كلمات عن الحب الحقيقي

من الأمور التي لابد أن يعيش الإنسان بها هي قضية الحب ، فكل إنسان يحب الكافر والمؤمن و الرجل والمرأة، فالله خلق البشر هكذا يحبون، بل قال الله سبحانه وتعالى عن العلاقة بين عباده وبينه جل وعلا ( يحبهم ويحبونه) علاقة سامية تربطهم، فالمؤمنين هم أشد الناس حبا لله، فأهل الإيمان يحبون الأنبياء والرسل والصالحين والشهداء والصادقين والعلماء ويحبون زوجاتهم وذرياتهم و والديهم بل يحبون الناس جميعا، فالذي لا يحب هو إنسان غير كامل من الأساس، فحتى نبينا محمد صل الله عليه وسلم، كان يحب وكان بينه وبين خديجة قصة حب رائعة، وحتى أخر أيام حياته لم ينسى خديجة (أم المؤمنين)، حتى عائشة رضي الله عنها وهي أحب الناس كانت تغار من خديجة رضي الله عنها وذلك لحب النبي الشديد لها حتى بعد وفاتها.

الحب الحقيقي
الحب الحقيقي

الحب في مرحلة المراهقة

الحب وتضحياته يشعر به الأفراد بعد تجاوز سن العشرين، قبل ذلك في فترة المراهقة يقف عند الإعجاب أو الإنبهار أو لفت الإنتباة من الطرفين ، كل الشباب يمروا بحالات نفسية ومشاعر داخلية ويعتقد أنها تكون حب، ولكنها في حقيقة الأمر ليست حب ربما تكون تعلق أو شوق أو لهفة أو إعجاب مؤقت أو شغف لمرحلة جديدة لم يعيشها من قبل.

لكن الطبيعي عند خلق أدم و حواء جعل الله سبحانه وتعالى الولد ينجذب للبنت والعكس، لذا أمرنا الله سبحانه وتعالى بضوابط كثيرة في العلاقة بين الرجل والمرأة تبدأ من غض البصر، وإذا كانت الفكرة موجودة  في ذهن المراهق أو سمح أن يبدي الإعجاب فيبدأ الأمر بالنظرات ويليها الإحساس والشعور بالسعادة والراحة، وفي الوقت الذي يقتنع عقله بذلك وهو مجرد شعور بالسعادة وليس الحب أو البحث عن شئ مفقود، مثل البنت التي تبحث عن الإهتمام والعطف والحنان ، لكن بعد إبداء الإعجاب لو تمادى الأمر وحصل التواصل سواء كان تواصل مباشر مثل لمسة يد أو تواصل خيالي من خلال الكلمات والعبارات فيتحول الأمر بعد ذلك لإدمان الشخص، لأنه أشبع إحتياج كان مفقود بكل أشكاله الحسية والمعنوية ، فلك أن تتخيل أنك تدمن شخص لا تعرفه جيدا ولا تدري هل يستطيع أن يكون زوج وشريك حياة مسئول أم لا ، وبالتالى فهي مرحلة تكون سابقة لوقتها بكثير جدا وتقريبا معظم العلاقات في هذه المرحلة تكون نهايتها الفشل، وإذا لم يتم توجيه العلاقة بشكل صحيح فستكون نهايتها أيضا الفشل .

الحب يبدأ بإستحسان وهي حالة قريبة جدا للصداقة وبعد ذلك ينتقل للإعجاب ثم الألفة والأنس والأستوحاش بعيدا عن الطرف الأخر، ومع المراحل المتقدمة توجد مرحلة العشق وإنشغال البال والشغف ، في مرحلة المراهقة والشباب الأكيد أنه لا يوجد أحد إلا وقد مر بهذه المرحلة لذا كان من المهم جدا متابعة أولادنا ونقوم بتوجيههم للطريق الصحيح وعندما نتكلم عن الحب نتكلم عن الضوابط والإيطار الشرعي ومستوياته وهي الإلتزام والمسئوليات .

في مرحلة الثانوية والجامعة إذا حدث الشغف عند الأولاد والبنات ينتقل الأمر لتضيع الوقت وإلهاء عن الدراسة وعن الرسالة الأساسية التي يجب أن تتحقق في هذا الوقت وهي تحقيق المستقبل وبالتالي إنهدام المستقبل خاصة وإنها مرحلة الإنفجار والتغيرات الهرمونية فبالتالي لا يستطيع أن يقوم بالضبط العاطفي فتجد تعدد في العلاقات تنقل من شخص لأخر بسبب أن العلاقة غير منضبطة فهي حتى فقيرة للإلتزام بأي وعد أو مسئوليات تثبت صدق هذه العلاقة لأنها علاقة مبنية على لا شئ وهو مجرد إنجذاب لحظي لا يوجد بناء أسرة ولا شراكة مادية .

الحب رزق
الحب رزق

مراحل الحب

الحب كيان وشعور يبدأ بالعين وللأذن ثم ينزل لصميم القلب وإن وصل للقلب لايفرقه إلا الموت ،حيث ترى المحب أعمى فتجد رجل جميل يتزوج إمرأة غير جميلة ، وتجد إمرأة جميلة تتزوج من رجل قبيح ، تجد غنية تزوجت من فقير، و تجد شاب جميل وغني يتزوج من فقيرة، فهو ما أحب جسد ولا شعر ولا عين وإنما أحب الروح، الحب لا يولد فجأة وإنما يبتدي بمراحل وهي :

  • المرحلة الأولى هي تعلق القلب بالمحبوب : وهي إذا رأيت تبسمت وتحب أن تسمع همسه وصوته أو أن أرى صورته ، أحب أن أراه في أرجاء منزلي وفي مسمعي وفي كل زوايا بيتي.
  • المرحلة الثانية هي الإرادة وهي أن يميل القلب إلى محبوبه ،فالإرادة هي حركة الإنسان نحو المحبوب .
  • المرحلة الثالثة هي الصبابة ( وَإِلا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ) صدق الله العظيم ، أصل الصبابة إنصباب القلب وميلان القلب بحيث لا يقوى المحبوب على أن يملك قلبه، فيجد قلبه كالماء الذي ينصب من أعلى الجبل إلى الوادي ، لا يستطع أن يوقفه أحد .
  • المرحلة الرابعة (الغرام) فالغرام في لغة العرب هو الحب اللازم للقلب، فعندما نقول أن شخص وقع بالغرام بيكون ملازم لمحبوبه في كل حياته وتقلباته في غضبه وسعادته ، فلا يرى إلا من يحب ويلازمه حتى في وجعه وفي مرضه
  • المرحلة الخامسة هي المودة ، وهي عبارة عن سلوك مادي يجسد المحبة وهو صفاء الحب لا يوجد به مصالح مادية ولا جسدية
  • المرحلة السادسة هي ( الشغف) وهو مرحلة الحب الذي يحيط يها الحبيب بقلبك، فلا ترى منه إلا كل حب ،فلا تريد إلا أن تسمع حركاته ، فالقلب لا يتسع إلا لمحبوبه ، فالشغف هو الغشاء الذي يحيط القلب فكأنه يمنع أي شخص أن يدخل للقلب إلا محبوبه ، وغالبا المرأة هي التي تصل لمرحلة الشغف وليس الرجل ، فتجدها ترى كل الناس غرباء إلا حبيبها ، فتجدها تراه كل أهلها
  • المرحلة السابعة هو (العشق) فالعشق هو الحب المفرط ، الذي يخاف على صاحبه منه وقد قال أحد العرب ( والله ما ذكرت العشق إلا وقد خفت على نفسي ) فالعشق هو الحب المفرط الذي يتأثر به الجسد فقد يصل إلى مرحلة المرض والضعف والسقم حتى يرضى عنه حبيبه ، فالعشق هو أعلى مراحل الحب.
معنى الحب الحقيقي
معنى الحب الحقيقي

الحب رزق

الحب رزق يقذفه الله في قلب من يشاء ، والنبي صل الله عليه وسلم عندما سأل عن عائشة قال ( إن الله رزقني حبها ) ، فالحب رزق يهبه لمن يشاء ، لكن الله عز وجل شرع لهذا الحب طريق ، فإذا وجدنا شخص يحب أخر فإن بذرة الحب هذه لا يحاسب عنها أبدا طالما أن هذا الحب مازال مكنونا في القلب حتى يخرجه على فلتات اللسان أو على الجوارح فإن كان حراما يعاقب عليه وإن كان حلالا يثاب عليه، فالرجل إذا أحب إمرأة وسعى إليها بالحلال فيثاب على ذلك و يأجر ، أما إذا كتم الحب لأنه لا يستطيع الوصول لها بالحلال وهو في نفس الوقت لا يريد أن يغضب الله فقرر أن يكتم حبه فهو أيضا في هذه الحالة يأجر على ذلك .

زر الذهاب إلى الأعلى