أكدت نشرة أخبار الساعة، أن توقيع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إعلاناً رئاسياً خاصاً يقضي باعتراف واشنطن بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان العربية السورية المحتلة، لقي إدانة عربية ودولية واسعة، وهناك رفض تام من قبل المجتمع الدولي بأكمله لهذه الخطوة التي تخالف القوانين والأعراف الدولية، وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة. وأوضحت النشرة، الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في افتتاحيتها اليوم تحت عنوان “رفض تام لقرار ترامب”، أن “الجامعة العربية استنكرت الإعلان الرئاسية الأمريكي بأشد العبارات”، وأكدت أنه “باطلٌ شكلاً وموضوعاً؛ ورفضته الدول العربية بشكل مطلق؛ كما أكد البرلمان العربي رفضه القاطع للقرار وحذر من النتائج الوخيمة له على أمن واستقرار المنطقة”، مشيرة إلى أن المواقف الدولية لم تكن أقل حدة، فقد اعتبرته روسيا انتهاكاً للقانون الدولي، وقالت إنه “يؤدي إلى تصعيد التوتر في المنطقة”؛ بينما قال وزير الخارجية التركي إنه “يستحيل لتركيا قبول القرار الأمريكي بشأن الجولان”، كما أكد الاتحاد الأوروبي أن موقفه من الأراضي العربية التي احتلتها “إسرائيل” عام 1967 لم يتغير، وهو يعتبر الجولان أرضاً محتلة؛ وكذلك فعل الأمين العام للأمم المتحدة الذي أكد أن الجولان تحكمها قرارات مجلس الأمن الدولي التي تنص بشكل لا لبس فيه على أن الجولان أرض محتلة، فيما قالت منظمة هيومن رايتس ووتش، إن اعتراف ترامب بسيادة إسرائيل على الجولان يظهر عدم احترامه للحماية الواجبة للسكان المدنيين السوريين.

قرار باطل
وقالت النشرة: “من هنا فلا خلاف على أن قرار الرئيس الأمريكي من الناحية القانونية باطل وغير شرعي وهو غير مقبول على كل المستويات ومن قبل كل الدول والمنظمات؛ والولايات المتحدة هي الوحيدة بالفعل، بالطبع إلى جانب الكيان المحتل، التي اتخذت مثل هذه الخطوة، حيث لم تعلن، لا من قبل ولا من بعد حتى الآن، أي دولة تأييد ضم إسرائيل للجولان، بل كان هناك إجماع دولي مطلق على رفض قرار الضم عندما أصدر مجلس الأمن وبالإجماع القرار رقم (497) لعام 1981 الذي أشار بصورة لا لبس فيها إلى عدم الاعتراف بضم إسرائيل للجولان السوري، وطلب من إسرائيل صراحة إلغاء قرار الضم”.

وأضافت أنه “ورغم كل ذلك، فلا يمكن بحال من الأحوال التقليل من خطورة هذا القرار وانعكاساته المختلفة؛ فهو أولاً، يعزز غرور إسرائيل ويدفعها إلى المضي قدماً في سياستها الرعناء التي تهدف إلى السيطرة على الأراضي العربية المحتلة عام 1967 بالكامل، ومواصلة تحدي المجتمع الدولي، كما يمثل إلى جانب قرارات أخرى اتخذتها واشنطن من قبل ضوءاً أخضر لفعل ما تريد، وثانياً، يؤكد القرار ما هو مؤكد، وهو أن الولايات المتحدة، وخاصة إدارة ترامب منحازة تماماً للاحتلال الإسرائيلي، وهي بالتالي لا يمكن أن تكون وسيطاً بأي حال من الأحوال، فبعد قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل الذي لقي أيضاً رفضاً دولياً واسعاً، أصبح الحديث عن وساطة أمريكية لتحقيق تسوية سياسية للصراع العربي-الإسرائيلي مجرد عبث ومضيعة للوقت؛ وهذه قناعات حتى لدى الكثير من القوى الدولية التي كانت تأمل أن تسفر وساطة أمريكا عن شيء، فإذا بها تعقّد الصراع وتسهم بقرارتها الجوفاء في زعزعة استقرار المنطقة بدلاً من أن تكون عامل استقرار، كما أمل فيها العرب وغير العرب، وإن قرار ترامب يؤكد مستوى جديداً وغير مسبوق من التحيز لأنه تجاوز بشكل صارخ كل القوانين الدولية وقرارات الشرعية الأممية التي تعتبر واشنطن نفسها حامية أو راعية لها، رابعاً، أنه، وفي ظل هذا الواقع، لا يمكن بعد الآن الوثوق بالتحالف مع الولايات المتحدة، وخاصة في ظل هذه الإدارة التي تظهر ازدراء غير طبيعي للحقوق العربية ولقرارات الشرعية الدولية بشكل غير مسبوق”.

قرارات التنديد
وأكدت “أخبار الساعة”، في ختام افتتاحيتها، أن “الحقيقة التي لا بد أن يدركها الجميع، هي أنه لا يمكن تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة أو تخفيف حدة التوتر فيها، ما دامت إسرائيل تحتل الأراضي العربية؛ وما دامت الولايات المتحدة غير آبهة بالقوانين والأعراف الدولية وغير مكترثة لأي اعتبارات حتى المصلحية منها مع العالم العربي، حيث تتبنى بشكل كامل وبصراحة ووضوح سياسات اليمين الإسرائيلي المتطرف؛ وهذا يفرض بالمقابل على العرب اتخاذ موقف حازم وقوي في مواجهة هذه الغطرسة، وعدم الاكتفاء بقرارات التنديد والرفض التي تصدر عادة بشكل روتيني؛ حيث يملك العرب خيارات، سواء فيما يتعلق بالتعامل مع الكيان الغاصب أو مع “الحليف” أمريكا، وربما تكون القمة العربية التي ستعقد نهاية مارس في تونس أمام اختبار حقيقي، إذا ما أرادت أن تستعيد ثقة الشعوب العربية بها”.

شاركها.