حكم الاحتفال بيوم الأم وهل هو من البر الذي أمر الإسلام به

حكم الاحتفال بيوم الأم ، أو عيد الأم من الموضوعات التي يجب على المسلم أن يتعرف على حكمها الشرعي، وهل يجوز ذلك الاحتفال أم لا يجوز، فالمسلم مأمور قبل كل عمل بالبحث عن حكم الشرع فيه، فلا يخلو عمل من حكم شرعي بالإباحة أو المنع، أو الاستحباب والكراهة، والأصل في المسلم أنه متبع وليس مبتدع ، يخضع للدين ، ويأتمر بأمر الشرع.

حكم الاحتفال بيوم الأم

من دلائل النبوة التي تثبت صدق النبي- صلى الله عليه وسلم- أنه عليه الصلاة والسلام قد أخبرنا بأمور غيبية لم تحدث إلا بعد سنوات طويلة من وفاته عليه الصلاة والسلام. ومن هذه الأمور إخبارنا أن المسلمين سيتبعون سنن من كان قبلهم من الأمم من اليهود والنصارى ، فقد قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم- في الحديث الشريف “لتتبعن سَنن من قبلكم شبراً بشبرٍ وذراعاً بذراعٍ ، حتى لو سلكوا جحر ضبٍّ لسلكتموه ، قلنا : يا رسول الله اليهود والنصارى ؟ قال : فمن !؟   ، رواه البخاري.

والاحتفال بيوم الأم أو عيد الأم هو من باب الاتباع والتقليد الأعمى لليهود والنصارى. ومن ثم فإنه لا يجوز الاحتفال بيوم الأم ، ولا يجوز تخصيص يوم من العام لزيارة الأمهات وتقديم الهدايا لهن. وهو ليس من البر الذي أمرنا الله ورسوله به. فالبر الذي أمرنا الشرع به هو بر دائم وطاعة مستمرة، وإحسان متواصل للأب والأم ، وليس مجرد يوم لتقديم الهدايا أو طيب الكلام.

ما هو العيد في الإسلام

العيد في الإسلام هو شعيرة تعبدية، ومن ثم فالأعياد لا تكون إلا بنص شرعي ثابت. وبالتالي فلا يجوز ابتكار أيام وإطلاق اسم العيد عليها، أو تخصيصها بأفعال وأقوال تختلف عن غيرها من الأيام. ويسمى العيد عيدًا لأن لله فيه عوائد الإحسان على عباده كما قال ابن عابدين في حاشيته. والمسلمين لا يعرفون لهم عيد إلا عيد الفطر وعيد الأضحى. فعيد الفطر يأتي بعد المنع عن الطعام والصوم لشهر كامل، فيفرح المسلم بالفطر في ذلك اليوم. كما أن عيد الأضحى يأتي بعد الحج والوقوف بعرفة وأداء ركن الحج الأعظم فيفرح المسلم بإحسان الله ، وإتمام المناسك.

تجد هنا: حكم الاحتفال بالهالوين

حكم الاحتفال بعيد الأم اللجنة الدائمة

أفتى علماء اللجنة الدائمة بحرمة الاحتفال بيوم الأم أو عيد الأم ، وعدوه من البدع التي لا يجوز للمسلم الدخول فيها.  قالت اللجنة الدائمة “لا يجوز الاحتفال بما يسمى ” عيد الأم ” ولا نحوه من الأعياد المبتدعة لقول النبي صلى الله عليه وسلم ” من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ” . وليس الاحتفال بعيد الأم من عمله صلى الله عليه وسلم ولا من عمل أصحابه رضي الله عنهم ولا من عمل سلف الأمة ، وإنما هو بدعة وتشبه بالكفار “.

الاحتفال بيوم الأم
عدم جواز الاحتفال بيوم الام

أقوال أهل العلم في الاحتفال بيوم الأم

كما أن علماء الأمة المعتبرين على القول بحرمة الاحتفال بيوم الأم . فقد أفتى ابن عثيمين رحمه الله تعالى بحرمة الاحتفال، فقال رحمه الله “وإذا تبين ذلك فإنه لا يجوز في العيد الذي ذكر في السؤال والمسمى عيد الأم. لا يجوز فيه إحداث شيء من شعائر العيد؛ كإظهار الفرح والسرور. وتقديم الهدايا وما أشبه ذلك، والواجب على المسلم أن يعتز بدينه ويفتخر به وأن يقتصر على ما حدَّه الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، في هذا الدين القيم الذي ارتضاه الله تعالى لعباده فلا يزيد فيه ولا ينقص منه”.

كما قال بالتحريم ابن باز رحمه الله في فتواه، وكثير من علماء الأمة على منع الاحتفال بيوم الأم واعتباره من الأعياد المشابهة لأعياد الكفار والمتابعة لهم فيما يقومون به.[1]

هل يجوز الاحتفال بعيد الأم لأن الرسول أوصانا ببرها

الاحتفال بيوم الأم أو عيد الأم ليس من البر الذي أمرنا الله ورسوله بهما للآباء والأمهات. فالبر لا يختص بيوم واحد في السنة، ولا بتقديم الهدايا والإحسان إلى الأم والأب في وقت مخصوص، بل البر هو عمل دائم متصل شامل لكل معاني الطاعة، وخدمة الوالدين وطلب رضاهما والتذلل لهما، والإنفاق عليهما والقيام بما يصلح شأنهما. لا سيما عند الكبر وعدم القدرة على خدمة النفس.

أصل الاحتفال بعيد الأم

ومن المهم أن نعرف أن الاحتفال بعد الأم هو عادة غربية، ابتدعها الغرب للتعويض عن جحودهم وتقصيرهم في حق الآباء والأمهات طوال العام. فالابن أو البنت لا يعرف أمه ولا يزورها . ومن ثم لا ينال الأم من بر الأبناء شيء، ثم في يوم واحد في السنة يقوم الأبناء بزيارة الأمهات وتقديم الهدايا والحلوى لهن، ثم لا شيء، ولا يمتد بر الأبناء للآباء على مدى العمر كما أمرنا الدين بذلك. والأصل في الغرب أن الأم أو الأب بعد بلوغه من الكبر عتيًا، ويصبح غير قادر على خدمة نفسه والعناية بها أن يقوم الأبناء بإيداع الأبوين في دار للمسنين. ومن ثم يقومون بدفع المال لهذه الدور ولا يفكرون في السؤال عن آبائهم وأمهاتهم حتى أن بعض من زاروا هذه الدور عندما سألوا المسنين عن أمنياتهم أجاب أكثرهم أن أمنيته الوحيدة هو الموت بسبب الجحود الذي يجده من الأبناء. بل وصل الأمر في كثير من الأحيان أن الأم أو الأب إذا مات لا يحضر الأبناء جنازتهم ويكتفون بإرسال تكاليف الجنازة إلى دار المسنين.

حكم الاحتفال بعيد الام
حكم يوم الام

وقت عيد الأم في دول العالم

والاحتفال بيوم الأم ليس له موعد موحد في كل دول العالم، بل كل دولة تقوم بتحديد يوم للاحتفال بذلك اليوم. على سبيل المثال فإن النرويج تجعل الاحتفال بعيد الأم في الأحد الثاني من شهر فبراير من كل عام. كما أن الأرجنتين تجعل الاحتفال بذلك اليوم في الأحد الثاني من أكتوبر. وجنوب أفريقيا تحتفل بعيد الأم في الأحد الأول من شهر مايو. وفي فرنسا يتم الاحتفال به في الأحد الأخير من مايو ضمن ما يسمونه عندهم عيد الأسرة. والذي تجتمع فيه الأسرة معًا ، وقليلًا ما يجتمعون. ومن ثم يقدمون الكعك والحلويات للأم. وكذلك في الولايات المتحدة الامريكية وانجلترا حيث يسمونه اليوم بالأحد الكبير ويتم الاحتفال فيه بعيد الأم.

عيد الأم العربي

بدأت فكرة الاحتفال بعيد الأم عند العرب من مصر. ومنها انتقلت العادة إلى باقي البلاد العربية. وأول من احتفل بذلك اليوم ودعا إليه الصحفيين الأخوين علي أمين ومصطفى أمين مؤسسي جريدة أخبار اليوم المصرية. حيث اشتكت إحدى الأمهات لهما جحود أبنائها بعد قيامها بتربيتهم والقيام على رعايتهم ، ثم تركوها وهجروها. فاقترح الاخوين على القراء تحديد يوم في السنة للتذكير بفضل الأم وتقديم الهدايا لها. ومن ثم استحسن القراء الفكرة واختاروا يوم 21 من مارس لذلك الاحتفال، وأخذت باقي الدول العربية الفكرة من مصر .

تعرفنا على حكم الاحتفال بيوم الأم. كما تعرفنا على أقوال أهل العلم في ذلك الاحتفال، وأصل عيد الأم ومواعيده في الدول المختلفة.

المراجع[+]

زر الذهاب إلى الأعلى