حكم التخاطر الذهني في الإسلام

حكم التخاطر الذهني في الإسلام يعد من الأمور الضرورية التي يجب على دارس هذه الظواهر الغير طبيعية أن يتعرف عليه، ويتعرف على حكم الشريعة في مثل هذه الأمور المستحدثة، وقد قيل قديمًا (إذا استطعت ألا تحك رأسك إلا بأثر فافعل )، أي أن المسلم لا يتحرك حركة في هذه الدنيا إلا وهو على علم بحكمها ، وهل هي حلال ، حرام ، مستحبة ، واجبة.

ما هو التخاطر الذهني ؟

قبل التعرف على حكم التخاطر الذهني في الإسلام ، فيجب أولًا أن نتعرف على ماهية التخاطر الذهني. وكيف نشأ، وأين يتم تدريسه.

  • التخاطر الذهني هو عبارة عن فرع من فروع العلوم النفسية التي يتم تدريسها في الغرب.
  • يقوم التخاطر الذهني على فرضية إمكانية التواصل، ونقل الأفكار والأحاسيس .
  • كما يمكن نقل الكلمات والألفاظ بين شخصين على غير اتصال محسوس أو مادي بينهما.
  • تقوم هذه الدراسات على نقل المشاعر والأفكار بين أفراد تفصل بينهم مسافات شاسعة أو قريبة، كما يتم التواصل بدون أية أجهزة حديثة مساعدة ، بل فقط يتم الاعتماد على توارد الخواطر والأفكار.
  • بداية نشأة التخاطر الذهني كانت على يد الطبيب النفسي مايرز في عام 1882م.
  • اهتمت المؤسسات البحثية الغربية، والجامعات الأمريكية والأوربية على وجه الخصوص بهذه الأبحاث.

حكم التخاطر الذهني في الإسلام

  • علماء الشرع والدين الإسلامي على أن هذه الأبحاث والعلوم لا فائدة من ورائها.
  • ويرى أهل العلم أن الإسراف في هذه الأمور قد يكون له العديد من الأضرار التي تؤثر على صحة الشخص، وحالته النفسية.
  • علوم التنمية البشرية ، وغيرها من العلوم النفسية الحديثة اختلط فيها الطيب بالخبيث، وغلب على أكثرها السوء وعدم النفع.
  • هذه العلوم أو الدراسات قد تفتح بابًا للاحتيال والنصب على الناس بدعوى القدرة على التواصل الفعال مع أشخاص غير موجودين معنا.

قصة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه

  • أكثر المؤيدين للتخاطر الذهني يستدلون بقصة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه مع القائد العسكري سارية.
  • ويرون أن هذه القصة فيها دليل على إمكانية التخاطر الذهني عن بعد.
  • والقصة كما وردت في كتب السير أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أرسل قائده العسكري سارية إلى بلاد الشام للجهاد مع المسلمين.
  • وبينما كان عمر بن الخطاب في المدينة المنورة على المنبر يخطب، إذ توقف قطع خطبته فجأة.
  • قال عمر بعد قطع الخطبة ( يا سارية ، الجبل الجبل ).
  • نزل عمر بن الخطاب عن المنبر وعندما سأله الصحابة عما فعله رضي الله عنه.
  • قال عمر أنه رأى قائده سارية والمسلمين في المعركة.
  • رآه قد وقد أحاط بهم جيش العدو وكاد أن يهلكهم، فأرشد عمر سارية إلى الاحتماء بالجبل مع المسلمين حتى لا يأتي العدو من خلفهم.
  • بعد عودة سارية من بلاد الشام ، قال أنه سمع صوت يشبه صوت عمر بن الخطاب يرشده إلى الجبل .
  • عندما فعل ذلك كان ذلك سببًا في نصر الله للمسلمين.

بطلان الاستدلال بالقصة

  • من يرى أن حكم التخاطر الذهني في الإسلام هو الجواز يستدل بهذه القصة على وجود ما يسمى بتوارد الأفكار.
  • العلماء على أن هذا ليس من توارد الأفكار أو التخاطر الذهني كما يزعم هؤلاء.
  • هي كرامة من كرامات الله لأوليائه ، وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه من هؤلاء الأولياء.
  • كما أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه من المحدثين في هذه الأمة .
  • قال النبي صلى الله عليه وسلم:( إنه قد كان فيما مضى قبلكم من الأمم محدثون وإنه إن كان في أمتي هذه منهم فإنه عمر بن الخطاب).
  • والمحدث هو الملهم أو الصادق ، فليس في القصة أن كل شخص يمكنه أن يفعل مثل فعل عمر .
  • وليس في القصة أن ما قام به عمر بن الخطاب رضي الله عنه هو من التخاطر أو توارد الأفكار.

حكم التخاطر الذهني في الإسلام أنه من الأمور الغريبة التي لا يعرف أهل الدين والشرع عنها فائدة، وهي تفتح أبواب للشعوذة والدجل، ولا يوجد دليل علي جواز التخاطر الذهني من قرآن أو سنة، وأن ما يورده البعض من أحداث للصحابة لا تعد دليل على جوازه، بل هي حالات مخصوصة بصاحبها كرامة من الله له.

زر الذهاب إلى الأعلى