مفهوم اطفال الشوارع

مفهوم اطفال الشوارع؛ ذلك المصطلح الذي يُستخدم لوصف الأطفال الذين يعملون بل وينامون في الشارع، ولا يجدون رقيب أو معين لهم يوجههم ويرشدهم، فقد اضطروا النزول إلى الشارع نتيجة للعديد من الأسباب؛ الخلافات الأسرية، أو العوامل الإقتصادية، أو التفكك الأسري، فينزل الأبناء إلى الشوارع ليجدوا المأوى، ويعيشون على التسول، والعمل كباعة متجولين، والبعض الآخر يبحث عن الطعام في القمامة، ويتعلمون السرقة والإجرام والمخدرات، وبالتالي فهم يشكلون عبء كبير على الدولة.

مفهوم اطفال الشوارع

أطفال الشوارع هم الفئة التي تقل أعمارهم عن 18 عام “إناث وذكور”، و لم يبلغوا سن الرشد ويتخذون من الشارع مسكن لهم، ويصبح الشارع مصدر الرزق ومكان النوم، فيتخذون الأماكن المهجورة مأوى، ولا يخضعون لرقابة أو إشراف، وقد قسمهم اليونيسيف لفئتين:[1]

  • الفئة الأولى؛ هم الأطفال المشردون الذين يعيشون بالشوارع مع أشخاص بالغين مشردين أيضًا، ويعتمدون في رزقهم على ظاهرة التسول، والعمل باعة متجولين، وعلاقتهم بأهلهم مقطوعة تمامًا.
  • الفئة الثانية؛ هم الأطفال الذين لديهم أهل وينامون في منازلهم، ولكنهم يعيشون على التسول، ويعودون في نهاية اليوم إلى منازلهم، ورغم أن لهم أباء إلا أنهم يفتقرون للعاطفة والدعم الأسري والاجتماعي.

أسباب ظاهرة أطفال الشوَارع

هناك العديد من الأسباب التي دفعت هذه الفئة العمرية لاتخاذ الشارع مسكنًا لهم، منها أسباب أسرية، و أسباب نفسية، وأسباب اجتماعية.

الأسباب الأسرية

  • انفصال الوالدين وتشتت الأولاد بين الأب والأم ينتج عنه النزول إلى الشارع.
  • عدم الاهتمام بالاحتياجات المادية للأبناء؛ نتيجة لكثرة عددهم، وسوء الحالة الاقتصادية.
  • معاملة الأبناء بعنف، و غياب التربية السليمة التي تقوم على العطف والحنان.
  • تمييز طفل عن طفل من نفس الأسرة يولد الكره والغيرة، ويدفع بهم للهروب إلى الشوارع.
  • انحراف الآباء وانشغالهم عن الأبناء يدفع بهم إلى التشرد والانحراف في الشوارع.
  • وفاة أحد الوالدين أو كلاهما، وعدم وجود رقيب للأولاد دفعهم للانضمام إلى أطفال الشوارع.

الأسباب النفسية

  • حب الاستقلال، والرغبة في العمل.
  • عدم الشعور بالعطف الأسري يدفعهم للبحث عنه في مكان آخر.
  • الرغبة في الحرية والهروب من جو الأسرة.

الأسباب الاجتماعية

  • سوء الحالة الاقتصادية يدفع الأبناء للبحث عن عمل، وتلبية الاحتياجات الأساسية.
  • مرافقة أصحاب السوء.
  • عدم الرغبة في استكمال الدراسة، والتسرب من التعليم.

الآثار المترتبة على ظاهرة أطفال الشوارع

أدى انتشار ظاهرة أطفال الشوارع إلى ظهور العديد من المشاكل الاجتماعية والنفسية والصحية للطفل والمجتمع، منها:[2]

  • المشاكل الصحية الناتجة عن سوء التغذية؛ وذلك لأنهم لا يتناول الطعام الصحي  الذي يوفي الجسم احتياجاته من المعادن والفيتامينات، ونتيجة لذلك فأولئك الأطفال يعانون من الأمراض المناعية والجلدية وغيرها.
  • المشاكل النفسية الناتجة عن عدم الاستمتاع بفترة الطفولة، والانخراط في العمل في سن مبكرة، علاوة على ذلك عدم الحصول على حقوقه، مثل حقه في التعليم والعيشة الكريمة، كل هذا يؤثر على نفسيته ويسبب له الإحباط ويعرضه للأزمات النفسية.
  • المشكلات الاجتماعية الناتجة عن انتشار الجهل والأمية، وزيادة نسبة البطالة، وهذا يؤثر على تقدم المجتمع وينتج عنه التخلف والتأخر.
  • المشكلات الأمنية الناتجة عن غياب الوعي الكافي، وعدم الحصول على قسط وافي من التعليم، ونتيجة لذلك فهم ينخرطون في ارتكاب الجرائم، وإدمان المخدرات، والسرقة، وعلاوة على ذلك فهم فريسة لتجار الأعضاء البشرية.

علاج ظاهرة أطفال الشوارع

هناك بعض الوسائل والإجراءات التي تتخذها الدول في سبيل حل هذه الظاهرة، أهمها:

  • العمل على استحداث نظام يرصد هؤلاء الأطفال ويوجههم، ويعمل على إعادة تأهيلهم.
  • إنشاء المؤسسات الاجتماعية التي تحمي الأطفال ضحايا الإهمال والتفكك الأسري من الضياع والانحراف.
  • التركيز على توعية المجتمع والأفراد بمخاطر هذه الظاهرة، وذلك من خلال وسائل الإعلام المرئية والمسموعة.
  • العمل على توفير أماكن مخصصة لرعاية هؤلاء الأطفال، وتلبية احتياجاتهم ومتطلباتهم الأساسية.
  • الاهتمام بعرض هؤلاء الأطفال على أخصائيين اجتماعيين ونفسيين؛ وذلك لمناقشة مشاكلهم والعمل على إيجاد الحلول المناسبة لها.

في الختام نكون قد تعرفنا على مفهوم أطفال الشوارع، وأسباب انتشار هذه الظاهرة التي يعاني منها المجتمعات النامية منها والمتحضرة، كذلك تعرفنا على الأسباب التي دفعت هؤلاء الأطفال لاتخاذ الشارع مأوى لهم، علاوة على ذلك تعرفنا على بعض الطرق التي تساهم في حل هذه المشكلة.

المراجع[+]

زر الذهاب إلى الأعلى