حكم الشرع في الاحتفال بالمولد النبوي الشريف

يجب على كل مسلم أن يعرف حكم الشرع في الاحتفال بالمولد النبوي الشريف ، خاصة في هذه الأزمان المتأخرة، والتي أصبحت فيه هذه الاحتفالات معيارًا على حب رسول الله-صلى الله عليه وسلم- ، والذي هو بحق عليه الصلاة والسلام أعظم شخصية في حياة كل مسلم، ونفتديه بآبائنا وأمهاتنا وأهلينا عليه الصلاة والسلام؛ لذلك كان من المهم التعرف على حكم الاحتفال بمولده الشريف، وهل هو دليل على حب النبي ، أم خلاف ذلك.

حكم الشرع في الاحتفال بالمولد النبوي الشريف

  • لرسول الله –صلى الله عليه وسلم- مكانة كبيرة في حياة ونفس كل مسلم.
  • فالمسلمون يحبون رسول الله ويعظمونه ويوقرونه، ويقدمونه على أنفسهم التي بين جنبيهم.
  • لا يكتمل إيمان المؤمن إلا أن يكون رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أحب إليه من نفسه وولده والناس أجمعين.
  • لكن هذا التعظيم والحب والتوقير لا يكون بالكلام والاحتفالات، بل يكون بمتابعته عليه الصلاة والسلام.
  • كما يكون باتباع سنته، وسنة أصحابه رضوان الله عليهم أجمعين.
  • وليس أحد يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويوقره كما كان أصحابه يحبونه ويوقرونه عليه الصلاة والسلام.
  • لذلك حكم الشرع في الاحتفال بالمولد النبوي الشريف أنه بدعة ومنكر.
  • علة ذلك أن هذا الاحتفال لم يقم به الصحابة، أو التابعين ، أو أتباع التابعين رضوان الله عليهم جميعًا.
  • لو كان الاحتفال بمولده عليه الصلاة والسلام بصنع الحلوى ، والرقص والإنشاد دليل محبته؛ لكان الصحابة ومن تابعهم هم أول الناس قيامًا به.
  • كما أن في الاحتفال بمولده عليه الصلاة والسلام من الغلو في شخصه الكريم، وهو ما نهى عنه صلى الله عليه وسلم.
  • الغلو في الأنبياء قامت به النصارى حتى ألهوا المسيح وعبدوه.
  • كما أنه ما لم يكن للقرون الثلاثة الأولى دينًا، فلن يكون بحال من الأحوال لنا دينًا من بعدهم.

[1]

بداية الاحتفال بالمولد النبوي

  • يعد العبيديين أو المعروفين بالفاطميين هم أول من ابتدع فكرة الاحتفال بالمولد النبوي.
  • ولا يخفى على المطلعين أن هؤلاء الفاطميين كانوا يدعون زورًا الانتساب إلى فاطمة الزهراء رضوان الله عليها.
  • لكن المدققين في علم التاريخ يؤكدون كذب هذا الادعاء، وأن أصل هذه الدولة ترجع إلى عبيد الله القداح اليهودي.
  • وقد قامت هذه الدولة في بلاد المغرب، ثم غزت مصر، وفيها بدأت في نشر البدع والمنكرات.
  • ومن هذه البدع بدعة الاحتفال بالمولد النبوي، وصنع الحلوى، والاجتماع والرقص والغناء.
  • وعنهم أخذ الملك المظفر أبو سعيد كوكبوري ملك إربل هذه البدع ونشرها في بلاد العراق والشام.
  • ومن البدع في هذا اليوم الذي كانوا يعملونه فرش البسط، وذبح الأنعام، والاجتماع للذكر والإنشاد.

شبهات مقيمي المولد النبوي

هناك شبه يعرضها المؤيدين هذه الاحتفالات ، وهي شبهات مردودة واضحة البطلان والعلة.

الشبهة الأولى : تعظيم النبي

  • يقول أصحاب الشبهة أن في الاحتفال بالمولد النبوي تعظيم لجناب النبي عليه الصلاة والسلام.
  • والرد على هذه الشبهة أن تعظيم النبي- صلى الله عليه وسلم – يكون بمتابعته، وطاعته، و يكون باتباع أمره عليه الصلاة والسلام ، والانتهاء بنهيه.
  • كما أن أشد الناس تعظيمًا وحبًا له هم الصحابة والتابعين، ولم يصنع احد منهم مثل صنيعهم.

الشبهة الثانية: أن المولد النبوي منتشر في كثير من البلاد

  • والرد على هذه الشبهة أن كثرة العاملين به لا يعد دليلًا على إباحته.
  • فالحجة تقوم بفعل النبي صلى الله عليه وسلم، وبفعل أصحابه من بعده، لا بفعل الناس.
  • كما أن لا يزال الكثير من المسلمين في جميع البلدان من ينكر هذه البدع، ويجهر بمخالفتها.

الشبهة الثالثة: القول بأنه من البدع الحسنة

  • والجواب على هذه الشبهة أن البدع كلها منكرة، ولا توجد بدعة حسنة، بل جميع البدع مذمومة.
  • قال صلى الله عليه وسلم : ( فإن كل بدعة ضلالة )، فكل البدع ضلالة، وكل البدع منكرة في أمر الدين.
  • قد يحتج أصحاب هذه البدعة بقول سيدنا عمر بن الخطاب-رضي الله عنه- حين جمع الناس على صلاة التراويح فقال ” نعمت البدعة هذه”.
  • والجواب على ذلك أن الفاروق كان يقصد البدعة من الناحية اللغوية، وليست الشرعية.
  • كما أن صلاة التراويح والاجتماع عليها لها أصل في الشرع، وان رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى بالمسلمين التراويح عدة ليال، ثم ترك الاجتماع عليها مخافة أن يفرضها الله على المسلمين فلا يطيقونها.
  • فلما توفي عليه الصلاة والسلام انتفى المانع وهو خوف التحريم، فأقرها عمر رضي الله عنه.
  • ومثلها في ذلك جمع القرآن أو كتابة الأحاديث النبوية.

بينا حكم الشرع في الاحتفال بالمولد النبوي الشريف ، وأوضحنا أن هذه الأمر من البدع المنكرة، كما أوضحنا أن أول من ابتدع هذه البدعة هم الشيعة العبيدين الذين يطلق عليهم كذبًا الفاطميين.

المراجع[+]

زر الذهاب إلى الأعلى