حكم الشرع في قراءة القرآن على الميت ، وهل يجوز لأهل الميت أو أقرباؤه قراءة القرآن، ومن ثم إهداء ثواب هذه القراءة لميتهم من الموضوعات التي تحتاج إلى تأصيل ومعرفة لحكم الشرع فيها.

حكم قراءة القرآن على الميت

  • الموت هو الحقيقة الكونية الكبرى التي لا يستطيع إنسان المجادلة فيها.
  • فكل كائن حي مصيره إلى الموت طال الوقت أم قصر.
  • والمسلم إذا مات لم ينفعه شيء من أفعال الأحياء إلا ما ورد به الشرع.
  • والقول الذي نختاره من أقوال أهل العلم في موضوع قراءة القرآن على الميت ومن ثم إهداء الميت ثواب القراءة أنها لا أصل لها.
  • فلا يُشرع قراءة القرآن على الميت، أو قراءة القرآن وإهداء الثواب إليه.
  • فالقرآن الكريم نزل على الأحياء للانتفاع به، والقيام بأمره والاتعاظ.
  • ولم يرد نص صريح في جواز ذلك لا عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن الصحابة.
  • والأصل في المسلم الاتباع ، ولا يجوز له إحداث أمر من الأمور في الدين إلا ولها أصل.

الاختلاف بين العلماء في حكم قراءة القرآن على الميت

  • مسألة قراءة القرآن على المتوفى وإهداء الثواب إليه من المسائل الخلافية بين العلماء.
  • العلماء جميعًا متفقين في جواز الدعاء للميت، كما اتفقوا على جواز التصدق عنه والحج.
  • وهذا الاتفاق لورود النص الصحيح بذلك.
  • فثبت عنه ﷺ أنه قال: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له).
  • أما غيرها من الأعمال مثل صيام التطوع، وصلاة التطوع وقراءة القرآن عن الميت فهي التي وقع فيها الخلاف.
  • فقد ذهب الحنابلة والحنفية إلى أن الميت ينتفع بالأعمال التطوعية الأخرى مثل الصلاة والصيام.
  • كما رأوا أن الميت ينتفع بقراءة القرآن عليه وإهداء الثواب له.
  • وقال بهذا القول كذلك بعد أصحاب الشافعي.
  • أما القول الآخر فهو يقول أن هذه الأعمال لا ينتفع بها الميت ، وهو قول الشافعية والمالكية.
  • ويرى أصحاب القول الثاني الذي يختاره الكثير من أهل العلم أن الميت إذا مات لم ينتفع بما يقوم به الأحياء إلا ما ورد فيه النص الصريح من صدقة أو دعاء.

بدع الجنائز

هناك العديد من البدع التي أحدثها المسلمون عند الموت لا أصل لها، وما أنزل الله بها من سلطان.ومن بدع الجنائز التي انتشرت وعمت كثير من البلدان الإسلامية ما يلي :

قراءة الفاتحة على الميت

  • من البدع التي انتشرت أن اهل الميت أو الجالسين بالقرب من أهله يقولون قراءة على الميت وعلى اموات المسلمين.
  • وهذه من البدع التي لا أصل لها.
  • كما أنه من البدع قراءة سورة يس على الميت أو إهداء ثواب قراءتها له.

الاجتماع لقراءة القرآن على الميت

من البدع كذلك الاجتماع لقراءة القرآن وإهداء الثواب إلى الميت.

وإن كان بعض العلماء يرى جواز قراءة القرآن على الميت كما أوضحنا ذلك آنفًا، فإن أحدًا منهم لم يقول بالاجتماع وقراءة القرآن على الميت.

الاجتماع للتعزية

  • ومن بدع الجنائز التي عمت الكثير من الأقطار الإسلامية الجلوس والاجتماع للتعزية.
  • يقوم أهل الميت بالجلوس في مكان معين يقصدهم الناس فيه للتعزية.
  • كما يصحب ذلك إقامة السرادقات، وتأجير القراء لقراءة القرآن للجلوس.
  • وكل ذلك من البدع التي لا أصل لها، كما أن فيها تضييع لمال الأيتام وأهل الميت.

صنع الطعام للمعزين

  • ومن الأمور المستحدثة والتي جاءت عكس السنة صناعة الطعام للمعزين.
  • فالسنة أن يتم صناعة الطعام لأهل الميت الذين نزل بهم ما يشغلهم.
  • لكن تحول الامر إلى العكس، فأصبح أهل الميت هم من يقومون بصناعة الطعام للمعزين ويتكلفون فوق الطاقة.

وضع الشجر والزرع على القبور

  • كذلك انتشر بين الناس أن وضع الزرع أو الشجر على المقابر من الأمور الحسنة التي يثاب عليها الميت.
  • هذا الأمر لا أصل في عهد الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم.
  • ما ورد في ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم عندما وجد قبران يعذبان قام بوضع جريدة أو قطعة من الشجر وقال أنه يخفف عنهما ما لم ييبسا.
  • وهذه الواقعة خاصة بالنبي ولا تخص غيره.
  • كما أن أحدًا من الصحابة أو التابعين لم يقم بزرع الشجر أو وضع النبات على القبور حتى نفعل ذلك نحن مثلهم.

قراءة القرآن على الميت وحكم إهداء الثواب له ، أمر اختلف فيه العلماء، وقد وضحنا القول الراجح والصحيح فيه إن شاء الله، كما أوضحنا الأعمال التي ينتفع بها الميت، والبدع التي أحدثها الناس في الجنائز.

شاركها.