حكم الشرع في التبرع بأعضاء الجسم أثناء الحياة أو بعد الوفاة

يعد حكم الشرع في التبرع بأعضاء الجسم أثناء الحياة أو بعد الوفاة من الأحكام الشرعية المستجدة ، والتي يحتاج إلى معرفة حكمها الكثير من المسلمين، لا سيما هؤلاء الذين يرغبون في التبرع بأعضائهم حال حياتهم ، أو الوصية بالتبرع بهذه الأعضاء بعد الوفاة.

حكم الشرع في التبرع بأعضاء الجسم

  • خلق الله –سبحانه وتعالى- الإنسان في أحسن تقويم.
  • وجعل له السمع والبصر والأفئدة، وصوره في أكمل صورة.
  • لكن تعرض في بعض الأحيان حاجة للتبرع ببعض أعضاء الإنسان ، سواء كان حيًا أو بعد وفاته.

و التبرع بالأعضاء له العديد من الحالات ، والتي نوضحها فيما يلي :

التبرع بأعضاء الجسم أثناء الحياة

  • المقصود بالعضو هو جزء من الإنسان ، على سبيل المثال الأنسجة ، والدم والجلد ، والقلب والرئة والكلى.
  • من الناحية الشرعية يجوز نقل عضو من شخص إلى شخص آخر ، إذا كان ذلك العضو يتجدد بصورة تلقائية.
  • ومن أمثلة هذه الأعضاء المتجددة الدم ، وخلايا الجلد.
  • كما يحرم التبرع أثناء الحياة بالأعضاء التي تتوقف عليها الحياة، مثل القلب والرئتين ، أو الكليتين معًا.
  • وهذه الحرمة حتى لو كانت بموافقة المتبرع على التبرع بكامل الأهلية.
  • كما يجوز التبرع بأعضاء الجسم حال الحياة إذا تم استئصال هذه الأعضاء لأسباب مرضية من الشخص المتبرع.
  • مثل استئصال قرنية العين من شخص لأسباب مرضية، فيجوز إعطائها لشخص آخر في حاجة إليها.
  • والتبرع بالأعضاء التي لا تتوقف عليها الحياة ،مثل قرنية العين، أو كلية واحدة ، فهي من الأمور التي لم تبتّ فيها المجامع الفقهية ، والتي تحتاج إلى بحث ونظر.

حكم التبرع بالأعضاء بعد الموت

  • الموت في التعريف الطبي يحدث عند تعطل الدماغ بصورة كلية، وتوقفه نهائيًا عن أداء كل وظائفه.
  • كما يحدث الموت طبيًا عند توقف التنفس والقلب بصورة نهائية لا رجعة فيها، ولمدة طويلة.
  • بالنسبة للتبرع بأعضاء الجسم بعد الموت فقد أفتت المجامع الفقهية بجواز ذلك.
  • ويتأكد هذا الحواز كلما زادت الحاجة إليه ، وتوقف حياة المريض على العضو الذي يتم التبرع به من الميت.
  • وبالطبع هذا التبرع لا يتم إلا بعد موافقة الميت ووصيته بذلك، أو موافقة الورثة على ذلك.
  • يحرم التبرع بالأعضاء بعد الموت بمقابل مادي لأن ذلك يفتح بابًا للاتجار الغير المشروع في أعضاء جسم الإنسان، والتي هي ليست ملكه ، إنما هي ملك الخالق سبحانه وتعالى.
حكم الشرع في التبرع باعضاء الجسم
حكم الشرع في التبرع باعضاء الجسم

الأقوال المختلفة في حكم التبرع بالأعضاء بعد الموت

القول السابق والذي عرضناه آنفًا في التبرع بالأعضاء بعد الموت هو فتوى سابقة من قرارات مجمع الفقه الإسلامي ، التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي.

لكن هناك أكثر من قول للعلماء في هذه المسألة ، نعرضها كالتالي :

القول الأول : ويقول به طائفة من أهل العلم، والذين يرون حرمة التبرع بالأعضاء نهائيًا حال الموت أو الحياة.

يرى أصحاب هذه القول إن جسد الإنسان ليس ملكًا له ، بل ملك لله سبحانه وتعالى ، وهو المتصرف فيه،وعليه فلا يجوز التبرع بالأعضاء.

القول الثاني : يرى أصحاب هذه القول أنه يجوز التبرع بالأعضاء بشكل مطلق بعد الوفاة.

وذلك لما فيه من النفع للأحياء وإنقاذ الأرواح.

القول الثالث : ويرى أصحابه أنه يجوز التبرع بالأعضاء من غير المسلمين .

أما المسلم فلا يجوز له التبرع بأعضائه ، ولا يجوز له جرح نفسه في حياته أو موته.

والقول الراجع هو ما أفتي به مجمع الفقه الإسلامي والقائل بجواز التبرع بالأعضاء بعد الموت.[1]

شروط التبرع بالأعضاء بعد الموت

للتبرع بالأعضاء بعد الموت شروط وضعها العلماء ، ومن هذه الشروط  ما يلي :

  • أن يكون المريض محتاج إلى العضو بشدة، أو تكون حياته متوقفة عليه.
  • يجب أن يكون التبرع بوصية من الميت قبل الموت، أو بموافقة الورثة الشرعيين على ذلك.
  • أن يتم تأكيد الموت والوفاة طبيًا ، وذلك بالتأكد من موت الدماغ إكلينيكيًا، أو التأكد من توقف القلب والتنفس بصورة نهائية وفترة طويلة.
  • أن يتم نقل الأعضاء في منشآت طبية متخصصة، وتحت إشراف الدولة لعدم فتح باب لسوق تجارة الأعضاء أو سرقتها.

تعرفنا على حكم الشرع في التبرع لأعضاء الجسم أثناء الحياة أو بعد الوفاة، كما عرضنا لضوابط نقل الأعضاء ، والشروط الواجب توافرها قبل القيام بهذه العملية .

المراجع[+]

زر الذهاب إلى الأعلى