هل يصلى على المنتحر وما حكم المنتحر وهل هو كافر مخلد في النار

هل يصلى على المنتحر ، وما حكم المنتحر وهل هو كافر مخلد في النار ، من الأسئلة التي كثيرًا ما تعرض للمسلم وقد لا يعرف الحكم الشرعي منها، لاسيما أن الانتحار أصبح من الأمور التي نسمع بها كثيرًا في الآونة الأخيرة، والتي يكون خلفها أسباب كثيرة ، لذلك كان من المهم التعرف على حكم الشرع في المنتحر، وهل يجوز الصلاة عليه أم لا.

هل يصلى على المنتحر ؟

  • الانتحار هو قتل الشخص لنفسه قاصدًا التخلص من حياته.
  • والانتحار في الشريعة الإسلامية هو ذنب عظيم، وكبيرة من كبائر الذنوب.
  • كما قد ورد الوعيد الشديد فيمن قتل نفسه ، والتخويف من دخوله النار.
  • لكن مع ذلك فإن المنتحر لا يخرج من ملة الإسلام بانتحاره.
  • فهو مسلم له ما للمسلمين، وعليه ما عليهم.
  • ومن حقوق المسلم المنتحر أن يتم الصلاة عليه صلاة الجنازة، كما يتم دفنه في مقابر المسلمين.
  • وصلاة الجنازة على المنتحر هي في حق عامة الناس جائزة ومشروعة.
  • أما في حق الخاصة وأهل العلم والفضل فالأفضل عدم الصلاة عليه.
  • وترك الفضلاء والعلماء الصلاة على المنتحر ليس من باب أنه غير مسلم أو أنه قد خرج من الملة.
  • لكن العلة من وراء ذلك زجر أمثاله من الناس ضعاف النفوس الذين قد يفكرون في الانتحار.
  • عن جابر بن سمرة قال : “أُتِي النبي صلى الله عليه وسلم برجل قتل نفسه بمشاقص فلم يصل عليه “. رواه مسلم.
  • والمشقص الوارد في الحديث هو السهم العريض الذي له طرف حاد مدبب.
  • وقد يقول البعض أن ترك النبي صلى الله عليه وسلم للصلاة على ذلك المنتحر دليل على أنه كافر قد خرج من الملة.
  • وقد أجاب العلماء على ذلك ومنهم الإمام النووي –رحمه الله- أن ترك النبي للصلاة على المنتحر للزجر.
  • وذلك مثل تركه للصلاة على المديون ، لكنه عليه الصلاة والسلام أمر الصحابة بالصلاة عليه، وذلك لتعظيم وتبيين أمر الدين للمسلمين ، وإظهار عظيم خطره.

هل المنتحر مخلد في النار

  • أوضحنا فيما سبق أن الانتحار ذنب عظيم ، وكبيرة من كبائر الذنوب التي ينبغي للمسلم أن ينكرها ظاهرًا وباطنًا.
  • لكن ذلك لا يعني أن نخرج المنتحر من الإسلام، ونحكم عليه بالكفر.
  • و عقيدة أهل السنة والجماعة أنهم لا يكفرون مسلم بذنب ما لم يستحله.
  • فمن ارتكب كبيرة من الكبائر أو أذنب ذنبًا عظيمًا، ولم يستحل ذلك، ومات قبل التوبة منه ، فأمره إلى الله تعالى ، إن شاء عفا عنه، وإلا فإنه يدخل النار ويعذب فيها بقدر معصيته ثم يخرج ، طالما أنه قد مات على أصل الإسلام.
  • وجمهور العلماء، وأصحاب المذاهب الأربعة على أن المنتحر مرتكب كبيرة من الكبائر، لكنه غير مرتكب لناقض من نواقض الإسلام، ولم يمت على الشرك.
  • وبالتالي فلا يستحق الخلود في النار أبدًا.
  • أما الأحاديث الصحيحة التي ورد فيها خلود المنتحر في النار، أو تحريم الجنة عليه فيجب حملها على باقي الأحاديث ومعرفة الناسخ والمنسوخ، والعام والخاص .

حكم المنتحر

  • وقد أجاب العلماء عن أن هذه الأحاديث الوارد فيها خلود المنتحر في النار لا يتم حملها على نفس خلود الكفار من أمثال فرعون وأبي لهب.
  • فالخلود هو المكث الطويل في النار والبقاء لأزمنة عديدة.
  • والخلود خلودان، خلود مؤبد وهو الذي يكون في حق الكافرين والمنافقين.
  • وخلود مؤقت لفترة من الزمن ، وهذا الخلود قد يطول لفترات طويلة، وهو الخاص بمن مات على التوحيد والإسلام لكنه كان من أصحاب الكبائر والذنوب ولم يتب منها.
  • وتتوقف المدة التي يظل فيه الموحد في النار على الذنب والكبيرة التي ارتكبها ، ومنها قتل النفس ، والانتحار.

تحريم الجنة عليه

  • وما قيل عن الخلود في النار للمنتحر يقال كذلك في الأحاديث الوارد فيها تحريم الجنة عليه.
  • فالعلماء على أن تحريم الجنة يكون تحريم مؤبد ، فلا يدخل الجنة كافر أو مشرك.
  • كما يكون تحريم الجنة تحريم مؤقت لفترة من الزمن، وهو الذي يكون في حق المسلمين، وأهل المعاصي من الموحدين.
  • كذلك قد يكون المقصود بتحريم الجنة على المنتحر هو تحريم جنة دون جنة، فلا يدخل الدرجات العليا من الجنة، لكنه يدخل جنة دونها في المنزلة.
  • وهذه العقيدة لأهل السنة والجماعة تختلف عن عقيدة الخوارج الذين يكفرون المسلم بالمعصية . ويجعلون صاحب الكبيرة وإن مات على التوحيد من أهل الخلود والبقاء في النار شأنه في ذلك شأن الكافرين والمشركين.

أجبنا على سؤال هل يصلى على المنتحر، وبيّنا حكم الشرع في الدعاء والترحم عليه، كما بيّنا أن المنتحر هو مسلم عاص ، ارتكب كبيرة من الكبائر ، لكنه لا يُخلّد في النار مثله مثل الكفار أو المشركين ما دام قد مات على أصل التوحيد.

زر الذهاب إلى الأعلى