الخوف من الموت

الموت هو الحقيقة الكبري في هذا الكون ، و كل انسان لابد و أنه يصير الى الموت ، و الخروج من هذه الدنيا .و الخوف من الموت و الاستعداد له من الأمور التي دعى لها الشرع ، و أمرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم بكثرة ذكر هادم اللذات ، و أن نتفكر فيما ينتظر المسلم بعد موته ووضعه في قبره .

لكن هناك خوف من الموت هو في الحقيقة خوف مرضي ، و وسواس قهري ، و هذا الخوف المرضي يسبب توقف الحياة للمريض به ، و يجعله خائف دائماً من الخروج و الحركة خوفاً من أي عارض قد يسبب له الموت ، و يتوقف تفكيره عند اللحظة التي ينزل فيها الموت و لا يستطيع أن يغير غلبة الموت على تفكيره ، و هذا الخوف من الموت يحتاج الى علاج نفسي و تقويم حتى يعتدل خوف الانسان من الموت و يعود انسان طبيعي، يخاف الموت و يستعد له ، و ليس مصاباً بالوساوس و الخوف على القهري على حياته .

علامات الخوف المرضي من الموت

  • الشعور الدائم ان الموت يحاصره ، و أنه سيموت في أي لحظة ، و أنه مع كا التفاته و حركة يتوقع الموت ، مما يسبب توقف الحياة بالنسبة له .
  • الشعور بالتوتر و القلق بشكل دائم ، و الشعور بعدم القدرة في التفكير الا في الموت و القلق منه .
  • الشعور بالغثيان و الدوخة بصفة متكررة .
  • ضربات القلب الغير منتظمة ، و التي ليس لها سبب عضوي و اضح .
  • زيادة التعرق ، و الشعور الدائم بالاجهاد .
  • الشعور بالآلام في المعدة ، و التقلصات المستمرة في الجهاز الهضمي .
  • يصاحب الشعور بالخوف المرضي من الموت الوحدة و الاكتئاب و تجنب الأصدقاء و الميل الى العزلة و عدم اقامة علاقات جديدة .
الخوف من الموت .
الخوف من الموت .

الأشخاص المعرضين للإصابة بالخوف من الموت

الشباب في منتصف العمر

على الرغم مما يبدو انه من غير المنطقي أن يصاب الشباب و الذين في مقتبل العمر و يتمتعون بالصحة و العافية بالخوف من الموت و ذلك لانتفاء اسبابه ، فان الملاحظ أن الخوف من الموت يزيد في فترة العشرينات للرجال و النساء ، و يقل مع التقدم في العمر و الدخول في مرحلة الثلاثينيات و الأربعينيات .

الإنسان في آواخر العمر

حيث يزداد خوف الآباء و الامهات مع التقدم في العمر من الموت ، و يزداد هذا الخوف الذي يصل الى مرحلة الوسواس كلما كانت الحالة الصحية للانسان غير جيدة .

من يتصفون بالكبر

من الملاحظ ان الانسان المصاب بداء التكبر و العلو على الناس يكون أكثر خوفاً من الانسان المتواضع ، و يزداد خوفه من الموت حتى يتحول الى خوف قهري ووسواس .

المرضى

كلما كان الإنسان مريضاً و مصاب بالعديد من الامراض كلما زاد لديه الخوف من الموت .

علاج الخوف من الموت

يعتمد علاج الفوبيا من الموت او الخوف القهري من الموت على ازالة حالة القلق و التوتر النفسي التي يعيشها المريض ، و من الخطوات التي تساعد في علاج الخوف من الموت :

الخوف من الموت .
الخوف من الموت .
  • يحاول المريض ان يعيش حياة أكثر انفتاحاً و اختلاطاً بالناس ، و يحاول التركيز على النواحي الايجابية في حياته ، و ان يعمل على تحقيق هدف يرجوه ، مما يساعده في رفع الروح المعنوية و تقليل التوتر و القلق و الشعور بجودة الحياة .
  • التفكر في الموت على الطريقة الاسلامية ، و ان الموت لابد منه لكل حي ، و أنه بعد الموت يقابل رباً رحيماً غفوراً حليماً ، يغفر عن المسلم و يصفح عنه ، و أن يعمل لما بعد الموت من الامور الصالحة .
  • الاقبال على الطاعة ، و الاكثار من القربات الى الله ، فهي من اكثر الامور التي تساعد في التخلص من الخوف من الموت ، و الاكثار من التفكر في الجنة و نعيمها ، و ما اعده الله لعباده الطائعين له في الدنيا ، مما يولد لديه الشوق للقاء الله و دخول الجنة ، فيقل خوفه من الموت .
  • الحرص على الأكثار من القراءة في الكتب التي تتحدث عن علاج هذا الموضوع ، و ان يحاول تثقيف نفسه بصورة ذاتيه ، و ان يبحث عن المقالات و الدراسات في موضوع الخوف من الموت .
  • أن يحاول المريض ممارسة الهوايات المفضلة ، و الانشطة الجيدة التي تعود عليه بالنفع في حياته ، مثل ممارسة الرياضة ، فالرياضة تعتبر من أكثر الأمور التي تساعد في تحسين المزاج و رفع الروح المعنوية للإنسان ،و تشعر الإنسان أنه يقوم بشئ مفيد .
  • الاختلاط بالأهل و الأصدقاء ، و العمل على المشاركة في المناسبات الاجتماعية ، و محاولة التعرف على أناس جدد ، و التقرب الى الأقارب و الأهل ، و اشراك الأصدقاء في الاهتمامات و الانشغالات .

في حالة عدم نجاح الأساليب السابقة في تخليص الإنسان من الخوف من الموت ، فإنه يمكنه اللجوء الي الاستشارات الطبية ، فيقوم بزيارة الطبيب النفسي ، و الذي يقوم بمساعدة المريض من خلال أربعة طرق :

العلاج بالكلام : حيث يستمع الطبيب الى المريض و الى ما يشغله و يسبب له القلق ، و من ثم يقوم الطبيب بتوجيه النصح و الارشاد له ، و كيفة التعامل الصحيحة مع مشكلته .

العلاج السلوكي : في هذه المرحلة يحاول الطبيب تغيير نمط التفكير عند المريض ، و يحاول ان يعدل من أسلوب نظرته و تحليله للامور من حوله .

الاسترخاء و التأمل : في هذه المرحلة يساعد الطبيب المريض في محاولة السيطرة على مخاوفه من خلال الاسترخاء و الراحة التامة ، و تقليل الأصوات المحيطة و التمتع ببعض الخصوصية و التفكير .

الأدوية : يقوم الطبيب باعطاء المريض بعض الادوية التي تساعد في تخليصه من حالة القلق و التوتر ، و تساعده على هدوء الاعصاب ، و هذه الادوية في الغالب لا تكون ادوية طويلة الأمد ، انما أدوية مؤقتة و لفترة قصيرة لمواجهة الخوف من الموت ، و القلق القهري .

الخوف من الموت .
الخوف من الموت .

الخوف من الموت اذا لم يتحول الى خوف مرضي فهو خوف محمود ، يباعد بين المسلم و بين المعاصي و الذنوب ، لكن الوسواس القهري من الموت و الخوف القلقي منه هو الذي يحتاج الى ترشيده و تحويله الى خوف معتدل حتى تستقيم حياة الإنسان على الشكل الصحيح .

زر الذهاب إلى الأعلى