حكم تربية الكلاب في البيوت وهل يجوز تربية الكلاب للحراسة

حكم تربية الكلاب في البيوت من الأحكام الشرعية التي قد يغفل عنها الكثير من المسلمين، حيث يقوم البعض بتربية الكلاب في البيت دون التعرف على الحكم الشرعي لتربية هذه الكلاب وضوابط تربيتها، وهو الأمر الذي يوقعه في المعصية والمخالفة الشرعية، لذلك كان من المهم التعرف على ضوابط تربية الكلاب، ومعرفة الحكم الشرعي لتربية الكلاب.

حكم تربية الكلاب في البيوت

  • تربية الحيوانات الأليفة في البيوت هواية عند الكثير من الأشخاص.
  • فالكثير من الناس يستهويهم تربية القطط أو الطيور، كما يستهويهم تربية الكلاب خاصة الأنواع الصغيرة أو  الجميلة الشكل .
  • لكن تربية الكلاب في البيوت على وجه الخصوص تختلف عن تربية باقي الحيوانات الأليفة.
  • فتربية الكلاب ورد فيها ضوابط على المسلم أن يكون على علم كاف وواضح بها.
  • فالحكم الشرعي لتربية الكلاب في البيوت أنه لا تجوز تربية الكلاب إلا في حالة الحاجة إلى ذلك.
  • والمقصود بالحاجة هنا هو الحاجة الضرورية وليست للهو أو الزينة.
  • فقد وردت النصوص الشرعية بحرمة تربية الكلاب إلا ليكون كلب صيد، أو كلب حراسة الماشية أو حراسة الزرع.
  • ومن الأحاديث النبوية التي حرمت تربية الكلاب واقتنائها إلا لأغراض معينة ما يلي :
  • عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( مَنْ اقْتَنَى كَلْبًا لَيْسَ بِكَلْبِ صَيْدٍ وَلا مَاشِيَةٍ وَلا أَرْضٍ فَإِنَّهُ يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِهِ قِيرَاطَانِ كُلَّ يَوْمٍ ).
  • عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( إِنَّ الْمَلائِكَةَ لا تَدْخُلُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ وَلا صُورَةٌ.
  • والمقصود بالقيراط الذي ينقص من أجر المسلم هو قدر من الثواب يعلمه الله تعالى.[1]

 

تربية الكلاب في البيوت لأجل الحراسة

  • بعض أهل العلم ذهبوا إلى أن اقتناء الكلاب لا تجوز إلا في الحالات الثلاثة التي نصت عليها الأحاديث.
  • وهذه الحالات الثلاثة هي كلب الصيد، وكلب حراسة الماشية، وكلب حراسة الزرع.
  • إلا أن طائفة أخرى من العلماء ذهبت إلى جواز اقتناء الكلاب لحراسة البيوت من باب القياس.
  • فكما أن الكلب يجوز اقتناؤه لحراسة الزرع أو الماشية ، فإنه يجوز اقتناؤه كذلك لحراسة المنزل وأهل البيت.
  • وهو الرأي الراجح على قول أكثر العلماء بسبب حاجة الناس إلى ذلك .

نجاسة الكلب

  • من الأحكام الشرعية عند جماهير أهل العلم  والتي ينبغي العلم بها القول بنجاسة الكلب.
  • والقول بنجاسة الكلب هو قول جمهور أهل العلم، وخالفهم في ذلك المالكية.
  • جمهور العلماء يرى أن لعاب الكلب وريقه نجس، ومن ثم إذا لمس الكلب الثوب بلسانه فيجب حينئذ غسل المكان الذي أصابه لعاب الكلب.
  • إلا في حالة الأواني والصحون، فالنص النبوي فيها أن يتم غسلها سبع مرات إحداها بالتراب.
  • أما المالكية فقد خالفوا الجمهور وقالوا أن لعاب الكلب طاهر وليس بنجس لعدم وجود نص صريح يفيد بنجاسة لعاب الكلب.

هل جسد الكلب وشعره نجس

  • إذا علمنا أن الجمهور على أن لعاب الكلب نجس، فهل يدخل في نجاسة الكلب أيضًا شعره وجسمه؟
  • القول الراجح من أقوال العلماء على أن النجاسة مختصة فقط بلعاب الكلب.
  • ومن ثم فإن جسد الكلب وشعره ليس بنجس.
  • بمعنى لو أن الكلب لمس الثياب بشعره أو بدنه فلا يجب حينئذ تطهيرها .

هل قال المالكية بجواز اقتناء الكلاب

  • يجب التفريق هنا بين الحكم الشرعي القائل بعدم نجاسة لعاب الكلب ، وبين حكم اقتناؤه.
  • المالكية بالفعل قالوا أن الكلب ليس بنجس، سواء كان لعابه أو جسده، وسواء لمس الأواني أو الملابس.
  • لكنهم مع ذلك يرون أن اقتناء الكلب في البيوت من المحرمات إلا لضرورة.
  • كما يرون كذلك غسل الأواني التي لمسها الكلب بلعابه سبع مرات إحداها بالتراب.
  • وهم في هذا الحكم الشرعي الأخير الذي أثبتوه ، وهو غسل الأواني التي يلمسها الكلب بلعابه ، أثبتوه لورود النص بذلك ولم يجعلوا العلة النجاسة.
  • بل قال العلماء من المالكية ان العلة من ذلك هي علة تعبدية، أي يقوم المسلم بتنفيذ الأمر النبوي مع عدم معرفة الحكمة من ذلك.

تعرفنا على حكم تربية الكلاب في البيوت ، كما تعرفنا على أقوال العلماء في تربية الكلاب للحراسة، وعرضنا لموضوع نجاسة الكلب، واتفاق جمهور العلماء على القول بنجاسته وخالفهم في ذلك السادة المالكية.

المراجع[+]

زر الذهاب إلى الأعلى