بحث كامل عن القضاء والقدر من القرآن والسنة

بحث كامل عن القضاء والقدر ، القضاء والقدر من أركان الإيمان بالله سبحانه وتعالى؛ حيث لا يصح إيمان المسلم ولا يكتمل إلا بالتسليم بقدر الله سبحانه وتعالى في خلقه، وأمره النافذ فيهم، وهو الأصل السادس من أركان الإيمان بعد الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر؛ لذلك وجب على كل مسلم التعرف على ماهية القضاء والقدر وأركانه .

بحث كامل عن القضاء والقدر

  • معنى القضاء لغة هو إتمام الأمر على الوجه الأكمل وإحكامه.
  • القدر من الناحية اللغوية يأتي بمعنى التقدير ، يقال قدرت الشيء أي فكرت فيه وترويت في إحكامه وتقديره.
  • أما من الناحية الشرعية ، فإن القضاء والقدر يعني تقدير الله تعالى ومشيئته في القِدم.
  • كما يعني علمه سبحانه وتعالى بما كان ، وما يكون، وكتابته لأقدار الخلائق قبل خلق السماوات والأرض.

الفرق بين القضاء والقدر

  • بعض العلماء قد فرق بين معنى القضاء والقدر.
  • حيث يرى بعض العملاء أن القدر هو تقدير الأمور وعلم الله بها قبل وقوعها سبحانه وتعالى.
  • والقضاء هي وقوع الأمور بعينها في الحقيقة وحدوثها.
  • ومع ذلك يمكن القول أن أحد الكلمتين تدل على الآخر ، فإذا أُطلق أحدهما ، فالمقصود به الآخر.
  • كما أن كثير من العلماء يرى أنه لا فرق بينهما بدليل من الكتاب أو السنة.
  • على العموم الأمر في ذلك واسع ، ولا فرق كبير بين التفريق بينهما أو الاتفاق في معناهما.[1]

أركا الأيمان بالقضاء والقدر

الإيمان بالقضاء والقدر

حتى يكون إيمان المسلم بالقضاء والقدر كاملًا، فلابد من الإيمان بأركانه.

وتتمثل أركان الإيمان بالقضاء والقدر ومراتبه في التالي :

العلم

  • والمقصود به الإيمان بعلم الله سبحانه وتعالى المحيط بكل شيء.
  • الإيمان بأن الله تعالى يعلم ما في السماوات وما في الأرض، ويعلم كل كبير وصغير في الكون.
  • كما يجب الإيمان بأن الله –سبحانه وتعالى- لا يخفى عليه مثال الذرة في كونه.
  • وأن الله سبحانه قد خلق الخلق، وعلم ما هم صانعون، وما يقع منهم من أقوال وأفعال ، ومن حركات وسكنات.
  • كما علم سبحانه وتعالى بعلمه الأزلي في الخلق مصائر الخلائق، وما هم إليه صائرون من جنة أو نار.
  • علم سبحانه بعلمه القديم من يؤمن ومن يكفر، ومن يصدق ومن يكذب، فلا يخرج الخلق عن علم الله تعالى فيهم.
الايمان بالقضاء والقدر
الايمان بالقضاء والقدر

الكتابة

  • المرتبة الثانية من مراتب الإيمان بالقضاء والقدر هي الكتابة.
  • وهي الإيمان بأن الله –سبحانه وتعالى- قد كتب كل مقادير الخلائق في اللوح المحفوظ.
  • وأن هذه الكتابة كانت قبل خلق السماوات والأرض وخلق الناس وأعمالهم.
  • كما كانت هذه الكتابة لمقادير الخلائق قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وذلك بنص حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
  • والله سبحانه وتعالى يكتب مقادير العبد قبل خلقه في رحم أمه، ويكتب حياته سعيد أم شقي.
  • كما يُكتب للعبد في بطن أمه عمره، وأجله، وعلمه ، ويدون ذلك الملك الموكل بالعبد.
  • كما يدخل في ركن الكتابة الإيمان بالقدر، الكتابة السنوية لمقادير الخلائق في ليلة القدر.
  • حيث يفرق فيها كل أمر حكيم، وتحدد فيه الآجال والأعمار خلال العام التالي.

الإرادة والمشيئة

  • الركن الثالث من أركان الإيمان بالقضاء والقدر ، هو الإيمان بمشيئة الله تعالى النافذة وإرادته.
  • وأن ما شاء الله كان ، وما لم يشأ سبحانه لم يكن.
  • كما يجب الإيمان بأن كل الأمور في كونه تقع بمشيئته وإرادته سبحانه.
  • ولا يخرح عن مشيئته أحد من خلقه.
  • الله سبحانه وتعالى يضل من يشاء بعدله، ويرحم من يشاء بفضله.
  • يعز سبحانه وتعالى من يشاء، كما يذل جل في علاه من يشاء، ولا معقب لحكمه.
  • مشيئة الله تعالى لا تناقض مشيئة العبد، فالله سبحانه خالق العباد ومشيئتهم.
  • فالخالق الحقيقي للأفعال هو الله ، لكن الفاعل لها هم البشر، وعليها يحاسبهم الله .

الخلق

  • الركن الرابع من أركان الإيمان بالقضاء والقدر هو ركن الخلق.
  • ذلك أن العبد يجب عليه الإيمان أن الله –سبحانه وتعالى- قد خلق كل شيء.
  • خلق الخلق وأعمالهم، وخلق الكون وما حوى.
  • كما يدخل في الإيمان بالخلق الإيمان بأن الله سبحانه قد خلق أفعال العباد، وخلق لهم القدرة والإرادة التي بها تتم هذه الأفعال.
  • وعلى هذا يحاسبهم الله سبحانه، فهو الذي خلق العباد، وخلق إرادتهم وأفعالهم، لكنهم هم من يقومون بالأفعال واكتسابها، ويستحقون بها الجنة أو النار.

قدمنا فيما سبق بحث كامل عن القضاء والقدر، أوضحنا معنى القضاء والقدر من الناحية اللغوية والشرعية، كما بينا أركان الإيمان بالقضاء والقدر ومراتبه الأربعة.

المراجع[+]

زر الذهاب إلى الأعلى