أشعار تحث على التحلي بالأخلاق الحميدة

أشعار تحث على التحلي بالأخلاق الحميدة good manners نجد منها الكثير في أدبنا العربي، فقد تحدث الشعراء في مختلف العصور عن أهمية أن يكون الإنسان على خلق، ولذا قد حثنا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في الكثير من الأحاديث عن فضل التحلي بالأخلاق الحميدة ومدى ضرورة أن يكون الإنسان حريص كل الحرص على أن يتسم بأحسن الأخلاق وأكرمها، ولعل حديث أبي هريرة الذي يصف فيه الإرتباط القوي بين الأخلاق الحسنة وإيمان المسلم هو دليل على ذلك، فقال صلى الله عليه وسلم “أكْملَ المؤمنينَ إيمانًا أحسنُهُم خلقًا، وخيارُكُم خيارُكُم لنسائِهِم”، حدثه الألباني في كتاب صحيح الترمذي، ولكون الشعر كان دوماً وسيلة أدبية في التعبير عن الرأي نجد الشعراء قد أبدعوا في ذكرهم لمختلف الأخلاق الحميدة التي يجب أن يكون عليها الصغير والكبير، فبالأخلاق يرتقي المجتمع وتسمو منزلة الفرد ويتصالح مع نفسه وتصبح حياته أسعد.

أشعار تحث على التحلي بالأخلاق الحميدة

اشعار عن الاخلاق الحميدة
اشعار عن الاخلاق الحميدة

شعر المتنبي

لا افْتِخارٌ إلاّ لمَنْ لا يُضامُ مُدْرِكٍ أوْ مُحارِبٍ لا يَنَامُ

لَيسَ عَزْماً مَا مَرّضَ المَرْءُ فيهِ لَيسَ هَمّاً ما عاقَ عنهُ الظّلامُ

واحتِمالُ الأذَى ورُؤيَةُ جانِيهِ غِذاءٌ تَضْوَى بهِ الأجسامُ

ذَلّ مَنْ يَغْبِطُ الذّليل بعَيشٍ رُبّ عَيشٍ أخَفُّ منْهُ الحِمامُ

كُلُّ حِلْمٍ أتَى بغَيرِ اقْتِدارٍ حُجّةٌ لاجىءٌ إلَيها اللّئَامُ

مَنْ يَهُنْ يَسْهُلِ الهَوَانُ عَلَيهِ ما لجُرْحٍ بمَيّتٍ إيلامُ

ضاقَ ذَرْعاً بأنْ أضيقَ بهِ ذَرْعاً زَماني واستَكرَمَتْنِي الكِرامُ

واقِفاً تحتَ أخمَصَيْ قَدْرِ نَفسي واقِفاً تحتَ أخْمَصَيّ الأنَامُ

أقَراراً ألَذُّ فَوْقَ شَرارٍ ومَراماً أبْغي وظُلْمي يُرامُ

دونَ أنْ يَشرَقَ الحِجازُ ونَجْدٌ والعِراقانِ بالقَنَا والشّامُ

شَرَقَ الجَوِّ بالغُبَارِ إذا سَارَ عَليُّ بنُ أحْمَدَ القَمْقامُ

الأديبُ المُهَذَّبُ الأصْيَدُ الضّرْبُ الذّكيُّ الجَعدُ السّرِيُّ الهُمامُ

والذي رَيْبُ دَهْرِهِ مِنْ أسَارَاهُ ومِنْ حاسدي يَدَيْهِ الغَمامُ

يَتَداوَى مِنْ كَثْرَةِ المَالِ بالإقْلالِ جُوداً كأنّ مَالاً سَقَامُ

حَسَنٌ في عُيُونِ أعْدائِهِ أقْبَحُ من ضيْفِهِ رأتْهُ السَّوامُ

لوْ حَمَى سَيّداً منَ المَوتِ حامٍ لَحَماهُ الإجْلالُ والإعْظامُ

وعَوارٍ لَوامِعٌ دِينُهَا الحِلُّ ولَكِنّ زِيَّها الإحْرامُ

كُتبَتْ في صَحائِفِ المَجْدِ: بِسْمٌ ثمَّ قَيسٌ وبعدَ قَيسَ السّلامُ

إنّما مُرّةُ بنُ عَوْفِ بنِ سَعْدٍ جَمَراتٌ لا تَشْتَهيها النَّعامُ

لَيلُها صُبْحُها مِنَ النّارِ والإصْبَاحُ لَيْلٌ منَ الدّخانِ تِمامُ

هِمَمٌ بَلّغَتْكُمُ رُتَبَاتٍ قَصُرَتْ عَنْ بُلُوغِها الأوْهامُ

ونُفُوسٌ إذا انْبَرَتْ لِقِتَالٍ نَفِدَتْ قَبْلَ يَنْفَدُ الإقْدامُ

وقُلُوبٌ مُوَطَّناتٌ على الرّوْعِ كأنّ اقْتِحامَهَا استِسْلامُ

قائِدو كُلّ شَطْبَةٍ وحِصانٍ قَدْ بَراها الإسْراجُ والإلجامُ

يَتَعَثّرْنَ بالرّؤوسِ كَما مَرّ بتاءاتِ نُطْقِهِ التَّمتَامُ

طالَ غشْيانُكَ الكَريهَةَ حتى قالَ فيكَ الذي أقُولُ الحُسَامُ

وكَفَتْكَ الصّفائِحُ النّاسَ حتى قد كَفَتْكَ الصّفائحَ الأقْلامُ

وكَفَتْكَ التّجارِبُ الفِكْرَ حتى قَدْ كَفاكَ التّجارِبَ الإلْهَامُ

فارِسٌ يَشتَري بِرازَكَ للفَخْرِ بقَتْلٍ مُعَجَّلٍ لا يُلامُ

نائِلٌ منكَ نَظْرَةً ساقَهُ الفَقْرُ عَلَيْهِ لفَقْرِهِ إنْعَامُ

خَيْرُ أعضائِنا الرّؤوسُ ولَكِنْ فَضَلَتْها بقَصْدِكَ الأقْدامُ

قَد لَعَمري أقْصَرْتُ عَنكَ وللوَفدِ ازْدِحامٌ وللعَطايا ازْدِحامُ

خِفْتُ إن صرْتُ في يَمينِكَ أن تأخُذَني في هِباتِكَ الأقوامُ

ومنَ الرُّشْدِ لم أزُرْكَ على القُرْبِ، على البُعدِ يُعرَفُ الإلمامُ

المتنبي عن الاخلاق الحميدة
المتنبي عن الاخلاق الحميدة

شعر محمود الرصافي

هي الاخلاقُ تنبتُ كالنبات اذا سقيت بماء المكرماتِ

تقوم إذا تعهدها المُربي على ساق الفضيلة مُثمِرات

وتسمو للمكارم باتساقٍ كما اتسقت أنابيبُ القناة

وتنعش من صميم المجد رُوحا بأزهارٍ لها متضوعات

ولم أر للخلائق من محلِّ يُهذِّبها كحِضن الأمهات

فحضْن الأمّ مدرسة تسامتْ بتربية ِ البنين أو البنات

واخلاقُ الوليدِ تقاس حسناً بأخلاق النساءِ الوالداتِ

وليس ربيبُ عالية ِ المزايا كمثل ربيب سافلة الصفات

وليس النبت ينبت في جنانٍ كمثل النبت ينبت في الفَلاة

فيا صدرَ الفتاة ِ رحبت صدراً فأنت مَقرُّ أسنى العاطفات

نراك إذا ضممتَ الطفل لوْحا يفوق جميع الواح الحياة

اذا استند الوليد عليك لاحت تصاوير الحنان مصورات

لأخلاق الصبى بك انعكاس كما انعكس الخيالُ على المِراة

وما ضَرَبانُ قلبك غير درس لتلقين الخصال الفاضلات

فأوِّل درس تهذيب السجايا يكون عليك يا صدر الفتاة

فكيف نظنُّ بالأبناء خيراً اذا نشأوا بحضن الجاهلات

وهل يُرجَى لأطفالِ كمالٌ إذا ارتضعوا ثُدِيَّ الناقصات

فما للأمهات جهلن حتى أتَيْن بكل طيَّاش الحصاة

حَنوْنَ على الرضيع بغير علم فضاع حنوّ تلك المرضعات

أأمُّ المؤْمنين إليك نشكو مصيبتنا بجهل المؤمنات

فتلك مصيبة يا أمُّ منها «نَكاد نغصُّ بالماءِ الفراتِ»

تخذنا بعدك العادات ديناً فأشقى المسلمون المسلمات

فقد سلكوا بهنَّ سبيلَ خُسرٍ وصدّوهنَّ عن سبل الحياة

بحيث لزِمْن قعرَ البيت حتى نزلنَ به بمنزلة الأدَاة

وعدّوهن اضعف من ذباب بلا جنح وأهون من شذاة

وقالوا شرعة الإسلام تقضي بتفضيل «الذين على اللواتي»

وقالوا: إنَّ معنى العلم شيء تضيق به صدور الغانيات

وقالوا الجاهلات أعفُّ نَفساً عن الفحشا من المتعلمات

لقد كذبوا على الاسلام كذباً تزول الشمُّ منهُ مُزَلزَلات

أليس العلم في الاسلام فرضاً على ابنائه وعلى البنات

وكانت أمنا في العلم بحراً تحل لسائليها المشكلات

وعلمها النبيُّ اجلَّ علمٍ فكانت من اجلّ العالمات

لذا قال ارجِعُوا أبداً إليها بثلثيْ دينكم ذي البينات

وكان العلم تلقيناً فأمْسى يحصل بانتياب المدرسات

وبالتقرير من كتب ضخام وبالقلم الممَدِّ من الدواة

شعر الإمام الشافعي

الشافعي عن الاخلاق الحميدة
الشافعي عن الاخلاق الحميدة

دَعِ الأَيَّامَ تَفْعَل مَا تَشَاءُ وطب نفساً إذا حكمَ القضاءُ

وَلا تَجْزَعْ لنازلة الليالي فما لحوادثِ الدنيا بقاءُ

وكنْ رجلاً على الأهوالِ جلداً وشيمتكَ السماحة ُ والوفاءُ

وإنْ كثرتْ عيوبكَ في البرايا وسَركَ أَنْ يَكُونَ لَها غِطَاءُ

تَسَتَّرْ بِالسَّخَاء فَكُلُّ عَيْب يغطيه كما قيلَ السَّخاءُ

ولا تر للأعادي قط ذلا فإن شماتة الأعدا بلاء

ولا ترجُ السماحة ََ من بخيلٍ فَما فِي النَّارِ لِلظْمآنِ مَاءُ

وَرِزْقُكَ لَيْسَ يُنْقِصُهُ التَأَنِّي وليسَ يزيدُ في الرزقِ العناءُ

وَلا حُزْنٌ يَدُومُ وَلا سُرورٌ ولا بؤسٌ عليكَ ولا رخاءُ

وَمَنْ نَزَلَتْ بِسَاحَتِهِ الْمَنَايَا فلا أرضٌ تقيهِ ولا سماءُ

وأرضُ الله واسعة ً ولكن إذا نزلَ القضا ضاقَ الفضاءُ

دَعِ الأَيَّامَ تَغْدِرُ كُلَّ حِينٍ فما يغني عن الموت الدواءُ

شعر حافظ إبراهيم

إِنِّي لَتُطْرِبُنِي الخِلَالُ كَرِيمَةً    طَرَبَ الغَرِيبِ بِأَوْبَةٍ وَتَلَاقِ

وَيَهُزُّنِي ذِكْرُ المُرُوءَةِ وَالنَّدَى    بَيْنَ الشَّمَائِلِ هَزَّةَ المُشْتَاقِ

مَا البَابِلِيَّةُ فِي صَفَاءِ مِزَاجِهَا    وَالشُّرْبُ بَيْنَ تَنَافُسٍ وَسِبَاقِ

وَالشَّمْسُ تَبْدُو فِي الكُؤُوسِ وَتَخْتَفِي    وَالبَدْرُ يُشْرِقُ مِنْ جَبِينِ السَّاقِي

بِأَلَذَّ مِنْ خُلُقٍ كَرِيمٍ طَاهِرٍ    قَدْ مَازَجَتْهُ سَلَامَةُ الأَذْوَاقِ

فَإِذَا رُزِقْتَ خَلِيقَةً مَحْمُودَةً    فَقَدِ اصْطَفَاكَ مُقَسِّمُ الأَرْزَاقِ

فَالنَّاسُ هَذَا حَظُّهُ مَالٌ، وَذَا    عِلْمٌ وَذَاكَ مَكَارِمُ الأَخْلَاقِ

وَالمَالُ إِنْ لَمْ تَدَّخِرْهُ مُحَصَّنًا    بِالعِلْمِ كَانَ نِهَايَةَ الإِمْلَاقِ

وَالعِلْمُ إِنْ لَمْ تَكْتَنِفْهُ شَمَائِلٌ    تُعْلِيهِ كَانَ مَطِيَّةَ الإِخْفَاقِ

لَا تَحْسَبَنَّ العِلْمَ يَنْفَعُ وَحْدَهُ    مَا لَمْ يُتَوَّجْ رَبُّهُ بِخَلَاقِ

الأُمُّ مَدْرَسَةٌ إِذَا أَعْدَدْتَهَا    أَعْدَدْتَ شَعْبًا طَيِّبَ الأَعْرَاقِ

حافظ ابراهيم عن الاخلاق
حافظ ابراهيم عن الاخلاق

شعر الإمام علي رضي الله عنه

صُنِ النَفسَ وَاِحمِلها عَلى ما يزيِنُها       تَعِش سالِما وَالقَولُ فيكَ جَميلُ

وَلا تُرِينَّ الناسَ إِلّا تَجَمُّلا      نَبا بِكَ دَهرٌ أَو جَفاكَ خَليلُ

وَإِن ضاقَ رِزقُ اليَومِ فَاِصبِر إِلى غَد      عَسى نَكَباتِ الدَهرِ عَنكَ تَزولُ

يَعِزُّ غَنِيُّ النَفسِ إِن قَلَّ مالُهُ      ويَغنى غَنِيُّ المالِ وَهوَ ذَليلُ

وَلا خَيرَ في وِدِّ اِمرِئٍ مُتَلَّون      إِذا الريحُ مالَت مالَ حَيثُ تَميلُ

جَوادٌ إِذا اِستَغنَيتَ عَن أَخذِ مالِهِ      وَعِندَ اِحتِمالِ الفَقرِ عَنكَ بَخيلُ

فَما أَكثَرَ الإِخوان حينَ تَعدّهُم       وَلَكِنَهُم في النائِباتِ قَليلُ

شعر محمود الأيوبي

والمرءُ بالأخلاقِ يسمو ذكْرهُ    وبها يُفضلُ في الورى ويوقرُ

وقد ترى كافراً في الناسِ تحسَبُهُ    جهنمياً ولكنْ طَيُّةُ الطهرُ –

وقد ترى عابداً تهتزُّ لحيتُه    وفي الضميرِ به من كفرهِ سَقرُ –

أوغلْ بدنياكَ لا تنسَ الضميرَ ففي    طياتِه السرُ عندَ اللّهِ ينحصرُ

شعر أبو الأسود الدؤلي

لا تَنهَ عَن خُلُقٍ وَتَأتيَ مِثلَهُ         عارٌ عَلَيكَ إِذا فَعَلتَ عَظيمُ

ابدأ بِنَفسِكَ وَانَها عَن غِيّها        فَإِذا انتَهَت عَنهُ فَأَنتَ حَكيمُ

فَهُناكَ يُقبَل ما وَعَظتَ وَيُقتَدى         بِالعِلمِ مِنكَ وَيَنفَعُ التَعليمُ

شعر جميل صدقي الزهاوي

قد يحوزُ الإِنسانُ علماً وفَهْماً      وهو في الوقتِ ذو نِفاقٍ مرائي

ربَّ أخلاقٍ صانَها من فسادٍ      خوفُ أصحابِها من النقادِ

وإِذا لم يكنْ هنالكَ نقدٌ      عمَّ سوءُ الأخلاقِ أهلَ البلادِ

زر الذهاب إلى الأعلى