أكثر 7 بدع لشهر رجب منتشرة بين الناس

مما لا شك فيه أن شهر رجب من الشهور المباركة العظيمة القدر عند الله تعالى ، و هو من الأشهر الحرم التي عظمها الإسلام ، كما عظمها اهل الجاهلية ، (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ). وفي الصحيحين قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الزمان قد استدار كهيئة يوم خلق السماوات والأرض السنة اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم ثلاث متواليات ذو القَعدة وذو الحجة والمحرم ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان).

الأعمال في شهر رجب

شهر رجب كونه من الأشهر الحرم ، فهو مثله مثل شهر ذو القعدة ، و ذو الحجة ، و المحرم ، و هي شهور يعظم فيها أجر الأعمال الصالحة ، كما يتضاعف فيها وزر الأعمال المعاصي و الذنوب ، قال قتادة: (اعلموا أن الظلم في الأشهر الحرم أعظم خطيئة ووزرا من الظلم فيما سواها وإن كان الظلم على كل حال عظيما ولكن الله يعظم من أمره ما يشاء).

لكن شهر رجب لا يتميز بخصيصة عن باقي الأشهر الحرم ، و قد انتشر بيم كثير من الناس أعمال ، و صلوات خاصة بشهر رجب ، لم يرد عليها دليل من كتاب و لا سنة ، و تعد من البدع المحدثة في الدين ، و التي ينبغي للمسلم أن يتجنلها ، و أن يعلم ان الوقوع فيها كبيرة من كبائر الذنوب ، فيسيئ من حيث أراد أن يصلح .

أقوال العلماء في شهر رجب

كل الأحاديث التي وردت في شهر رجب ، أو أنه أفضل من غيره من الأشهر الحرم ، أو خصته بخصيصة عن باقي الشهور فهي أحاديث مكذوبة على النبي صلى الله عليه و سلم ، و هي ليست من الأحاديث الضعيفة التي يمكن الأخذ بها في فضائل الأعمال ، بل هي أحاديث مكذوبة يحرم نشرها و تلاوتها بين الناس .
قال ابن تيمية : ( وأما صوم رجب بخصوصه فأحاديثه كلها ضعيفة بل موضوعة ، لا يعتمد أهل العلم على شيء منها ، وليست من الضعيف الذي يروى في الفضائل بل عامتها من الموضوعات المكذوبات ) ، [ مجموع الفتاوى – ٢٥/٢٩٠ ) .

وقال ابن حجر : ( لم يرد في فضل شهر رجب ، ولا في صيامه ولا في صيام شيء منه معين ، ولا في قيام ليلة مخصوصة فيه حديث صحيح يصلح للحجة ، وقد سبقني إلى الجزم بذلك الإمام أبو إسماعيل الهروي الحافظ ، رويناه عنه بإسناد صحيح وكذلك رويناه عن غيره)) ، [ تبيين العجب – ١١ ] .
وقال ابن القيم : ( كل حديث في ذكر صيام رجب وصلاة بعض الليالي فيه فهو كذب مفترى ) ، [ المنار المنيف – ٩٦.
وقال العراقي : ( لا يصح في فضل رجب حديث ) ، [ فيض القدير – ٤/١٨ ] .

بدع شهر رجب

انتشر بين الناس الكثير من البدع التي يحدثونها في شهر رجب ، و نتعرف على بعض من هذه البدع فيما يلي :

1 – التهنئة بدخول رجب

انتشر بين الناس التهنئة و التبريك بدخول رجب على انه مناسبة خاصة ، و أنه شهر يختلف عن باقي الأشهر الحرم ، و ليس في هذا الأمر لا دليل من كتاب أو سنة ، فلم يرد عن أحد من الصحابة أو التابعين رضوان الله عليهم أنهم كانوا يتبركون بدخول رجب ، او يتبادلون التهاني عند قدومه ، بل هو شهر من الأشهر الحرم ، يستحب فيه الإكثار من الأعمال الصالحة العامة .

2 – اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان

عن أنس بن مالك قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل رجب قال اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان) ، هذا حديث انتشر بين الناس ، و هو حديث منكر في أعلى درجات الضعف ، و لا تصح روايته عن النبي صلى الله عليه و سلم ، و عليه فلا يصح الدعاء بهذا الحديث في رجب أو غير رجب ، و لا نسبته إلى النبي صلى الله عليه و سلم .

3 – الغسل في أول رجب

من البدع التي انتشرت عند كثير من الناس ما يسمى بالغسل في أول رجب ، و هو غسل غير مشروع لم يرد عن الصحابة او السلف ، انما ابتدعته طوائف من الصوفية و المبتدعة ، ظناً بخيرية رجب و اختصاصه عن غير الشهور .

4 – عمرة رجب

يحرص كثير من الناس على تخصيص رجب بعمرة ، و الاعتقاد ان العمرة في رجب لها ثواب أكبر ، و هو أمر لا دليل عليه البته ، و ربما بالغوا في الحرص عليها اكثر من عمرة رمضان التي فيها الدليل على أنها تعدل الحج ، ولم يثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتمر في رجب ألبتة كما جاء في البخاري عن ابن عمر (رضي الله عنهما قال: (إن رسول الله اعتمر أربع عمرات إحداهن في رجب قالت (أي عائشة): يرحم الله أبا عبد الرحمن ما اعتمر عمرة إلا وهو شاهده وما اعتمر في رجب قط). ولهذا أنكر أهل العلم تخصيصه بعمرة قال ابن العطار: (ومما بلغني عن أهل مكة اعتيادهم كثرة الاعتمار في رجب وهذا مما لا أعلم له أصلاً).

5 – تخصيص رجب بالصوم

الصوم في الأشهر الحرم كلها من الأمور المحمودة ، لكن تخصيص شهر رجب بصيام معين و الاعتقاد بأفضليته عن باقي الشهور لم يرد فيه حديث صحيح ، قال ابن تيمية: (وأما صوم رجب بخصوصه فأحاديثه كلها ضعيفة بل موضوعة لا يعتمد أهل العلم على شيء منها وليست من الضعيف الذي يروى في الفضائل بل عامتها من الموضوعات المكذوبات). وقال ابن القيم: (كل حديث في ذكر صيام رجب وصلاة بعض الليالي فيه فهو كذب مفترى). وورد إنكار الصحابة لهذا العمل ففي مصنف أبي شيبة قال خرشة بن الحر: (رأيت عمر يضرب أكف الناس في رجب حتى يضعوها في الجفان ويقول كلوا فإنما هو شهر كان يعظمه أهل الجاهلية) .

6 – الاحتفال بالاسراء و المعراج

كثير من الدول الاسلامية تحتفل بالاسراء و المعراج في يوم السابع و العشرين من رجب ، و هو أمر لم يقم الدليل على صحته ، فالأسراء و المعراج لا تاريخ معين صحيح لها ، كما يعتقد الكثير من الناس ، قال ابن تيمية: (لم يقم دليل معلوم لا على شهرها ولا على عشرها ولا على عينها بل النقول في ذلك منقطعة مختلفة ليس فيها ما يقطع به) .