الرجل: دبي
أصبحت السيارات الرياضية الفارهة، التي تحمل لوحات باللغة العربية، عنصرا أساسيا في شوارع منطقة غرب لندن خلال موسم الصيف، فأصبح من المعتاد أن تقف سيارة فيراري، يبلغ سعرها حوالي مليون دولار، خارج محلات هارودز وأمام فندق دورتشستر بلندن.
اشتهر اثرياء العرب بحبهم للسيارات الفارهة والتسوق من العلامات التجارية باهظة الثمن خلال رحلاتهم الصيفية إلى لندن، لكن هناك تفاصيل اخرى كثيرة لا يعرفها أحد عن حياة العرب الذين يترددون على المناطق الأكثر تميزا في العاصمة  كل عام.
وكشف، مايكل شو، أحد المشاركين في تنظيم هذه الرحلات السنوية لمعظم أثرياء منطقة الشرق الأوسط لصحيفة “ديلي ميل” البريطانية أن آلاف من زبائنه كل ما يهمهم هو التأكد من أن تصل سياراتهم بخير وسلام، وهو ما يتطلب جيش من الموظفين.
وأضاف شو، الذي يعمل في شركة “فرانكلين” لتنظم الرحلات واماكن الاقامة والخدم للعملاء الاثرياء، أن كرنفال السيارات الملونة الذي يطوف أسفل نايتسبريدج وحول ميدان سلون كل عام في موسم الصيف، أصبح عامل للجذب السياحي في حد ذاته في هذه الفترة، حيث يحرص زوار عاصمة الضباب على تصوير هذه السيارات التي لا يوجد منها سوى قطعة أو اثنين فقط.
ويقول شو إن بعض عملائه يرسلون سيارتهم قبل أسابيع من موعد رحلاتهم على ظهر السفن، في حين يدفع آخرون  40 الف جنيه استرليني مقابل شحن سيراتهم على متن طائرات شحن خاصة.
وأضاف: “لدينا عملاء في جميع أنحاء العالم، ولكن أولئك من الشرق الأوسط يميلون إلى المجيء إلى لندن ليس هربا من حرارة الجو في بلادهم فقط، ولكن لأنهم يريدون قضاء بعض الوقت في التنقل بين مجموعة مذهلة من المطاعم والفنادق الفاخرة في لندن”.
وأضاف: “امتلاك سيارة فارهة يعتبر رمزا للمكانة العالية ولهذا هو السبب يفضل عملائنا التنقل بسيراتهم في شوارع لندن”.
وعن خدمات الشركة الاخرى قال شو: “تقدم الشركة خدمة طلاء السيارات وسبق وطلب احد العملاء ان يتم طلاء سيارته بالذهب الخالص وبالفعل تم طلاء هيكلها الخارجي بالكامل بالذهب عيار 24 وبلغت تكلفتها أضعاف القيمة الأصلية للسيارة. كما يتم اصلاح خدوش السيارات في مرائب للسيارات بايطاليا حيث تستخدم الورش هناك الأشعة تحت الحمراء لإزالة الخدوش الصغيرة وإعادة السيارة إلى حالتها الأصلية مقابل 7 الاف جنيه استرليني”.
وأشار شو إلى أن البعض لا يفضل شحن السيارات وفي المقابل يتجهون لتأجير السيارات بتكلفة ضخمة من شركات تأجير السيارات المتخصصة. وتبلغ تكلفة استئجار سيارة فيراري 430 سبايدر حوالي 600 جنيه استرليني في اليوم في حين يصل سعر سيارة لامبورجيني أفينتادور  إلى 2000 جنيه استرليني في اليوم الواحد.
فضلا عن تكلفة الطيران ورسوم المرآب والطلاء، يطلب العديد من الاثرياء توظيف  شخص للعناية بسياراتهم والتأكد من عدم لمس اي شخص للسيارة خلال تواجدها في شوارع مايفير وتشيلسي.
وعن الاقامة، قال شو إن بعض الزوار يقضون أسابيع في أجنحة فندقية تبلغ تكلفتها 3 الاف جنيه استرليني في الليلة الواحدة في فنادق مثل كلاريدج أو جميرا. كما يفضلون تناول الطعام في المطاعم الباهظة مثل سكوت أو نوبو.
كما يتم الاستعانة بمصممي الديكور الداخلي لاجراء تعديلات على الشقق المستأجرة من قبل الأجانب الأثرياء لتناسب أذواقهم، ولكن بعد ذلك يتم إعادة الممتلكات إلى حالتها الأصلية.
ويعترف شو بأن زوار لندن من منطقة الشرق الاوسط ينفقون اموال طائلة خلال رحلاتهم، ملمحا إلى انه شاهد احد المتسوقين ينفق 50 ألف جنيه استرليني في عشر دقائق أثناء تسوق بعض المجوهرات والساعات.
وقال شو: “أصبح هارودز أيضا الان نقطة محورية منذ أن امتلكه رجل اعمال قطري، وهو الآن مكان للقاء كثير من الشباب القطري في لندن”.
وكشف شو عن  طلب عائلة عربية  نقل مواد غذائية كل شهر بقيمة 7 الاف جنيه استرليني جوا من هارودز إلى ديارهم.

شاركها.