دعاء البحث عن عمل
العمل هو قوام الحياة الدنيا، فالعمل سبب لتحصيل المال ، و انفاقه في و جوه الخير ، و اخراج الصدقات ، و الزكوات ، و اعانة المساكين ، و كفالة اليتامى و الأرامل ، و الإنفاق على الاهل و الولد ، و العمل سبب لأن يعف المسلم نفسه عن سؤال الناس ، أعطوه أم منعوه ، و العمل يحفظ على المسلم كرامته و دينه حتى لا يبيع دينه لمن يعطيه مالاً اذا كان المسلم محتاجاً .
والدعاء من أبرك و أنجع الوسائل للحصول على عمل ، و الدعاء من اكبر أسباب تيسير الرزق و قضاء الحاجات ، و فك الهموم و الكربات .
دعاء البحث عن العمل
- اللهم اكفني بحلالك عن حرامك و أغنني بفضلك عمن سواك .
- اللهم ارزقني العمل الصالح الطيب الذي يقربني من رحمتك ، و يغنيني عن سؤال غيرك .
- اللهم يا ذا الجلال و الإكرام ، يا حنان يا منان ، يا بديع السماوات و الأرض ياذا المن و الإفضال ، اللهم ارزقني ووسع لي في رزقي و بارك لي في مالي ، و احفظني من الزلل و الخطأ ، انك سبحانك على كل شئ قدير ، و بكل جميل كفيل .
- اللهم ان كان رزقي في السماء فأنزله ، و ان كان رزقي في الأرض فأخرجه ، و إن كان رزقي بعيداً فقربه ، و إن كان رزقي صعباً فسهله ، و إن كان رزقي عسيراً فيسره ، و إن كان رزقي قليلاً فكثره .
- اللهم اكفني ، و أغنني ، و أعطني ، و لا تحرمني ، و لا الى أحد من خلقك تحوجني .
- اللهم رب السماوات السبع ورب العرش العظيم ، ربنا و رب كل شئ ، فالق الحب و النوي أن ترزق عبادك من حيث لا يحتسبون ، اللهم اجعلني من عبادك الذين ترزقهم بغير حساب .
- اللهم يا معطي السائلين ، و يا مجيب الداعين ، و يا سامع المناجين ، ارزقني عملاً صالحاً طيباً ، و صب علي المال صباً و لا تجعل عيشي في الدنيا كداً .
- لا إله إلا انت سبحانك إني كنت من الظالمين ، اللهم فرج كربي ، و ارزقني عملاً مباركاً ، طيباً و بارك لي فيما ترزقني ، و يسر أموري كلها في الدنيا و الآخرة .
دعاء العمل
- اللهم اقسم لي من الدنيا عملاً طيباً مباركاً ، أعف به نفسي و اهلي .
- اللهم بارك لي فيما ترزقني اياه ، و بارك لي في مالي ، و حبب الناس في ، و حببني الى الناس.
- اللهم لك الحمد على كل قضائك و جميع قدرك ، حمداً رضاً بحكمك لليقين بحكمتك .
- اللهم رضني بقضائك و ارزقني عملاً طيباً ، و لا تجعلني يارب من المحرومين .
- اللهم رضني بقضائك حتى لا أريد تعجيل شيئاً أخرته ، و لا تأخير شيئاً عجلته ، انك سبحانك مولانا و نعم النصير .
- اللهم اكتب لي الرزق الحلال الطيب ، و العمل الهنئ المناسب ، و الرزق الوافر الدار .
حال السلف مع العمل
كان الصحابة رضوان الله عليهم يعملون و يحترفون الأعمال في الدنيا ، فمنهم من كان يعمل في الزراعة ، و منهم من كان يعمل في التجارة ، و منهم من كان يعمل في الحدادة أو النجارة أو غيرها من الأعمال .
وقد روى البخاري عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ العَوَّامِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( لَأَنْ يَأْخُذَ أَحَدُكُمْ حَبْلَهُ ، فَيَأْتِيَ بِحُزْمَةِ الحَطَبِ عَلَى ظَهْرِهِ ، فَيَبِيعَهَا ، فَيَكُفَّ اللَّهُ بِهَا وَجْهَهُ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ النَّاسَ أَعْطَوْهُ أَوْ مَنَعُوه ) .
و كان الكثير من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم يعمل بالنهار و يكدح ، و بالليل يتدارس القرآن ، و يتصدق ، و ينفق جهده في سبيل الله .
روى البخاري ومسلم ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : جَاءَ نَاسٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالُوا : أَنِ ابْعَثْ مَعَنَا رِجَالًا يُعَلِّمُونَا الْقُرْآنَ وَالسُّنَّةَ ، فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ سَبْعِينَ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ، يُقَالُ لَهُمْ: الْقُرَّاءُ ، فِيهِمْ خَالِي حَرَامٌ ، يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ، وَيَتَدَارَسُونَ بِاللَّيْلِ يَتَعَلَّمُونَ ، وَكَانُوا بِالنَّهَارِ يَجِيئُونَ بِالْمَاءِ فَيَضَعُونَهُ فِي الْمَسْجِدِ ، وَيَحْتَطِبُونَ فَيَبِيعُونَهُ ، وَيَشْتَرُونَ بِهِ الطَّعَامَ لِأَهْلِ الصُّفَّةِ وَلِلْفُقَرَاءِ ، فَبَعَثَهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِمْ ، فَعَرَضُوا لَهُمْ ، فَقَتَلُوهُمْ قَبْلَ أَنْ يَبْلُغُوا الْمَكَانَ ، فَقَالُوا : اللهُمَّ ، بَلِّغْ عَنَّا نَبِيَّنَا أَنَّا قَدْ لَقِينَاكَ فَرَضِينَا عَنْكَ ، وَرَضِيتَ عَنَّا ، قَالَ : وَأَتَى رَجُلٌ حَرَامًا ، خَالَ أَنَسٍ مِنْ خَلْفِهِ ، فَطَعَنَهُ بِرُمْحٍ حَتَّى أَنْفَذَهُ ، فَقَالَ حَرَامٌ : فُزْتُ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَصْحَابِهِ : ( إِنَّ إِخْوَانَكُمْ قَدْ قُتِلُوا، وَإِنَّهُمْ قَالُوا: اللهُمَّ بَلِّغْ عَنَّا نَبِيَّنَا أَنَّا قَدْ لَقِينَاكَ فَرَضِينَا عَنْكَ ، وَرَضِيتَ عَنَّا ) .
و مع عملهم و كدهم بالنهار رضوان الله عليهم ، كانوا من أزهد الناس في الدنيا ، فجعل الله الدنيا في أيديهم و لم يجعلها في قلوبهم ، و كانوا يجودون بما في ايديهم من المال في سبيل الله عن طيب نفس .
وروى أحمد في ” الزهد ” عَنِ الْحَسَنِ قَالَ : ” وَاللَّهِ ، لَقَدْ أَدْرَكْتُ أَقْوَامًا ، وَصَحِبْتُ طَوَائِفَ مِنْهُمْ ، مَا كَانُوا يَفْرَحُونَ بِشَيْءٍ مِنَ الدُّنْيَا ، وَلَهِيَ كَانَتْ أَهْوَنَ فِي أَعْيُنِهِمْ مِنَ هَذَا التُّرَابِ ، كَانَ أَحَدُهُمْ يَعِيشُ خَمْسِينَ سَنَةً لَمْ يُطْوَ لَهُ ثَوْبٌ قَطُّ ، وَلَا نُصِبَ لَهُ قِدْرٌ ، وَلَا جَعَلَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْأَرْضِ شَيْئًا ، وَلَا أَمَرَ فِي بَيْتِهِ بِصَنْعَةِ طَعَامٍ قَطُّ ، فَإِذَا كَانَ اللَّيْلُ : فَقِيَامٌ عَلَى أَطْرَافِهِمْ ، يَفْتَرِشُونَ وُجُوهَهُمْ ، تَجْرِي دُمُوعُهُمْ عَلَى خُدُودِهِمْ ، يُنَاجُونَ رَبَّهُمْ فِي فِكَاكِ رِقَابِهِمْ ، كَانُوا إِذَا عَمِلُوا الْحَسَنَةَ دَأَبُوا فِي شُكْرِهَا ، وَسَأَلُوا اللَّهَ أَنْ يَقْبَلَهَا ، وَإِذَا عَمِلُوا السَّيِّئَةَ أَحْزَنَتْهُمْ ، وَسَأَلُوا اللَّهَ أَنْ يَغْفِرَهَا ، فَمَا زَالُوا كَذَلِكَ عَلَى ذَلِكَ ) .
فالعمل و السعي في الدنيا لا يتنافى مع الزهد فيها ، بل ان العمل من الزهد ، فهو يكفيك عن سؤال الناس ، و من سأل الناس فقد قلت مكانته عندهم بقدر سؤاله إياهم ، فاللهم ارزق كل باحث عن العمل عملاً طيباً مباركاً فيه .
