اسباب تغير شخصية الإنسان ؟ سؤال يطرحه الكثير من الناس عندما يرون شخص ما قد تغيرت شخصيته تمامًا، ولا يعرفون الدافع إلى ذلك، سواء كان التغيير الذي حدث من الأسوأ إلى الأفضل، أو العكس.

فبين ليلة وضحاها قد تتبدل أحوال الناس، وتتغير النفوس، فمن كان بالأمس مسالمًا ولا يضر الناس في شيء؛ نجده نتيجة للظروف الصعبة، والضغوط، والتهميش والأفعال العدوانية التي يقابلها في حياته قد تحول إلى شخصية عدوانية، تميل إلى العنف، وتبرر وجوده وأفعاله، ويقوم به عندما تحين له الفرصة لذلك.

وقد نجد شخصًا ما كان بالأمس القريب في أوج نشاطه العدواني، وقد تحول وتغير وهداه الله إلى الطريق الصحيح، فلا نعرف ما السبب إلى ذلك، وكما قال الله تعالى: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ}.

اسباب تغير شخصية الانسان

سؤال يطرح نفسه، هل من الممكن أن تتغير شخصية الإنسان؟ هذا السؤال قد شغل الكثير من المفكرين والعلماء والفلاسفة؛ حيث اعتبر البعض أن شخصية الإنسان ثابتة لا تتغير، ورأى البعض أنه من الممكن أن تتغير شخصية الإنسان وتتحول من السلب إلى الإيجاب أو العكس.

فشخصية الإنسان ما هي إلى مجموعة من الأفكار والعادات التي نشأ عليها، والمشاعر التي ارتبط بها، والمكان الذي تربى فيه، ولكن من الممكن ظهور عوامل تجعله يغير من طريقة تفكيره؛ ومن ثم تغير من شخصيته بالكامل.

  • اسباب تغير شخصية الإنسان

من المعروف أن أكثر المراحل تغيرًا في حياة الإنسان هي مرحلة المراهقة، وهي التي تحدد فعل الإنسان فيما بعد، ولكننا من الممكن أن نقول إنها مرحلة طارئة لما بعد ذلك وهي مرحلة الرشد، ولكن ما بين مرحلة المراهقة ومرحلة الشيخوخة يقابل الإنسان الكثير من العوامل التي تغير من صفاته الشخصية تغييرًا جذريًّا.

تختلف درجات التغير والأسباب؛ منها ما يرجع إلى الثقة بالنفس، أو الحالة المزاجية التي عليها الشخص، والضمير وما يقابله الإنسان من مواقف يحكم فيها ضميره، قبول التغير وثقافة الآخر والانفتاح على الثقافات المختلفة، تغير البيئات التي يتواجد فيها الإنسان.

  • مبررات التغير في شخصية الإنسان

عندما نرى الشاب وقد كان يسير على طريق الهدى في مرحلة الطفولة، ثم يدخل مرحلة المراهقة ويتمرد على كل شيء يقابله، على الأهل، والمجتمع، والناس جميعًا، من الممكن أن نقول إنها مرحلة مراهقة وسوف تمر، ولكن إذا استمرت معه هذه الشخصية إلى وقت الرشد، لا نستطيع أن نفسر سبب تمسكه بالخطأ، والانحراف، وإذا سألنا هذا الشخص ما الدافع لديك لفعل كل هذه الأمور المرفوضة؟ يقدم لك سلسلة من الأعذار مثل الأهل، والمجتمع، والظروف…. وغيرها.

ومن الممكن أن نرى على العكس عاش فترة مراهقة مؤقتة متمردًا ولكنه تغير للأفضل، وعند سؤاله يقول مراهقة ولا بد لنا من تجربة كل شيء، ثم نعي بعد ذلك الصح من الخطأ، فنختار طريق الصواب.

الصحبة الصالحة من الأسباب التي تساعد الإنسان على المضي في الطريق الصحيح، وتعينه إذا قابل أي عائق. ووجود الشغف من الدوافع الرئيسية التي تساعده على الثبات إذا قابل أي مشكلة أو أي عائق؛ حين يتذكر شغفه وهدفه الذي يسعى إليه يثبت على طريقه ويتحمل ما يراه.

  • شخصية الإنسان

من المعلوم لنا جميعًا أن شخصية الإنسان ليست ثابتة؛ فهي تتراوح ما بين حالتي الاستقرار وعدم الاستقرار، فمنهم من يستطيع الثبات أمام الظروف الصعبة، ومنهم من يتمايل ويتغير للأسوأ، ومنهم من يستغل الظروف ويتغير للأفضل؛ كل إنسان حسب سماته الشخصية، وحسب درجة تقبله للتغيير والنجاح، ولا ننسى أن شخصية الإنسان تتغير في جميع الأوقات، وعلى مدار العمر كله.

شاركها.