ما مفهوم الإيمان ودرجاته وأقسامه
يجب على كل مسلم أن يكون على علم تام بإجابة سؤال ما مفهوم الإيمان ودرجاته وأقسامه، فالإيمان هو أصل العقيدة الإسلامية، وهو أصل التصديق بالوحي، وبما أنزله الله – سبحانه وتعالى – على رسله وأنبيائه من كتب وشرائع.
ما مفهوم الإيمان ؟
- الإيمان لغة يأتي بمعنى التصديق ، فيقال آمن به أي صدقه.
- وبعض علماء اللغة جعل معنى الإيمان هو الإقرار، فيقال آمن بفلان أي أقررت بما جاء به.
- أما عن مفهوم الإيمان من الناحية الشرعية هو الإقرار والتصديق والإذعان لما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- والإيمان كما أجمع عليه أهل السنة والجماعة هو قول باللسان، وتصديق بالجنان وعمل بالأركان.
- كما أن أهل السنة لا يجعلون الإيمان قول اللسان فقط مثل المرجئة، ولا يجعلون هو عمل الجوارح فقط والمغالاة فيها مثل الخوارج.
- والإيمان يزيد وينقص؛ حيث يزيد بالطاعات، كما ينقص بالمعاصي والذنوب.
أقسام الإيمان
أقسام الإيمان وأركانه تتمثل في ستة أركان وهي كما يلي:
الإيمان بالله
- يشمل الإيمان بالله تعالى ، الإيمان بأنه سبحانه الخالق الرازق الموجد.
- كما يشمل الإيمان بأسماء الله الحسنى– سبحانه وتعالى – والإيمان بصفاته العليا.
- والإيمان بالأسماء والصفات يكون على إيمان السلف بلا تكييف أو تعطيل أو تشبيه.
- كما أن الإيمان بالله يشمل الإقرار بألوهيته سبحانه، وأنه المستحق للدعاء ، والرغبة والرهبة .
- والإقرار لله سبحانه بالحكم والحاكمية، والإقرار لشرعة بالسيادة والمرجعية في كل أمر .[1]
الإيمان بالملائكة
- يشمل الإيمان بالملائكة التصديق بوجودهم ، والتصديق بما ورد عنهم في الشريعة.
- والإيمان بأنهم مخلوقات نورانية ، خلقها الله تعالى لتسيير شئون الكون والدنيا.
- والملائكة عددها لا يعملها إلا خالقها سبحانه وتعالى.
- كما أن الله خلق الملائكة بأحجام وأجسام مهولة لا يستوعبها عقل البشر.
ومن الملائكة الذين وردت أسماؤهم في الشريعة :
- جبريل عليه السلام : وهو رئيس الملائكة والموكل بالوحي والنزول على الرسل.
- ميكائيل عليه السلام : وهو الملك الكريم الذي وكله الله تعالى بالمطر والأرزاق.
- إسرافيل عليه السلام : وهو الملك الذي وكله الله تعالى بالنفخ في الصور يوم القيامة.
- رضوان عليه السلام : وهو الملك الموكل بالجنة .
- مالك عليه السلام : وهو خازن النار ومسعرها.
- منكر ونكير : وهما الملكان اللذان يمتحنان المسلم في قبره.
- ملك الموت عليه السلام : وهو الملك الموكل بقبض الأرواح، ولا يصح تسميته عزرائيل .
الإيمان بالكتب
- الركن الثالث من أركان الايمان هو الإيمان بالكتب.
- المقصود بالكتب هي الكتب التي أنزلها الله تعالى على رسله.
- ومن هذه الكتب التي يجب الإيمان بها وأنها من عند الله ، القرآن الكريم، والزبور الذي أنزله الله علي نبيه داوود.
- كما أن من الكتب التوراة المنزلة على موسى قبل تحريفها، كذلك الإنجيل المنزل على عيسى قبل تحريفه.
الإيمان بالرسل
- الإيمان بالرسل يعني الإيمان بأن الله تعالى قد أرسل إلى البشر رسلًا.
- هؤلاء الرسل يبلغون رسالات الله للناس، ويدلون البشر على طريق الحق والهداية.
- من الناس من آمن بهؤلاء الرسل، ومنهم من كفر بهم، ومنهم من قتلهم وكذبهم.
الإيمان باليوم الآخر
- من أركان الإيمان التصديق والإقرار بما جاء به الوحي عن اليوم الآخر.
- من الإيمان باليوم الآخر الإيمان بالحياة والبعث بعد الموت.
- كما أن من أركان الإيمان بالآخرة ، التصديق الجازم بأن العبد يجازى عن أعماله بعد موته بالخير أو الشر.
- والتصديق بالجنة وما فيها من نعيم وخلود وأنهار.
- كما يجب الإيمان بالنار ، وما فيها من عذاب وضريع وسلاسل وأغلال.
- ومن ضمن الإيمان باليوم الآخر الإيمان بالصراط على متن جهنم، كذلك الإيمان بالميزان، والإيمان أيضًا بالصحف وتطايرها.
الإيمان بالقدر خيره وشره
- الركن السادس والأخير من أركان الإيمان هو الإيمان بالقدر خيره وشره.
- والإيمان بأن ما أصاب العبد لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه.
- والإيمان أيضًا بأن لا يتم أمر في هذا الكون إلا بإرادة الله سبحانه وتعالى وعلمه .
- كما أن كل أفعال الله وقدره لها حكمة، علمها من علمها ، وجهلها من جهلها.
- يدخل في الإيمان بالقدر التصديق الكامل ، وتسليم الأمر كله إلى رب السماوات والأرض.
- كما أن الله سبحانه وتعالى يعلم ما كان، وما يكون، وقد كتب سبحانه مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة ، وذلك كما ورد في الحديث الشريف.
تعرفنا على ما هو مفهوم الإيمان لغة وشرعًا، كما تعرفنا على أركان الإيمان الستة التي لا يكتمل إيمان المؤمن وإسلامه بغير التصديق بها ، وعقد القلب عليها .
المراجع
