حورية البحر هل هي حقيقة أم أسطورة

إذا كنت تتساءل حول حورية البحر هل هي حقيقة أم أسطورة mermaid، فهي بالطبع أسطورة ، لكنها واحدة من أجمل الأساطير على الإطلاق، حيث يتمنى الجميع لاسيما الأطفال لو كانت حورية البحر حقيقية، نظرا لوجود العديد من الأفلام والمسلسلات التي تتحدث عن حورية البحر وتصورها في أجمل الصور، لكن من أين ظهرت هذه الأسطورة، ما هو منبعها وكيف بدأت، وهل حقا حورية البحر طيبة ورقيقة مثلما يتم تصويرها في أفلام الكارتون للأطفال .

حورية البحر هل هي حقيقة أم أسطورة

حورية البحر مخلوق يجمع بين صفات البشر والسمك، تعيش تحت الماء في كلا من البحار والبحيرات، نصفها العلوي بشري، ونصفها السفلي سمكي، وعلى عكس الاعتقاد الشائع فحورية البحر ليست أنثى فقط، ولكن يوجد منها الذكر والأنثى، تتسم حوريات البحر بالجمال الساحر، وقد تم ذكر أسطورة حورية البحر لأول مرة في الحضارة الإغريقية، حيث كانت كائن يساعد الآلهة، وتم اعتبارها تجسيد لأرواح جمادات معينة مثل الشجرة المعمرة أو المباني وغيرها، ولم تكن خالدة بل كان يمكن إنهاء وجودها من خلال التخلص من الكائن الذي تمثله، فإذا كانت شجرة تقطع، وإذا كان مبنى يهدم وهكذا .

ذكرت الأساطير اليونانية حورية البحر أيضا، ووصفوا بعضها بأنه كان مجنحا، وذكرت أيضا حورية البحر عند العرب، وانتشرت في حكايات ألف ليلة وليلة كذلك، وفي أسطورة ظهور حورية البحر لأول مرة نجد أسطورة الآلهة أتاجاريس الآشورية، التي أحبت إنسان لكنها قامت بقتله عن طريق الخطأ، فلم تسامح نفسها، وقررت عقاب نفسها من خلال أن تحويل نفسها إلى سمكة، لكن التحول لم يتم بصورة كاملة، وبقى نصفها العلوي بشري، بينما تحول النصف السفلي فقط إلى ذيل سمكة، الفراعنة أيضا آمنوا بوجود حورية البحر، وهذا واضح في الرسومات الفرعونية والمنحوتات التي ترجع لثلاثة آلاف عام .

نجد أيضا الحكايات الشعبية الأوروبية القديمة تحكي عن حورية بحر شريرة، تقوم باستدراج البحارة وتختطفهم وتغريهم بجمالها، ثم تظهر على حقيقتها البشعة وتقتلهم، أما في الحكايات الشعبية الفرنسية فتحكي عن صياد كان يعيش في بداية القرن العشرين، وقد اصطاد حورية بحر جميلة فأعجب بها وتزوجها وأنجب منها 7 أبناء، لكن بسبب غيرته الشديدة عليها وخوفه من أن يأخذها صياد آخر غيره ويراها، قام بقتلها وإخفاء جثتها ولم يتم العثور عليها .

أساطير يونانية وعربية شهيرة

أسطورة الهيدرا

الهيدرا أسطورة يونانية، وهو حيوان أسطوري يشبه الثعبان، وله العديد من الرؤوس، تقول الأسطورة أنك إذا قمت بقطع رأس من رؤوس الهيدرا فستنمو اثنان مكانها، وكانت هناك العديد من اللوحات والمزهريات التي يرجع تاريخها إلى القرن السابع قبل الميلادي والتي تحتوي على صور للهيدرا، وقد كانت الهيدرا تعيش في بحيرة ليرنا في أرغوليس، وكانت الهيدرا تبصق حمض قاتل، لذا طلب هرقليز من ابن أخيه Iolaus المساعدة في قتل الهيدرا، وكان هرقليز يقطع رأس من رؤوس الهيدرا ويكوي ابن أخيه مكان قطعها على الفور حتى لا ينمو مكانها رأس جديد .

تمكن هيرقليز وابن أخيه من طع رؤوس الهيدرا، وقاموا بدفنها تحت صخرة كبيرة، وجمع هيرقليز دم الهيدرا السام، وغمس فيه أسهمه لكي يقتل الوحوش الأخرى، وصنف وحش الهيدرا على أنه وحش المياه، لأنه كان يعيش في بحيرة ليرنا، التي اشتهرت أسطوريا بأنها كانت مدخل للعالم السفلي، ولم تذكر الهيدرا في الأساطير اليونانية فقط، بل في الأساطير الرومانية أيضا، وكذلك في ديانات الشرق الأدنى القديمة، لاسيما في الأساطير السومرية والبابلية والآشورية .

أسطورة الغول

الغول مخلوق أسطوري أصله عربي، هو احد المستحيلات الثلاثة في شبه الجزيرة العربية إلى جانب العنقاء والصديق الوفي، وكان العرب يخشون الغول كثيرا ولا يسافرون بسببه، لكن عندما جاء الإسلام نزع تلك الفكرة، وكان شائع أقاويل أن الغول نوع من الجن، وهو كائن كبير الحجم بشع المنظر جدا، ذكر في العديد من الحكايات الشعبية العربية الفلكلورية، يرمز الغول إلى الخداع والتحايل، كون الغول يستطيع أن يغير شكله وهيأته ويخفي حقيقته، وتقول الأسطورة أن الغول كان يظهر إلى المسافرين والضائعين ليلا في الظلام، وكان الغول يتهيئ في صورة جميلة لهم، كصورة امرأة فاتنة الجمال، حتى يغريهم ويوقعهم، وما يلبث أن يخطفهم ويأكلهم .

تقول أسطور الغول أنه كائن نصف بشري ونصفه الآخر حيواني، يغطي جسمه شعر غزير، وأقدامه تشبه أقدام الحمير، عيونه حمراء مشتعلة ولعل هذا ما جعلهم يقولون أنه من الجن، وله قرون كقرون الماعز، ضخم الحجم أسود اللون، ذو شعر كثيف، وأسنان حادة، وتقول أساطير أخرى أنه كان يمتلك ذيلا كذيل الماعز، وأنه عندما ينام تخرج أصوات صراح كثيرة من بطنه، سواء أصوات بشر أو حيوانات قام بالتهامها، ويقال أن الغول كان يسحب ضحيته تحت الماء ويأكلها، وهناك أساطير أخرى تقول أنه كان يخرج في الصحراء في الليل ويختفي بمجرد أن يطلع النهار، وفي قتله تقول الأسطورة أنه يقتل من خلال ضربه مرة واحدة فقط، إذا كررت الضربة مرتين ضاعفت قوته وبالتالي سينتقم منك، وكانت هذه طريقته في العودة، حيث كان يستعطف من ضربه ليضربه ضربة أخرى لكي يرتاح من عذابه، فإذا فعلها عاد بقوة مضاعفة وقضى عليه .

أسطورة السنتور

تقول الأسطورة الأغريقية أن السنتور هو ابن كلا من : إكسيون ابن آريس إله الحرب ونيفيل وهي امرأة على شكل سحابة، والسنتور كان يتميز بشكله العلوي البشري ونصفه السفلي الذي كان يشبه الحصان، وفي أساطير معينة يقال أنه كان يمتلك قرونا وأجنحة، وكان السنتور يعيش في ثيساليا، وكان يتغذى على اللحم والخمر، ويرمز السنتور إلى العنف والظلام والفوضى، ويشتهر السنتور في الأساطير اليونانية بالجموح والوحشية، وقد تحدثت عنه أيضا الأساطير الرومانية، وذكر في أدب العصور الوسطى .

نجد أن المنحوتات اليونانية تجسد تماثيل كثيرة للسنتور، وتعني كلمة سنتور ” قاتل الثيران ” حيث كان هذا تقليد شائع في ثيساليا، حيث كان يتم صيد الثيران على ظهور الخيل، والسنتور ليس ذكرا فقط، ولكن منه الأنثى أيضا، على الرغم من عدم ذكر السنتور الأنثى في الأدب والفن الإغريقي المبكر، لكن تم ذكرهم بعد ذلك في العصور القديمة المتأخرة .

أسطورة الماينوتور

ماينوتور هو وحش دموي مخيف للغاية، يمتلك جسد إنسان ورأس ثور، وهناك أساطير أخرى تقول أن الثور هو الجزء السفلي وليس العكس، ظهر هذا الوحش في حضارة الماينو، وهو يرمز إلى الدموية والعنف، كونه كان يقتل كل من يقوم بالاقتراب منه، وماينوتور تعني ثور ماينوس، وماينوس اسم ملك في الحضارة الإغريقية، الذي اعتلى العرش وكان يريد فرض سلطته على البلاد، فصلى إلى بوسايدون إله الأعماق والبحار لدى الإغريق، ونذر أنه سيضحي له بثور أبيض عند تحقق ما تمناه، وبالفعل تحقق له ما تمناه، وعندما جاء ليقتل الثور الأبيض الجميل أعجبه جماله فتراجع عن قتله واحتفظ به .

وعوقب ماينوس على هذا، حيث قامت أفروديت آلهة الجمال بجعل زوجته باسيفائي تقع في حب الثور الأبيض، حتى أنها طلبت من من المهندس البارع ديدالوس أن يصنع لها نموذجا لبقرة من الخشب مجوفة من الداخل لكي تستطيع مضاجعة الثور الأبيض، وبالفعل ضاجته ونتج من هذا ولادة الماينوتور، حيث قامت باسيفائي برعايته أثناء الطفولة، لكن مع نمو ماينوتور أصبح مفترس جدا حتى أنه أكل البشر، وعندما طلب الملك ماينوس المشورة من المعبد، نصحوه ببناء متاهة لماينوتور لكي يتم احتجازه فيه ولا يستطيع الخروج، فبنى الملك متاهة عملاقة بالقرب من قصره .