الأدلة من الكتاب والسنة النبوية تُظهر أن شروط استجابة الدعاء لابد أن تتوفر فيه حتى يكون صحيحًا ومقبولًا إن شاء الله ، فليس كل دعاء يقبله الله، وليس كل داعٍ يستجيب الله تعالى له، فقد تكون العلة المانعة من الإجابة في الدعاء نفسه مثل الدعاء بإثم أو قطيعة الرحم، كما يمكن أن يكون المانع في الداعي مثل أن يكون مقيمًا على المعاصي، أو يكسب من الحرام.

شروط استجابة الدعاء

  • الدعاء هو العبادة، وهو الحبل الواصل من الله تعالى لعباده المؤمنين.
  • وليس أكرم على الله تعالى من الدعاء، والله سبحانه يستحيي أن يرد يد عبده خالية صفرًا.
  • وحتى يكون الدعاء مقبولًا فلابد من توفر شروط استجابة الدعاء ، والتي نوضحها في التالي:

الإخلاص في الدعاء

  • يعد الإخلاص أول وأهم شروط استجابة الدعاء.
  • فالله سبحانه وتعالى لا يقبل أي عمل من الأعمال الصالحة إلا إذا كانت خالصة له وحده سبحانه.
  • من توجه إلى الله بالدعاء، وفي قلبه أن أحدًا أو سببًا من الأسباب قادر على إجابة الدعاء ، فقد خسر عمله ، ولم يحقق الشرط الأهم في استجابة الدعاء.

المتابعة

  • كما أن الإخلاص هو أهم شروط استجابة الدعاء، فكذلك المتابعة من أهم هذه الشروط.
  • المقصود بالمتابعة أن يكون العمل والدعاء موافقًا لما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم.
  • ألا يكون ثمة اعتداء في الدعاء، ولا يدعو فيه بإثم او قطيعة رحم.
  • وجاء عن أحد السلف القول بأن الله لا يقبل من الأعمال إلا ما يكون أخلصه وأصوبه.
  • والإخلاص قد وضحناه آنفًا، أما الصواب فهو في المتابعة لما جاء الشرع.

إحسان الظن بالله والثقة به

  • فالمسلم ينبغي عليه إحسان الظن بالله سبحانه.
  • ويثق المسلم في أن الله تعالى يستجيب له مهما طال الوقت.
  • إذا لم يستجيب الله لعبده ، فليعلم أن ذلك خير الله في الدنيا والآخرة.
  • عَن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ..
  • ((لَا يَزَالُ يُسْتَجَابُ لِلْعَبْدِ، مَا لَمْ يَدْعُ بِإِثْمٍ أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ، مَا لَمْ يَسْتَعْجِلْ» قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ مَا الِاسْتِعْجَالُ؟ قَالَ: يَقُولُ: «قَدْ دَعَوْتُ وَقَدْ دَعَوْتُ، فَلَمْ أَرَ يَسْتَجِيبُ لِي، فَيَسْتَحْسِرُ عِنْدَ ذَلِكَ وَيَدَعُ الدُّعَاء)).

من شروط استجابة الدعاء حضور القلب

  • من الشروط التي يجب أن تتوفر في الداعي أن يكون قلبه حاضرًا عند الدعاء.
  • الله سبحانه وتعالى لا يقبل الدعاء من قلب لاه، لا يعرف أو يعقل ما يدعو به.
  • وإذا كان المسلم في الدعاء بلسانه، وقلبه وعقله يطيش في الدنيا ، فأنا يستجاب له .

الكسب الحلال من شروط استجابة الدعاء

  • من أهم شروط استجابة الدعاء أن يكون المسلم حلال الكسب والمال.
  • فالله سبحانه وتعالى لا يستجيب لعبد ماله ومأكله ومشربه وملبسه من الحرام.
  • إذا كان المسلم في سفر، والذي يعد أحد الأوقات الفاضلة لإجابة الدعاء، إلا أن تكسبه من الحرام يجعل دعائه لربه وكأن لم يكن، فالمال الحرام يحجز الدعاء عن السماء.[1]

اسباب استجابة الدعاء

  • وكما أن الدعاء له شروط للاستجابة، فإن له كذلك أسباب تيسر بعون الله إجابة الله له.
  • ومن أسباب استجابة الدعاء ما يلي:

الإلحاح وترك الاستعجال

  • فكثير من المسلمين يدعو الله، فإذا طال عليه الوقت والانتظار ترك الدعاء .
  • الله سبحانه وتعالى يحب العبد اللحوح في الدعاء، والذي يداوم طرق بابه سبحانه.
  • تأخير الله لإجابة العبد لا يكون إلا لخير، فهذا من إحسان الظن به سبحانه وتعالى.
  • وليعلم المسلم أن عطاء الله عطاء، وكذلك منعه سبحانه فهو أيضًا عطاء.

التضرع والانكسار له سبحانه

  • ينبغي على المسلم أن يظهر التضرع والانكسار لله سبحانه.
  • التذلل بين يدي الله، وإظهار الفاقة والافتقار إليه من أسباب إجابة الدعاء وأقواها.
  • إظهار التضرع والفقر فيه من التبرؤ من حول العبد وقوته إلى حول الله وقوته ما يعجل الإجابة إن شاء الله.

التوبة والاستغفار

  • من موانع إجابة الدعاء ارتكاب الذنوب والمعاصي.
  • تقديم الاستغفار والتوبة بين يدي الدعاء ، من الأسباب التي تعجل إجابته بعون الله وتوفيقه.

الثناء على الله قبل الدعاء

  • من آداب وأسباب استجابة الدعاء الثناء على الله تعالى بما هو أهله قبل الشروع في الدعاء.
  • على سبيل المثال يمكن للعبد أن يسبح الله ويحمده ويكبره ويهلله قبل البدء في الدعاء ، فهو أحرى أن يقبله الله تعالى.

الصلاة على النبي

  • أيضًا من آداب الدعاء الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
  • وتقديم الصلاة قبل البدء في الدعاء من أسباب الإجابة .
  • الله سبحانه وتعالى يتقبل صلاة العبد على نبيه، ثم بكرمه يقبل دعاء العبد بعده.

شروط استجابة الدعاء من المهم أن يحرص كل مسلم على تعلمها والإحاطة بها، وذلك حتى يكون دعائه من الأدعية المقبولة والمستجابة إن شاء الله.

المراجع[+]

شاركها.