يحب الكثير من الأشخاص ملاعبة الكلاب وملامستها خاصة إذا كانت هذه الكلاب من الأنواع اللطيفة الجميلة الشكل والمنظر، لكن قد لا يعرف الكثير من المسلمين ضوابط لمس الكلب، وحكم الشرع في لمس جسد الكلب وشعره، فملامسة الكلاب تختلف عن ملامسة باقي الحيوانات الأليفة مثل القطط أو الطيور لورود نصوص محددة في حالة الكلب.

هل يجوز ملاعبة الكلاب وملامسته

  • معاملة الكلاب يجب أن تختلف عن معاملة القطط أو باقي الحيوانات الأليفة الأخرى.
  • المسلم يجب عليه أن يكون طاهر وخالي من النجاسة في جميع أوقاته وحالاته.
  • فالمسلم يتجه إلى ربه سبحانه وتعالى في اليوم خمس مرات في الصلاة.
  • ومن شروط صحة الصلاة أن يكون بدن المصلي ولبسه خالية من النجاسة.
  • وملاعبة الكلاب وملامستها قد تستتبع بالضرورة لمس الكلب بلعابه لملابس الشخص، أو بدنه.
  • وعندها فإن هذه الملابس تكون نجسة ولا يجوز الصلاة فيها على قول جماهير أهل العلم.
  • ومن ثم فإن ملاعبة الكلاب وملامستها التي تؤدي إلى لمس اللعاب للشخص يجب أن يكون المسلم حذر فيها حتى لا يتنجس .
  • أما إطعام الكلب ، ووضع الشراب له فهو أمر آخر ، ويثاب فاعله.
  • ومن المهم هنا أن نبين أن نجاسة الكلب عند جمهور العلماء تخص لعابه فقط.
  • وبالتالي فإن جسد الكلب وشعره غير نجس، ولا تحتاج الملابس أو البدن للغسل عند لمسه إياها.

حكم اقتناء الكلب

  • اقتناء الكلب وتربيته في البيت لا تجوز إلا لضرورة وحالات معينة حددها الشرع.
  • فقد وردت الأحاديث النبوية الصحيحة أن اقتناء الكلب في البيت ينقص من صاحبه كل يوم قيراط من الأجر.
  • ولا يجوز تربية الكلاب إلا للصيد أو حراسة الماشية أو حراسة الزرع.
  • عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( مَنْ اقْتَنَى كَلْبًا إِلا كَلْبَ مَاشِيَةٍ أَوْ كَلْبَ صَيْدٍ نَقَصَ مِنْ عَمَلِهِ كُلَّ يَوْمٍ قِيرَاطٌ . قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : أَوْ كَلْبَ حَرْثٍ.
  • وأباح الكثير من العلماء تربية الكلاب واقتنائها لحراسة البيت أيضًا.
  • والحالات السابقة هي الحالات التي يجوز فيها تربية الكلب في البيت، وغير ذلك يكون المسلم مخالف للنصوص، ومستحق للإثم.

حكم بيعها وشرائها

  • كما أن من الأحكام التي تُلحق بموضوع اقتناء الكلاب وتربيتها في البيوت التعرف على حكم بيع الكلب وقبض ثمنه.
  • ثمن الكلب محرم بنص الحديث الشريف، وبالتالي فإن بيع الكلاب وشرائها لا يجوز ويأثم صاحبه.
  • عن أبي جحيفة رضي الله عنه قال: نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنْ ثَمَنِ الْكَلْبِ، وروى أبو داود من حديث ابن عباس قال: “نَهَى رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم عَنْ ثَمَنِ الْكَلْبِ، وَإِنْ جَاءَ يَطْلُبُ ثَمَنَ الْكَلْبِ، فَامْلَأْ كَفَّهُ تُرَابًا”.

 

القول بعدم نجاسة الكلب هل يختلف عن الحكم في اقتنائها

  • بيّنا آنفًا أن القول بنجاسة الكلب هو قول جمهور الفقهاء وأهل العلم.
  • اختلف معهم في ذلك المالكية، والذين يرون أن الكلب ليس بنجس، لعابه أو جسده.
  • والقول بطهارة جسد وشعر الكلب هو القول الراجح لأهل العلم، لكن نجاسة لعابه هو الأمر الذي فيه الخلاف بين المالكية وباقي العلماء.
  • لكن على الرغم من ذلك الخلاف ، إلا أنه لا خلاف بين العلماء في حرمة اقتناء الكلب حرمة تربيته.
  • فالمالكية وإن قالوا أن لعاب الكلب طاهر، إلا أنهم يرون كذلك أن تربية الكلب في البيت لا تجوز إلى لضرورة.

كيفية التطهير من لعابه

  • إذا لمس الكلب بلعابه ثياب المسلم ، أو بدنه فالواجب غسل المنطقة التي أصابها لعاب الكلب.
  • يقوم بغسل الجزء الذي لمسه لعاب الكلب من الثوب، ولا يلزم غسل الثوب كله.
  • كما يقوم بغسل الجزء الذي أصابه من بدنه ولا يلزمه غسل بدنه بأكمله.
  • أما إذا ولغ الكلب ولمس إناء الطعام ومعدات الطبخ، فإن الواجب أن يتم غسل هذه الأواني سبع مرات إحداها أو أولاها بالتراب على اختلاف في النصوص الواردة بذلك.
  • وهذا الحكم بغسل الأواني سبع مرات يقول به أيضًا المالكية.
  • يرى المالكية أن غسل الأواني التي ولغ فيها الكلب ليس لأن لعابه نجس، بل لعلة لا نعرفها.

تعرفنا على حكم ملاعبة الكلاب وملامستها، والضوابط التي ينبغي للمسلم أن يراعيها في تربية الكلاب والتعامل معها، كما أوضحنا الحالات التي يُباح فيها تربية الكلب في المنزل، وكيفية التطهير من لعابه إذا أصاب الثياب أو الأواني .

شاركها.