأسرة، ويشعرون بأنهم غرباء في المنزل، وغرباء عن الإخوة، والأب، والأم، كما يدفعهم شعورهم بعد الانتماء للأسرة بالسخرية من أفراد الأسرة، والأخوة الأصغر في السن، والفرح في المشاكل التي قد تصيب بعض أفراد المنزل.

الإنطواء

من النتائج النفسية السيئة المترتبة على إهمال الأطفال إصابة الطفل في سنه الصغير أو بعد البلوغ بالإنطواء، والرغبة في البقاء منفردًا لفترات طويلة، فإهمال تربية الطفل، وعدم إشعاره بالحنان الكافي، وترك توجيهه في المواقف المختلفة، كل هذا يصيب الطفل بنوع من الانطواء، وعدم الرغبة في التعرف على أفراد، أو الدخول في علاقات جديدة، وإهمال الطفل يسبب له حالة من خوف المناسبات الجماعية، وتفضيل الهروب إلى الوحدة.

الاضطرابات النفسية

تعد الاضطرابات النفسية من نتائج إهمال الأطفال، فكثير من الأطفال الذين تم إهمالهم ورعايتهم، يصابون بنوع من الاكتئاب، والتوتر الدائم، والسوداوية في النظرة للحياة، وقد يسبب إهمال الطفل في التفكير في الانتحار بعد البلوغ، أو حتى في السن المبكرة.

إهمال الأطفال له الكثير من النتائج السيئة، والتي تصيب الأطفال في السن الصغيرة، وحتى بعد البلوغ لا يستطيع الكثير ممن تعرضوا للإهمال في طفولتهم التخلص من هذه الآثار، والتي تؤثر على الناحية السلوكية، والنفسية، والصحية للأطفال، وتؤثر في علاقتهم بالغير من أفراد الأسرة، ومن خارجها

المراجع[+]

زر الذهاب إلى الأعلى