غياب الام

الأم هي التي تربي وتعلم وتتحمل الكثير من التعب والمشقة من أجل الحفاظ على أٍرتها وسعادة أبنائها. فهي التي تتألم عند ألمهم، وتتعب لتعبهم، وتضحك حتى لو كان بها هموم الدنيا لفرحهم. وبالتالي فإن غياب الام سواء جزئيا أو كليا له الكثير من الآثار السلبية على البيت والأطفال.

أسباب غياب الام

لا شك أن هناك أم على وجه الأرض تغيب عن أبنائها برضاها، فدائما الظروف هي التي تحتم غيابها. وهناك نوعان رئيسيان من غياب الأم وهما:

  • غياب الأم الكلي بسبب وفاتها، وهو أصعب أنواع الغياب حيث تترك خلفها صغارا يعانون من أطهر حب على الإطلاق.
  • غياب الأم الجزئي بسبب ظروف عملها، فقد تضطر للغياب عن المنزل بعض الوقت، أو بسبب عملها في مكان بعيد فتضطر إلى الهجرة في هذه الحالة تغيب كثيرا، أو بسبب الانفصال.

غياب الام عن البيت

لا شك أن غياب الأم عن البيت له العديد من الآثار السلبية. فعند غياب الأم بسبب الوفاة يصبح البيت بلا روح، ويعاني كل أفراد المنزل سواء الزوج أو الأبناء من ألم غيابها. وفي الحقيقة، لن يستطع أي شخص على وجه الأرض تعويض هذا المكان.

أما غياب الأم بعض الوقت بسبب ظروف عملها أو سفرها وما إلى ذلك، يترتب عليه أيضا تأثير على اهتمامها ببيتها والقيام بدورها في المنزل بشكل مثالي. فبالتأكيد قد يكون هناك بعض التقصير.

غياب الام عن الطفل

غياب الام عن الطفل

دور الأم في حياة أطفالها هو دور أساسي، سواء من الناحية العاطفية أو النفسية أو حتى مدى رعايتها بأبنائها. وأقرت العديد من الدراسات والأبحاث مدى ارتباط الطفل بأمه منذ كان جنينا ينمو بداخلها. فهذه العلاقة يعجز الكلام عن التعبير عنها، ومهما تحدثنا عن أهمية الأم في حياة أبنائها لن ينتهي الحديث أبدا. وكل مرحلة من حياة الطفل لا تكتمل بشكل صحيح إلا في وجود أمه.

ومن المسلم به أن غياب الأم بسبب الموت أو المرض أمر لا نستطيع سوى محاولة تعويض مكانها، وتزويد الأطفال بجرعات عالية من الحنان والاهتمام والرعاية  للتخفيف من الشعور بهذا الفقدان الأليم. لكن، تختلف هذه النظرية تماما في حالة غياب الأم بسبب سفرها أو هجرتها أو لأس سبب من الأسباب، ففي هذه الحالة يكون الطفل على دراية بوجود أمه ويعلم بأنه محروم منها مما يتسبب له الكثير من الآلام والضغوط النفسية.

غياب الام عن الرضيع

غياب الام عن  الطفل الرضيع لظروف مختلفة عن تلك التي خارج إرادتها مثل الموت أو المرض، يعد من الأمور المجردة من الإنسانية. فهو انتهاك لحقوق الطفل من الرعاية والاهتمام وحتى الحنان. فبغض النظر عما إذا كان الطفل يرضع رضاعة طبيعية أو صناعية، فإنه بحاجة إلى أمه وإلى حضنها. ومن الجدير بالذكر أن أول صدمة للطفل في حياته هي يوم ولادته، يوم يخرج من أحشاء أمه إلى العالم الجديد، فيبكي ولا يهون عليه هذه الصدمة إلا اقترابه من أمه وضمها له، فيبدأ في شم رائحتها منذ أول يوم له بالحياة، الأمر الذي يجعله يشعر بالاطمئنان والهدوء.

أما غياب الأم لبعض الوقت من اليوم عن الطفل الرضيع، بسبب ظروف العمل أو أي ظروف أخرى، فلا بأس به، ولكن بشرط  ألا تقضي وقتا طويلا خارج المنزل، وأن تترك طفلها مع من يهتم به جيدا حتى تعود، وتحاول على الفور من رجوعها ضمه إلى صدرها وتكثيف العناية به طوال اليوم. أما في حالة بكاء الطفل الشديد عند غياب أمه، وعدم تقبله لفكرة بعدها عنه بعض الوقت، فمن الأفضل أن تظل الأم مع رضيعها.

غياب الام عن الطفل المراهق

من أكبر الكوارث هي غياب الأم عن أطفالها في سن المراهقة، فهذا السن يحتاج إلى المزيد من الرعاية والاهتمام والانتباه جيدا لسلوكيات الأطفال. حيث يعاني الأطفال في سن المراهقة من العديد من الاضطرابات النفسية بسبب التغيرات الجسدية والهرمونية المفاجئة. ويشعر الأطفال في هذا السن بتقلبات عاطفية حادة والميل إلى تجربة الأشياء الجديدة وأحيانا المنحرفة، والبعض يميل إلى العزلة وفقدان الثقة بالنفس، والبعض يعاني من اكتئاب. وبالتالي، يجب أن تكون الأم حاضرة للحفاظ على أبناءها من الانحراف أو الضياع أو التعرض للمشاكل النفسية الأخرى.

غياب الام والاب

غياب كلا الأبوين له تأثير كبير على حياة أطفالهم، فغيابهم بسبب الوفاة قد يترك الكثير من الهموم في نفسية الأطفال، ويجعلهم يعانون من الكثير من المشاكل والاضطرابات. وكلما كان فقدان الأم والأب في سنا مبكرا، كلما كان متعبا من جميع الجوانب، سواء نظرات الشفقة في عيون الآخرين، أو محاولات الاستغلال من البعض واستضعافهم، أو حتى نقصهم للرعاية والاهتمام.

أما غياب الأم والأب بسبب ظروف السفر، فقد يكون له تأثيران، إما نفس تأثير الشعور بالضعف والاهمال وفقدان الحب. وإما الضياع، فهناك بعض الآباء والأمهات يهاجرون للعمل ويتركون خلفهم الأبناء في بلد أخرى، ولا يعرف الأبناء في هذه الحالة عن الأبوين سوى أنهم مصدر للحصول على المال فقط دون عواطف تربطهم سويا. وفي هذه الحالة، يجمع الآباء والأمهات الكثير من المال وفي المقابل يخسرون الأبناء، ولا يدركون حجم هذه المشكلة إلا بعد فوات الأوان.

تأثير غياب الام على الأطفال

غياب الأم مؤثرا للغاية، فهو لا يقل ضررا على الأطفال من التعذيب الحاد. فقد يعاني الأطفال الذين يعانون من غياب الأم من واحد أو أكثر من الأعراض الآتية:

  • العزلة والانطوائية.
  • فقدان الثقة بالنفس.
  • التبول اللاإرادي.
  • فقدان الثقة بالآخرين.
  • العدوانية.
  • الغيرة من الأطفال الآخرين.
  • تراجع المستوى الدراسي.
  • فقدان التركيز.
  • الحزن الدائم.
  • التشاؤم.
  • الاكتئاب.
  • نقص المناعة وسرعة التقاط العدوى بسبب المرض.

كيفية التعامل مع الأطفال في حالة فقدان الأم

كيفية التعامل مع الأطفال في حالة فقدان الأم

لا شك أن فقدان الأم بسبب الوفاة أمر في غاية الأسف، فهم لم يفقدوا أمهاتهم فحسب، بل فقدوا جزءا أساسيا لا يتجزأ من الحياة. لذلك، يجب التعامل مع هؤلاء الأطفال بحرص شديد لأنهم حساسون للغاية. وتشمل أهم النصائح للتعامل مع الأطفال عند فقدان الأم ما يلي:

  • محاولة تصبير الطفل، بما يتناسب مع سنه. فبالتأكيد كل مرحلة من مراحل الطفولة تحتاج إلى أسلوب خاص في التعامل.
  • محاولة الطبطبة على الطفل، وضمه في كثير من الأحيان ليشعر بالحب والحنان.
  • عدم التغمز أو إلقاء نظرات الشفقة على الطفل اليتيم، لأنها قد تثير غضبه جدا.
  • كما يجب محاولة التعامل مع الطفل الذي فقد أمه بشكل طبيعي في وجود الأطفال الآخرين، حتى لا يشعر بالعجز.
  • افعل ما باستطاعتك لإسعاد هؤلاء الأطفال، قدم لهم الهدايا، العب معهم، أو استمتع معهم ببعض الوقت خارج المنزل.
  • يجب على الأب في هذه الحالة أن يكثف اهتمامه بأبنائه، وقضاء الكثير من الوقت معهم لفهم مشاكلهم وحلها، وعدم السماح لأي شخص بإهانتهم أو تجريحهم.
  • كما يجب على الأب أيضا الحفاظ على علاقة أطفاله بأهل أمهم، فقد يستطيعوا تعويضهم جزءا من حبه.
  • كما يجب التحدث عن الأم وذكر مواقف جميلة عنها وعن مدى حبها لهم، وتحفيزهم للسلوكيات الجيدة لإرضائها.

زر الذهاب إلى الأعلى