أشعار قالها الإمام الشافعي

جميعنا بلا شك يدري من هو الإمام الشافعي Imam Al-Shafi’i رحمه الله، فالكل يعرفه كثالث الأئمة الأربعة وصاحب المذهب الفقهي الشافعي، لكن البعض لا يعلم أنه كان شاعراً أيضاً، فالإمام الشافعي له الكثير من القصائد والأبيات الشعرية المتنوعة التي قالها في حياته وتركت أثر كبير في حياة تلامذته ومعاصريه، فهناك أشعار قالها الإمام الشافعي في كافة النواحي الأخلاقية التي تحس على التحلي بالأخلاق الحسنة وتجنب الذميم منها.

أشعار قالها الإمام الشافعي

الامام الشافعي
الامام الشافعي

أشعار الإمام الشافعي تختص معظمها بالأخلاق والفضائل والإيمان بالله، وهذا بالشيء الطبيعي والمتوقع من الإمام الشافعي رحمه الله، فهو من الأئمة الأربعة أصحاب المذاهب الخاصة بالدين الإسلامي، والإمام الشافعي هو أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي المولود بغزة في العام 204 م الموافق 150 هـ، وقد قام بحفظ القرآن كاملاً في عمر السابعة، فهو عالماً فقهياً وكان قاضياً أيضاً، وبجانب هذا كان محباً للشعر وله الكثير من الأبيات الشعرية الشهيرة، ونظراً لمكانة الإمام الشافعي في العالم الإسلامي أجمع نذكر لكم مجموعة من أشهر أشعاره المتميزة في المعنى والأسلوب والقافية أيضاً.

أبيات الإمام الشافعي في السفر

ما في المقامِ لذي عقلٍ وذي أدبِ       مِنْ رَاحَة ٍ فَدعِ الأَوْطَانَ واغْتَرِبِ

سافر تجد عوضاً عمَّن تفارقهُ     وَانْصِبْ فَإنَّ لَذِيذَ الْعَيْشِ فِي النَّصَبِ

إني رأيتُ وقوفَ الماء يفسدهُ    إِنْ سَاحَ طَابَ وَإنْ لَمْ يَجْرِ لَمْ يَطِبِ

والأسدُ لولا فراقُ الأرض ما افترست     والسَّهمُ لولا فراقُ القوسِ لم يصب

والشمس لو وقفت في الفلكِ دائمة ً  لَمَلَّهَا النَّاسُ مِنْ عُجْمٍ وَمِنَ عَرَبِ

والتَّبْرَ كالتُّرْبَ مُلْقَى ً في أَمَاكِنِهِ         والعودُ في أرضه نوعً من الحطب

فإن تغرَّب هذا عزَّ مطلبهُ          وإنْ تَغَرَّبَ ذَاكَ عَزَّ كالذَّهَبِ

أبيات الإمام الشافعي في الطلب من الله

إليك إله الخلق أرفع رغبتي      وإن كنتُ- ياذا المنِّ والجود- مجرماً

ولَّما قسا قلبي، وضاقت مذاهبي         جَعَلْتُ الرَّجَا مِنِّي لِعَفْوِكَ سُلّمَا

تعاظمني ذنبي فلَّما قرنتهُ        بعفوكَ ربي كانَ عفوكَ أعظما

فَمَا زِلْتَ ذَا عَفْوٍ عَنِ الذَّنْبِ لَمْ تَزَلْ        تَجُودُ وَتَعْفُو مِنَّة ً وَتَكَرُّمَا

فلولاكَ لم يصمد لإبليسَ عابدٌ    فكيفَ وقد أغوى َ صفيَّكَ آدما

فيا ليت شعري هل أصير لجنة ٍ         أهنا وأما للسعير فأندما

فإن تعفُ عني تعفُ عن متمردٍ   ظَلُومٍ غَشُومٍ لا يزايلُ مأثما

وإن تنتقمْ مني فلستُ بآيسٍ    ولو أدخلوا نفسي بجُرْم جهنَّما

فَللَّهِ دَرُّ الْعَارِفِ النَّدْبِ إنَّهُ          تفيض لِفَرْطِ الْوَجْدِ أجفانُهُ دَمَا

يُقِيمُ إذَا مَا الليلُ مَدَّ ظَلاَمَهُ      على نفسهِ من شدَّة الخوفِ مأتما

فَصِيحاً إِذَا مَا كَانَ فِي ذِكْرِ رَبِّهِ    وَفِي مَا سِواهُ فِي الْوَرَى كَانَ أَعْجَمَا

ويذكرُ أياماً مضت من شبابهِ     وَمَا كَانَ فِيهَا بِالْجَهَالَة ِ أَجْرَمَا

فَصَارَ قَرِينَ الهَمِّ طُولَ نَهَارِهِ       أخا السُّهدِ والنَّجوى إذا الليلُ أظلما

يَقُولُ حَبيبي أَنْتَ سُؤْلِي وَبُغْيَتِي         كفى بكَ للراجينَ سؤلاً ومغنما

ألستَ الذِّي غذيتني هديتني   وَلاَ زِلْتَ مَنَّاناً عَلَيَّ وَمُنْعِمَا

عَسَى مَنْ لَهُ الإِحْسَانُ يَغْفِرُ زَلَّتي       ويسترُ أوزاري وما قد تقدما

أبيات الإمام الشافعي في الصبر

دَعِ الأَيَّامَ تَفْعَل مَا تَشَاءُ وطب نفساً إذا حكمَ القضاءُ

وَلا تَجْزَعْ لنازلة الليالي   فما لحوادثِ الدنيا بقاءُ

وكنْ رجلاً على الأهوالِ جلداً    وشيمتكَ السماحة ُ والوفاءُ

وإنْ كثرتْ عيوبكَ في البرايا       وسَركَ أَنْ يَكُونَ لَها غِطَاءُ

تَسَتَّرْ بِالسَّخَاء فَكُلُّ عَيْب         يغطيه كما قيلَ السَّخاءُ

ولا تر للأعادي قط ذلا    فإن شماتة الأعدا بلاء

ولا ترجُ السماحة ََ من بخيلٍ  فَما فِي النَّارِ لِلظْمآنِ مَاءُ

وَرِزْقُكَ لَيْسَ يُنْقِصُهُ التَأَنِّي        وليسَ يزيدُ في الرزقِ العناءُ

وَلا حُزْنٌ يَدُومُ وَلا سُرورٌ  ولا بؤسٌ عليكَ ولا رخاءُ

وَمَنْ نَزَلَتْ بِسَاحَتِهِ الْمَنَايَا        فلا أرضٌ تقيهِ ولا سماءُ

وأرضُ الله واسعة ً ولكن         إذا نزلَ القضا ضاقَ الفضاءُ

دَعِ الأَيَّامَ تَغْدِرُ كُلَّ حِينٍ  فما يغني عن الموت الدواءُ

أبيات الإمام الشافعي في الصداقة

اشعار الامام الشافعي
اشعار الامام الشافعي

إِذا المَرءُ لا يَرعاكَ إِلّا تَكَلُّفاً

فَدَعهُ وَلا تُكثِر عَلَيهِ التَأَسُّفا

فَفي الناسِ أَبدالٌ وَفي التَركِ راحَةٌ

وَفي القَلبِ صَبرٌ لِلحَبيبِ وَلَو جَفا

فَما كُلُّ مَن تَهواهُ يَهواكَ قَلبُهُ

وَلا كُلُّ مَن صافَيتَهُ لَكَ قَد صَفا

إِذا لَم يَكُن صَفوُ الوِدادِ طَبيعَةً

فَلا خَيرَ في وِدٍّ يَجيءُ تَكَلُّفا

وَلا خَيرَ في خِلٍّ يَخونُ خَليلَهُ

وَيَلقاهُ مِن بَعدِ المَوَدَّةِ بِالجَفا

وَيُنكِرُ عَيشاً قَد تَقادَمَ عَهدُهُ

وَيُظهِرُ سِرّاً كانَ بِالأَمسِ قَد خَفا

سَلامٌ عَلى الدُنيا إِذا لَم يَكُن بِها

صَديقٌ صَدوقٌ صادِقُ الوَعدِ مُنصِفا

الامام الشافعي في الصداقة
الامام الشافعي في الصداقة

أبيات الإمام الشافعي في الرضا بالقضاء

دَعِ الأَيَّامَ تَفْعَل مَا تَشَاءُ وطب نفساً إذا حكمَ القضاءُ

وَلا تَجْزَعْ لنازلة الليالي   فما لحوادثِ الدنيا بقاءُ

وكنْ رجلاً على الأهوالِ جلداً    وشيمتكَ السماحة ُ والوفاءُ

وإنْ كثرتْ عيوبكَ في البرايا       وسَركَ أَنْ يَكُونَ لَها غِطَاءُ

تَسَتَّرْ بِالسَّخَاء فَكُلُّ عَيْب         يغطيه كما قيلَ السَّخاءُ

ولا تر للأعادي قط ذلا    فإن شماتة الأعدا بلاء

ولا ترجُ السماحة ََ من بخيلٍ  فَما فِي النَّارِ لِلظْمآنِ مَاءُ

وَرِزْقُكَ لَيْسَ يُنْقِصُهُ التَأَنِّي        وليسَ يزيدُ في الرزقِ العناءُ

وَلا حُزْنٌ يَدُومُ وَلا سُرورٌ  ولا بؤسٌ عليكَ ولا رخاءُ

وَمَنْ نَزَلَتْ بِسَاحَتِهِ الْمَنَايَا        فلا أرضٌ تقيهِ ولا سماءُ

وأرضُ الله واسعة ً ولكن         إذا نزلَ القضا ضاقَ الفضاءُ

دَعِ الأَيَّامَ تَغْدِرُ كُلَّ حِينٍ  فما يغني عن الموت الدواءُ

أبيات الإمام الشافعي في الإعتزاز بالنفس

صنِ النفسَ واحملها على مايزينها        تَعِشْ سَالِماً والقولُ فيكَ جَمِيلُ

ولا تُوِلينَّ النَّاسَ إلاَّ تَجمُّلاً         نبا بكَ دهرٌ أو جفاكَ خليلُ

وإن ضاقَ رزقُ اليوم فاصبر إلى غدٍ        عَسى نَكَبَاتُ الدَّهْرِ عَنْكَ تَزولُ

ولا خيرَ في ودِّ امرئٍ متلونٍ      إذَا الرِّيحُ مالَتْ، مَالَ حيْثُ تَميلُ

ومَا أكثرَ الإِخْوانَ حِينَ تَعُدّهُمْ     وَلَكِنَّهُمْ في النَائِبَاتِ قلِيلُ

أبيات الإمام الشافعي في الواعظ الغير كفء

يا واعظَ الناس عمَّا أنتَ فاعلهُ   يَا مَنْ يُعَدُّ عَلَيْهِ العُمْرُ بِالنَّفَسِ

احفظ لشبيكَ من عيبٍ يدنسهُ  إنَّ البياض قليلُ الحملِ للدنسِ

كحاملٍ لثياب النَّاسِ يغسلها      وثوبهُ غارقٌ في الرَّجسِ والنَّجسِ

تَبْغي النَّجَاة َ وَلَمْ تَسْلُكْ طَرِيقَتَهَا        إنَّ السَّفِينَة َ لاَ تَجْرِي عَلَى اليَبَسِ

ركوبكَ النَّعشَ ينسيك الرُّكوب على       مَا كُنْتَ تَرْكَبُ مِنْ بَغْلٍ وَمِنْ فَرَسِ

يومَ القيامة ِ لا مالٌ ولا ولدٌ     وضمَّة ُ القبرِ تنسي ليلة العُرسِ

أبيات الإمام الشافعي في رفعة الأخلاق والحلم

إذَا سَبَّنِي نَذْلٌ تَزَايَدْتُ رِفْعة ً   وما العيبُ إلا أن أكونَ مساببهْ

وَلَوْ لَمْ تَكْنْ نَفْسِي عَلَيَّ عَزِيزَة ً         لمكَّنتها من كلِّ نذلٍ تحاربهُ

ولو أنَّني أسعى لنفعي وجدتني         كثيرَ التَّواني للذي أنا طالبه

وَلكِنَّني أَسْعَى لأَنْفَعَ صَاحِبي    وعارٌ على الشبَّعانِ إن جاعَ صاحبه

أبيات الإمام الشافعي في الظالم والبخيل

بَلَوْتُ بَني الدُّنيا فَلَمْ أَرَ فِيهمُ     سوى من غدا والبخلُ ملءُ إهابه

فَجَرَّدْتُ مِنْ غِمْدِ القَنَاعَة ِ صَارِماً         قطعتُ رجائي منهم بذبابه

فلا ذا يراني واقفاً في طريقهِ    وَلاَ ذَا يَرَانِي قَاعِداً عِنْدَ بَابِهِ

غنيِّ بلا مالٍ عن النَّاس كلهم   وليس الغنى إلا عن الشيء لابه

إِذَا مَا ظَالِمٌ اسْتَحْسَنَ الظُّلْمَ مَذْهباً      وَلَجَّ عُتُوّاً فِي قبيحِ اكْتِسابِهِ

فَكِلْهُ إلى صَرْفِ اللّيَالِي فَإنَّها     ستبدي له مالم يكن في حسابهِ

فَكَمْ قَدْ رَأَيْنَا ظَالِماً مُتَمَرِّداً        يَرَى النَّجْمَ تِيهاً تحْتَ ظِلِّ رِكابِهِ

فَعَمَّا قليلٍ وَهْوَ في غَفَلاتِهِ       أَنَاخَتْ صُروفُ الحادِثَاتِ بِبابِهِ

فَأَصْبَحَ لا مَالٌ وَلاَ جاهٌ يُرْتَجَى     وَلا حَسَناتٌ تَلْتَقي فِي كتَابِهِ

وجوزي بالأمرِ الذي كان فاعلاً    وصبَّ عليهِ الله سوطَ عذابه

زر الذهاب إلى الأعلى