عميد الأدب العربي أو الدكتور طه حسين أحد الأسماء الهامة اللامعة في تاريخ الأدب العربي حيث أثرى الأدب بالعديد من الكتابات الرائعة التي جعلت اسمه واحد من أهم الأسماء في عالم الأدب ونظراً لأهمية ما قدمه للأدب نقدم لكم عبر مقالنا هذا على مجلة رجيم سيرة ذاتية عن عميد الأدب العربي طه حسين.

عميد الأدب العربي

طه حسين

هو عميد الأدب العربي اسمه بالكامل “طه حسين على سلامة”، هو أديب وناقد عربي لقب بهذا اللقب نظراً لجميع كتاباته التي كانت ومازالت لها أهمية ومكانة كبيرة في قلوب وعقول الكثيرون وأهمهم عشاق الأدب العربي، ولد “طه حسين” في الخامس عشر من نوفمبر عام 1889 فهو سابع ثلاثة عشر من أبناء أبيه حسين والخامس عشر من أشقائه وكان يعيش في قرية الكيلو قريبة من مغاغة إحدى المدن الموجودة في محافظة الصعيد وفي عمر الأربعة أعوام أصاب بالرمد مما عان منها وأطفأ النور بهم إلى أبد ويعود هذا إلى الجهل وعدم عرضه على الأطباء المتخصصين واستبدلوا هذا بعرضه على حلاق القرية، التي قام له بوصف العلاج التي جعله يفقد بصره نهائياً.

نبذة عن عميد الأدب العربي

كان والد “طه حسين” موظف صغير بسيط الحال بشركة السكر، قام أبوه حسين بإدخاله إلى كتاب القرية التابع إلى الشيخ محمد جاد الرب لكي يعلمه اللغة العربية والرياضيات وتلاوة القرآن الكريم، حيث أنه تفوق على الكثير من الأطفال بالكتاب وحفظ القرآن الكريم في أقصر وقت مما جعل أستاذه وأقاربه ووالده مذهولين وفي حالة استغراب كبيرة لما حققه “طه حسين” الذي كان يصاحبه في بعض الأوقات لحضور بعض من حلقات الذكر والاستماع إلى عنترة بن شداد وأبو زيد الهلالي.

أثر “طه حسين” على حركة النهضة المصرية والحداثة بالأدب العربي الحديث، تم ترشيح الدكتور “طه حسين” لحصوله على جائزة نوبل في الأدب العربي أربعة عشر مرة ومن ثم بدأ حياته التعليمية من الكتاب ومن بعدها الالتحاق بجامعة الأزهر الشريف ودرس به الفقه والأدب العربي، ومنذ طفولته رفض أن يحصل على التعليم التقليدي، مما جعله يظل في النضال التعليمي حتى أن يصل إلى ما يرغب إليه من مكانة وعلم، وانتشر علم الأديب العربي الدكتور “طه حسين” بين الأجيال السابقة والقادمة.

عميد الأدب العربي

تعليم طه حسين عميد الأدب العربي

التحق طه حسين الأزهر الشريف لدراسة الدين وزيادة العلوم العربية فحصل منه على كثير من المعلومات التي تيسر من الثقافة على يد ” الإمام محمد عبده”، ولكن تم طرده من الأزهر الشريف وذهب للدراسة بالجامعة المصرية عام 1908 لكي يصبح أول الأشخاص التي تم انتسابها للجامعة المصرية، كما أن الدكتور “طه حسين” درس الحضارة المصرية القديمة والإسلامية والتاريخ والجغرافيا، وأيضاً درس علم الفلك والأدب والفلسفة، وحصل على درجة الدكتوراه الأولى بالأدب عام 1914 ميلادي عن أديبه الأثير: “أبي العلاء المعري”.

ومن بعد ذلك بدأت في حياته مرحلة جديدة فهو ذهب إلى باريس والتحق بجامعة “مونبلييه” لكي يقوم في هذا الوقت بتجهيز أطروحة بعنوان ( الفلسفة الاجتماعية عند ابن خلدون)، حيث أن كان بإمكانه أن يحصل على دبلومة الدراسات العليا بالقانون الروماني، وكانت من أبرز العوامل التي ساهمت في متابعة جميع النجاحات التي كانت السبب في زواجه من السيدة الفرنسية “سوزان”.

أما في عام 1918 ميلادي عاد من فرنسا بعد أن انتهى من رسالته عن ابن خلدون لكي يعمل بعد ذلك أستاذًا للتاريخ اليوناني والروماني بالجامعة المصرية، وأستاذاً لتاريخ الأدب العربي بكلية الآداب حتى العام 1925 ميلادي، ومن ثم تعين في منصب العميد لكلية الآداب سنة 1930 حتى أن تم رفض الموافقة على إعطاء الدكتوراه الفخرية التي تمنح لكبار السياسيون عام 1932 م فتم طرده من الجامعة، ولم يعود لبها إلا بعد أن سقطت الحكومة الخاصة بـ “صدقي باشا” حتى عام 1942 م حتى أن أصبح مستشاراً لوزير المعارف ومن ثم مدير لجامعة الإسكندرية، ثم تم إحالته للتقاعد عام 1944، لكي يعود مرة ثانية لكي يشغل منصب وزير المعارف حتى أن تكون من أخر الوظائف الحكومية التي تولاها الدكتور “طه حسين” في الثالث عشر من يناير عام 1950 م، لكي يتوجه بعد ذلك للإنتاج الفكري.

ذهب عميد الأدب العربي في عام 1955 لأداء فريضة الحج وقد استمرت رحلته حتى 19 يوم، وكان لتلك الرحلة صدى كبير بكل مكان وكان استقباله كبيراً وعرس لا مثيل له، وكان من استقبله الملك السعودي والأعيان والأمراء والأدباء والوجهاء والإعلاميين، والتفت حوله العديد من المؤسسات والهيئات والثقافية والهيئات العلمية، كما أن كان في استقباله أيضاً بعثة الأزهر الشريف وكان بينهم الشيخ “محمد متولي الشعراوي”، فكان يعمل أستاذ بكلية الشريعة.

وفي العام 1926 قام الدكتور طه حسين بتأليف كتابه الذي أثار الكثير من الجدل “في الشعر الجاهلي”، وعمل به من مبدأ ديكارت وكانت أخر استنتاجاته أن الشعر الجاهلي منحول وكتب عن الإسلام ونسب للشعراء الجاهليين، حيث أنه تصدى للكثير من علماء الفلسفة واللغة ومنهم: ( الشيخ محمد الخضري، محمود محمد شاكر، ومصطفى صادق الرافعي، والخضر حسين ومحمد لطفي جمعة) وغيرهم.

كما قام  بمقاضاته بعض من علماء الأزهر ولكن قامت محكمة الأزهر بتبرئته لعدم ثبوت رأيه بقصد الإساءة المتعمدة للدين أو للقرآن، ومن ثم قام بتعديل كتابه إلى “في الأدب الجاهلي” وأزال منه المقاطع الأربعة التي قد أخذت عليه.

عميد الأدب العربي

مؤلفات عميد الأدب العربي “طه حسين”

ترك لنا عميد الأدب العربي “طه حسين” إنتاج ضخم وكبير من كتب الأدب العربي، ما يزيد عن 50 كتاباً بالأدب والفلسفة والتاريخ والقصة، وتم ترجمة العديد من مؤلفاته لبعض من اللغات الأجنبية نظراً لأهمية كتابات الدكتور “طه حسين” والتي أغنت بالتراث الإنساني، ومن أبرز كتابات ومؤلفات “طه حسين” ما يأتي:

  • كتاب على هامش السيرة.
  • كتاب تجديد ذكرى أبي العلاء.
  • كتاب الحياة الأدبية في جزيرة العرب.
  • كتاب الفتنة الكبرى: عثمان.
  • كتاب حافظ شوقي.
  • كتاب حديث الأربعاء.
  • كتاب من آثار مصطفى عبد الرازق.
  • كتاب مستقبل الثقافة في مصر.
  • كتاب الحياة الأدبية في جزيرة العرب.
  • كتاب مذكرات طه حسين.
  • كتاب الأيام.
  • كتاب في الأدب الجاهلي.
  • كتاب صحف مختارة من الشعر التمثيلي عند اليونان.
  • كتاب أيام العمر، وهو رسائل خاصة كانت بين طه حسين وتوفيق الحكيم.
  • الديمقراطية في الإسلام.
  • دعاء الكروان.

كما أن الدكتور “طه حسين” له الكثير من الأدوار الاجتماعية والسياسية التي قامت لسنوات طويلة، فهو ساعد في نهضة المجتمع المصري وتفتح العقل العربي التي كان صاحب شعار “التعليم كالماء والهواء حق لكل مواطن”، حيث أن تم اختياره لكي يصبح عضو بكثير من الهيئات فكان عضو مهم بالمجمع العلمي المصري، والمجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية، وكان عضوا مراسلا للمجمع العلمي العربي في دمشق، بجانب على أنه كان عضو المجمع العلمي العراقي وعضو أجنبي في المجمع العلمي الفرنسي والمجمع العلمي الإيطالي، وفي النهاية كان عضو عامل بمجمع اللغة العربية.

وفاة الدكتور “طه حسين”

توفي الأديب العربي “طه حسين” في يوم الأحد الموافق 28 أكتوبر في العام 1973 بعد أن أصيب بوعكة صحية بمنزله في يوم السبت الموافق السابع والعشرين من أكتوبر صباح اليوم التالي، حيث أنه شرب كمية صغيرة من الحليب ثم لفظ أنفاسه الأخيرة.

شاركها.