الاكتئاب هو مرض يصيب النفس والجسم، ويؤثر على جميع جوانب حياة الفرد؛ حيث يؤثر على طريقة التفكير، وأسلوب التعامل مع الآخرين، كما يؤثر على العلاقات العاطفية والاجتماعية، بل إن الأشخاص الذين يعانون منه ليس لديهم رغبة في الحياة وغالباً ما يفكرون بالانتحار، وفي أغلب الأحوال يعتبر الاكتئاب مرض مزمن يستمر مدى الحياة، وحالات قليلة  يكون الاكتئاب حالة مرضية طارئة، والأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب تظهر عليهم بعض الأعراض النفسية والجسدية، ومع التشخيص والعلاج السليم يمكن التقليل من حدة هذه الأعراض، ويستطيع الشخص المصاب أن يمارس حياته الطبيعية، وخلال المقال التالي سنتعرف على اعراض الاكتئاب البدنية.

اعراض الاكتئاب البدنية بالتفصيل

أعراض الاكتئاب متنوعة وتختلف في الظهور من شخص لآخر، وقد تظهر بسيطة، وشخص آخر تظهر لديه الأعراض حادة، ومن الأعراض الجسدية للاكتئاب:

اعراض الاكتئاب
اعراض الاكتئاب

الأرق واضطراب النوم

تعتبر اضطرابات النوم أحد الأعراض الجسدية التي تظهر على مريض الاكتئاب؛ حيث يجد المريض صعوبة في النوم العميق، كذلك لا يستطيع الاستغراق في النوم لفترات طويلة ومنتظمة، ذلك على الرغم من أنه يكون مغمض العينين، ولكن هذا بسبب الإرهاق والتعب فقط وليس دليل على الاستغراق في النوم.

أمراض القلب

الاكتئاب يجعل الشخص عرضة للإصابة بأمراض القلب، فغالباً ما يصاحب الاكتئاب الشعور بألم في الصدر، كما أنهم معرضون للإصابة بالنوبات القلبية.

التعب والإرهاق

يشعر مريض الاكتئاب بالإرهاق الذي يجعله غير قادر على القيام بالمهام اليومية المعتاد عليها، بل إنه يتسبب في الصداع المستمر، وهؤلاء الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بالصداع النصفي أضعاف إصابة الأشخاص العاديين.

فقدان الشهية أو الإفراط في تناول الطعام

في بعض الحالات يتسبب الاكتئاب في فقدان الشهية وعدم القدرة على تناول الطعام، الأمر الذي يترتب عليه فقدان الوزن، وفي حالات أخرى يأتي معها الأمور بشكل عكسي؛ بحيث يكون لديها شراهة في تناول الطعام، وعدم القدرة على التوقف عن الطعام.

آلام الظهر والرقبة

يعاني مريض الاكتئاب بآلام في منطقتي الظهر والرقبة أربعة أضعاف معاناة الأشخاص العاديين بهذه الآلام.

اعراض الاكتئاب البدنية
اعراض الاكتئاب البدنية

الكسل والخمول

الاكتئاب يجعل الفرد ليس لديه رغبة في القيام بالأعمال المعتاد عليها، فالشخص الرياضي المعتاد على ممارسة التمارين الرياضية بانتظام يصبح ليس لديه رغبة في مواصلة هذا الأمر، هذا على الرغم من أهمية الرياضة في التغلب على الحالة النفسية السيئة؛ حيث ترسل إشارات للمخ للتقليل من حدة الأعراض النفسية، وتساهم في تحسن الحالة.

أعراض الاكتئاب النفسية

بالإضافة إلى الأعراض البدنية التي تظهر على مريض الاكتئاب، فهناك بعض الأعراض النفسية التي تظهر عليه، منها:

  • الشعور بانعدام الأمل، والعصبية المفرطة.
  • الكآبة، والدخول في نوبات بكاء طويلة بدون أسباب.
  • عدم القدرة على التركيز.
  • انعدام الثقة بالنفس، والشعور بقلة القيمة.
  • عدم القدرة على اتخاذ القرارات.
  • التفكير في الانتحار، ووجود ميول انتحارية.

أسباب الإصابة بالاكتئاب

لا يوجد سبب واضح للإصابة بالاكتئاب، وإنما شأنه شأن الأمراض النفسية الأخرى فقد يرجع لعوامل بيولوجية، أو بيئية، أو وراثية، ومنها:

  • قد يرجع الاكتئاب لتغيرات في الدماغ؛ حيث أن الناقلات العصبية لها دور رئيسي في الإصابة بالاكتئاب وتغير المزاج، ولكن لم يحدد العلماء حتى وقتنا هذا ماهية هذه التغيرات.
  • حدوث خلل في التغيرات الهرمونية بالجسم تتسبب في الإصابة بالاكتئاب.
  • وجود تاريخ مرضي للإصابة بالاكتئاب “العوامل الوراثية”.
  • ظروف الحياة الصعبة كفقدان شخص عزيز، أو المشاكل الاقتصادية أيضاً من أسباب الإصابة بالاكتئاب.
  • الإصابة ببعض الأمراض كالسرطان، والإيدز، والزهايمر، وأمراض القلب.
  • تناول بعض الأدوية لفترات طويلة كأدوية ضغط الدم، والأقراص المنومة، وحبوب منع الحمل.
علاج الاكتئاب
علاج الاكتئاب

مخاطر الاكتئاب

يعتبر الاكتئاب من الأمراض العصيبة التي تشكل عبء ثقيل على الفرد، وفي حالة عدم الاهتمام بمعالجته فقد تتفاقم الحالة وتصل لحد العجز، ومشاكل في السلوك، ومشاكل صحية، ومخاطر عديدة، منها:

  • الإدمان سواء الكحول أو المخدرات.
  • الانتحار.
  • مشاكل بالعلاقات الزوجية.
  • العزلة عن المجتمع.
  • مشاكل بالعمل.

علاج الاكتئاب

في البداية يسأل الطبيب الشخص المصاب مجموعة من الأسئلة التي يستطيع من خلالها الكشف عن أعراض الاكتئاب، كما أنه يطلب بعض الفحوصات الجسدية والمخبرية والنفسية التي من خلالها يستطيع تحديد حدة الاكتئاب، وبعدها يقوم الطبيب بتحديد طرق العلاج المناسبة للحالة المرضية، وهي إما بالعلاج نفسي أو دوائي أو العلاج بالصدمات الكهربائية، وبعض الحالات تحتاج لطبيب نفسي لديه القدرة على علاج الاكتئاب.

وللمريض دور كبير في العلاج، فمن خلال التعاون مع الطبيب يستطيع أن يحدد العلاج المناسب للحالة من حيث التكلفة المادية، والأعراض الجانبية، واستعداد الفرد لتلقي العلاج، وهناك بعض الحالات التي تكون فيها الإصابة حادة يحتاج الطبيب لشخص آخر لمراقبة الحالة؛ حتى تتمكن من الوقوف بنفسها لمواجهة هذا المرض.

طرق علاج الاكتئاب

هناك ثلاث طرق لعلاج الاكتئاب؛ منها بالأدوية، والعلاج النفسي، والصدمات الكهربائية.

العلاج الدوائي

تتوفر العديد من أنواع الأدوية ذات الفاعلية في الحد من أعراض الاكتئاب، ويصف الطبيب العلاج على ثلاث مراحل:

  • المرحلة الأولى “الاختيار النموذجي الأول”: وهنا يصف الطبيب الأدوية المضادة للاكتئاب.
  • المرحلة الثانية ” الاختيار النموذجي الثاني”: وفي تلك الحالة يصف الطبيب  بعض الأدوية المضادة للاكتئاب والتي تعرف “بمضادات ثلاثية الحلقات”.
  • المرحلة الثالثة “الاختيار النموذجي الأخير”: وفي تلك المرحلة يصف الطبيب الأدوية المضادة للاكتئاب المعروفة “بمثبطات أكسيداز أحادي الأمين”.

وعلى الرغم من فاعلية مضادات الاكتئاب في العلاج إلا أن لها بعض الآثار الجانبية التي تظهر بمستويات متفاوتة الحدة على الأشخاص، وقد تختفي هذه الأعراض أو تقل حدتها في غضون أسابيع قليلة من بدء العلاج.

العلاج النفسي

عندما يقرر الطبيب خضوع المريض للعلاج النفسي فإنه يكون جنباً إلى جنب مع العلاج الدوائي بمضادات الاكتئاب، ويعتمد العلاج النفسي على محاورة المريض في الأمور المتعلقة به.

الصدمات الكهربائية

وهنا يتعرض المريض لصدمات كهربائية على الدماغ.

الاكتئاب
الاكتئاب

كيفية الوقاية من الاكتئاب

لا توجد طريقة للوقاية من الاكتئاب، وإنما هناك بعض الطرق والاستراتيجيات التي تمنع ظهور أعراض الاكتئاب على الفرد مرة أخرى، منها:

  • القدرة على السيطرة على التوتر، والتقدير الذاتي للنفس، والشعور بقيمة الفرد لنفسه.
  • دعم الأهل والأصدقاء المقربين للمريض وخاصةً في فترات المرض.
  • العلاج المبكر في حالة ظهور الأعراض الأولية للمرض له دور كبير في الوقاية من الاكتئاب.
  • تنظيم الأمور والظروف يقي الفرد من خسارة الأشياء الغالية بشكل مفاجئ، وبالتالي يحميه من الدخول في نوبات اكتئاب حادة.
  • الانتظام في ممارسة التمارين الرياضية، يحمي الفرد من الاكتئاب باعتبار الرياضة من مضادات الاكتئاب؛ حيث يفرز الجسم المواد المحفزة والمنشطة للجسم، وتجعله قادر على مواجهة الحالة النفسية السيئة.
  • تجنب الكحوليات والأدوية التي من شأنها الدخول في نوبات حادة.
  • القدرة على التكيف مع الواقع والرضا به، وذلك من خلال تبسيط الحياة اليومية، وتبسيط الالتزامات قدر الإمكان.
  • النوم بشكل منتظم مع أخذ قسط كافي من النوم بشكل يومي، والاعتماد على نظام غذائي صحي.
  • تحديد أهداف بسيطة بحيث تتناسب وقدرات الفرد، مع تجنب اتخاذ القرارات الصعبة في وقت العصبية؛ حتى يسهل تنفيذها.
  • الانخراط في الأنشطة الاجتماعية وتجنب العزلة، والاجتماع مع الأصدقاء والمقربين بشكل مستمر.

وفي النهاية كلما كان العلاج في بداية ظهور الأعراض كلما استطاع الشخص التغلب على المرض، ومنع تفاقم الأعراض، وتغلب عليه بسرعة.

تابعوا

تعريف الحزن وأعراضه

متلازمة الهروب من الحب

شاركها.