أشهر مناطق السياحة العلاجية في الوطن العربي

يمتلك وطننا العربي العديد من المقومات التي تجعله مميزاً وكاملاً متكاملاً، فبالإضافة إلى ما يمتلكه من ثروات طبيعية ومناظر خلابة وتاريخ عريق، فهو أيضاً مصدر جذب الملايين من السائحين كل عام، ومن أهم أنواع السياحة الموجودة في الوطن العربي هي السياحة العلاجية medical tourism، والتي بدأت تعطيها الدول العربية إهتماماً كبيراً في الفترة الأخيرة، ونظراً لموقع الوطن العربي جغرافياً فهو يمتلك العديد من المناطق التي تحتوي على ثروات علاجية طبيعية تتنوع بين المياه المعدنية، والرمال المليئة بالأشعة، والطين البركاني، ومياه البحر المالحة، وكل منها لها أهمية تختلف على الأخرى، وعلى الرغم من كثرة الأماكن العلاجية إلا أن هناك مجموعة من أشهر مناطق السياحة العلاجية في الوطن العربي تشكل مصدر جذب كبير للسياح من مختلف بلاد العالم.

أشهر مناطق السياحة العلاجية في الوطن العربي

حمامات عفرا في الأردن

توجد حمامات عفرا أيضاً في الأردن وتصل إليها المياه من ينابيع مختلفة في صورة شلالات.
والمياه المعدنية الموجودة بها تتميز بأنها ذات درجات حرارة مرتفعة، فتصل درجات الحرارة إلى 50 و 51 درجة مئوية.
وتتكون هذه الحمامات من 15 عين، وتزخر هذه العيون بالكالسيوم، والماغنيسيوم، وكبريتات، والبيكربونات، والصوديوم.
كما أنها تحتوي على عنصر الرادون بمعدل 18,3 ولهذا تمت تسميتها بإسم المياه الرادونية.
وهذه المياه لها العديد من الخصائص العلاجية التي تميزها، فهي مفيدة للغاية للعظام والعضلات وتساعد على تقويتها وتقليل التشنجات وخشونة المفاصل.
كما أنها مفيدة للجهاز التنفسي وتعزز من أدائه وتقلل من إضطرابات التنفس.
وأيضا لها دور كبير في تحسين الدورة الدموية للجسم، وعلاج إضطراباتها.

البحر الميت في الأردن

هو بحر يقع بين دولتي الأردن وفلسطين، ويتميز بأنه شديد الملوحة، مما يجعله خالي من أية كائنات حية، ويعتبر من أهم أماكن السياحة العلاجية على مستوى العالم.
يحتوي ماء البحر الميت على العديد من الأملاح والمعادن مثل الكالسيوم، والمنجنيز، والماغنسيوم، مما يجعله قادراً على علاج العديد من الأمراض الجلدية كالصدفية وحب الشباب، بالإضافة إلى مساعدته على إخفاء تجاعيد البشرة.
هذا بالإضافة إلى إمكانية علاجه الروماتيزم، وتعزيز أداء الجهاز العصبي مما يحسّن من التحكّم في العضلات.
يساعد البوتاسيوم الموجود في البحر الميت على تنشيط عضلات الجسم والحفاظ على قوتها بالإضافة إلى تقوية الأسنان.
ويساعد أيضاً على تقليل نسبة الكولسترول في الدم مما يدعم صحة القلب.

الطين البركاني في اليمن

توجد الحمامات البركانية بأماكن قليلة في العالم، وكانت اليمن هي واحدة من الدول التي لها حظ وافر من هذه الثروة.
وتختلف الحمامات البركانية والطين البركاني في اليمن عن باقي البلاد نظراً للمناخ الطبيعي الذي تتمتع به اليمن.
فمثلاً دولة مثل ألمانيا تحتوي على العديد من البراكين، ولكن المناخ السائد في ألمانيا وإنخفاض درجة الحرارة الكبير بها يُفسد عملية نضج الطين البركاني، وهي عملية صعبة وتتطلب جهد كبير، وأيضاً درجة الحرارة تلعب دور كبير في التأثير العلاجي له.
وتتعدد فوائد الطين البركاني لكون الحرارة الموجودة به تساعد على فتح المسام، وبالتالي تُعد الجسم وتهيئه لإمتصاص المعادن الهامة الموجودة في الطين بسهولة، وبالطبع يعقب هذه العملية عملية تدليك للتأكد من إمتصاص الجسم لهم.
هذه المعادن الموجودة تساعد على تنشيط الدورة الدموية للجسم وتعزز عملية الأيض.
بالإضافة إلى علاج الأمراض الجلدية مثل حب الشباب والصدفية.
أيضاً تساعد على التخلّص من آلام المفاصل، والشد العضلي، وآلام العضلات والأربطة، وعلاج الروماتيزم.
كما تعمل على تخفيف آلام الظهر والرقبة وعلاج أمراض العمود الفقري.
ولكن مع هذا يجب مراعاة أن هذا النوع من العلاج لا يصلح مع من يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية، وأصحاب ضغط الدم المرتفع، و المصابين سابقاً بجلطات في الأوعية الدموية.

الحمامات المعدنية في مدينة دمت باليمن

من المعروف عن دولة اليمن أنها غنية بالحمامات المعدنية، فهي تمتلك حوالي 79 حماماً، وخاصة تلك الموجودة في مدينة دمت في محافظة الضالع.
فهي تحتوي على مياه معدنية حارة تتدفق بقوة نظراً لمخزونها الكبير، وهو أكثر ما يميزها.
وتتوافد آلاف السياح من مختلف الجنسيات إلى حمامات دمت، فهي تساعد على علاج آلام المفاصل وأمراض العمود الفقري، وعلاج الأمراض الروماتيزمية المُستعصية.
كما تساعد على علاج الكثير من الأمراض الجلدية مثل حساسية الجلد وأيضاً حساسية العيون، بالإضافة إلى تنشيط الدورة الدموية وتحسين أداء أعضاء الجسم.
وتمتاز أيضاً المدينة بمناخ جميل يُشجّع الزائر على الإسترخاء طوال فترة العلاج.

واحة سيوة في مصر

عند الحديث عن العلاج بالرمال يجب ذكر واحة سيوة، وهي واحة موجودة في الصحراء الغربية المصرية.
تحتوي الرمال الموجودة في الواحة على أشعة مفيدة للشفاء من العديد من الأمراض، كما أنها تحتوي على نسب متفاوتة من المعادن الطينية، بالإضافة إلى كميات قليلة من اليورانيوم، والثوريوم، والبوتاسيوم المُشع.
فهذه الرمال لها القدرة على علاج العقم لدى السيدات، كما أنها تساعد على علاج السمنة وخسارة نسبة كبيرة من الوزن.
كما أنها مفيدة لعظام وعضلات الجسم، فهي تعالج الانزلاق الغضروفي وتعالج أمراض والآلام العمود الفقري بشكلٍ عام.
بالإضافة إلى أن تلك الرمال جيدة في علاج ألم المفاصل والركب، والتخلّص من الروماتيزم.
وتساعد أيضاً على تنشيط الدورة الدموية في الجسم مما يساعد على تقوية أعضاء الجسم.
كما تساهم في علاج أمراض أخرى مثل النقرس وفيروس c.

مدينة سفاجا في مصر

مدينة سفاجا هي أحد أشهر الأماكن العلاجية الموجودة في مصر، فقد وصلت نسبة الشفاء بها في عام 2019 إلى 90%.
وهذه المدينة مشهورة بالعيون الحارة وحمامات المياه الكبريتية، بالإضافة إلى الرمال الساخنة والطين.
كما تتميز بتقديم خدمة الرعاية الصحية بحرفية عالية، بالإضافة إلى ما بها من المناظر الطبيعية الخلابة المريحة للنفس.
وتعتمد السياحة العلاجية في مدينة سفاجا على الأشعة فوق البنفسجية الصادرة من الشمس، بالإضافة إلى مياه البحر الأحمر المالحة، بالتالي يُفيد ذلك في علاج الأمراض الجلدية.
فهي تساعد على الشفاء من الصدفية، وعلاج مرض الحساسية الجلدية خاصة التي تصيب الأطفال، وعلاج حب الشباب الذي يُصاحبه وجود صديد داخل البثور، وعلاج الروماتويد وآلام المفاصل.
والمميز في الأمر هو أن هذا العلاج البيئي خالي من أية آثار جانبية سواء على أعضاء الجسم الداخلية أو على الجلد.

حمامات المياه المعدنية في تونس

تعتبر تونس الدولة الأولى عالمياً في مجال السياحة العلاجية.
وذلك لأنها تحتوي على عدد كبير من حمامات المياه المعدنية العلاجية التي تنتشر في الدولة.
هذا بالإضافة إلى حوالي 50 مركزاً للعلاج بإستخدام مياه البحر وعدد مساوي له من مراكز العلاج بإستخدام المياه الطبيعية.
ومن أهم تلك المؤسسات العلاجية يوجد حمام بورقيبة، وهو من أقدم الحمامات في تونس ويستقبل عدد كبير من المرضى كل عام، ويقوم العلاج فيه على إستخدام الطحالب البحرية، والزعتر، والشيح، والمياه المعدنية، مما يضمن عدم حدوث أية أعراض جانبية.
وأيضاً يوجد بداخل تونس مركز العلاج بمياه البحر حيث تعتبر تونس هي رائدة العلاج بمياه البحر في الوطن العربي، والثانية عالمياً بعد فرنسا.
كما يوجد بها بعض المستشفيات والمعاهد العلاجية مثل المستشفى العسكري بتونس، ومستشفى الرازي، ومستشفى عزيزة عثمان، ومستشفى محمد البوعزيزي، ومعهد باستور، ومعهد صالح عزيز.