الحكم الشرعي في استخدام المسبحة بعد الصلاة المفروضة من الأحكام الشرعية التي يهتم الكثير من المسلمين بمعرفتها ، وهل هي جائزة ومباحة أم أنها من البدع المستحدثة التي لا يجوز للمسلم القيام بها، لاسيما أن استخدام المسبحة قد انتشر انتشارًا واسعًا في كل الأقطار الإسلامية، ومن ثم فقد أصبح التعرف على حكم استخدامها بعد الصلاة المفروضة وكذا استخدامها في الذكر المطلق من الأمور الضرورية للمسلم.

الحكم الشرعي في استخدام المسبحة

انتشر استخدام المسبحة انتشارًا كبيرًا بين المسلمين وفي كل الأقطار الإسلامية. كما يتم استخدام المسبحة في الأذكار المقيدة بعد الصلاة المفروضة، وكذلك في الذكر المطلق من تسبيح وتهليل وتكبير.

والقول الراجع من أقوال أهل العلم في استخدام المسبحة هو الجواز مع وجود الكراهة في ذلك. كما أن الرأي الراجح في المسألة أنها ليست من البدع المحدثة التي يأثم فاعلها، حتى لو كانت غير موجودة على أيام النبي صلى الله عليه وسلم ، إلا أن هناك من الأدلة ما يشير إلى وجود أصل لها في الشرع.

الدليل على جواز استخدام المسبحة

استدل العلماء على القول بجواز المسبحة وأن لها أصل في الشرع بحديث التسبيح بالنوى، فقد ورد عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه (أنه دخل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على امرأة وبين يديها نوى أو حصى تسبح به فقال: أخبرك بما هو أيسر عليكِ من هذا أو أفضل، فقال: سبحان الله عدد ما خلق في السماء، وسبحان الله عدد ما خلق في الأرض، وسبحان الله عدد ما خلق بين ذلك، وسبحان الله عدد ما هو خالق، والله أكبر مثل ذلك، والحمد لله مثل ذلك، ولا إله إلا الله مثل ذلك، ولا حول ولا قوة إلا بالله مثل ذلك).

ووجه الاستدلال في هذا الحديث الشريف أن النبي صلى الله عليه وسلم لم ينكر عليها التسبيح بالحصى، بل دلها على ما هو أفضل من عدد ذكرها. وبالتالي فيمكن حمل جواز التسبيح بالنوى على جواز التسبيح كذلك بالمسبحة المصنوعة من الخرز.

الحكم الشرعي في استخدام المسبحة بعد الصلاة
الحكم الشرعي في استخدام المسبحة بعد الصلاة

نجد هنا: ما هو فضل الذكر بعد الصلاة

هل التسبيح بالمسبحة أفضل أم بالأصابع

لا شك أن التسبيح بالأصابع هو الأصل في التسبيح . كما أن التسبيح بالأصابع هو السنة ، وقد وردت العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي تبين فضل التسبيح بالأصابع والتسبيح على الأنامل. أوضح في هذه الأحاديث عليه الصلاة والسلام أن هذه الأنامل مستنطقة يوم القيامة ، وأنها دليل كثرة ذكر الله  وتحميده سبحانه وتعالى وتهليله. لذلك ومن هذا الباب فقد كره الكثير من العلماء التسبيح بالمسبحة مع عدم القول بحرمتها أو بدعتها، إنما قالوا بالكراهة وأن التسبيح باليد على الأصابع أفضل منها.

علة الكراهة في المسبحة مع جوازها

سبق أن أوضحنا آنفًا أن القول بجواز استخدام المسبحة في الذكر المطلق والمقيد هو القول الراجح أن شاء الله. إلا أن أحدًا من أهل العلم لم يقل باستحبابها . بل قال الكثير من العلماء بالجواز مع الكراهة لما في ذلك من تقليل انتشار التسبيح بالأصابع الذي هو الأصل. كما أن لشيخ الإسلام ابن تيمية بيان لما قد يقوم به البعض من أعمال الرياء بسبب المسبحة. فتجد الكثير من المسلمين من يضع المسبحة في يده وهو لا يسبح بها أصلًا، أو من يعلقها في عنقه كدليل على الصلاح والتقوى. ولا يخفى على أحد ما في ذلك من رياء وشبهة عدم الإخلاص.

استخدام عداد التسبيح

ومما يلحق بحكم استخدام المسبحة استخدام عداد التسبيح والذي شاع استخدامه هو أيضًا. وهو أيضًا جائز الاستخدام في التسبيح والذكر . كما أنه يساعد شأنه شأن المسبحة في ضبط الذكر وعدد الأذكار التي ينوي المسلم أداءها.

الحكم الشرعي في استخدام المسبحة وخاتم التسبيح
الحكم الشرعي في استخدام المسبحة وخاتم التسبيح

ذكر الله بين التقييد والإطلاق

هناك نوعان من أنواع الذكر التي وردت في الشرع الشريف ، وهما كما يلي:

  • الذكر المقيد: وهو الذكر الذي جاء الشرع بأعداد معينة له لا يصح تجاوزها. من ذلك على سبيل المثال التسبيح والتحميد والتكبير عقب الصلوات المكتوبة والتي جاء الشرع بعدد مقيد لها. كما يدخل في ذلك أذكار الصباح والمساء وما جاء فيها من العدد.
  • الذكر المطلق: وهو ما ورد في السنة من ترغيب للأذكار بغير عدد معين ، مثل التسبيح المطلق أو التهليل والتكبير المطلق بأي عدد وفي أي وقت. ولا يخفى على مسلم ما في الذكر من فضائل وثواب عظيم من الله – جل في علاه – للذاكرين والذاكرات من عباده.

تعرفنا على الحكم الشرعي في استخدام المسبحة بعد الصلاة المفروضة، وكذلك استخدامها في الذكر المطلق أو المقيد، كما تعرفنا على أفضلية الذكر على الأصابع وأطراف الأنامل.

شاركها.