الخرفنة.. احتيال ناعم يهدد عرش “سي السيّد”

لم تكن “الخرفنة” إلا مصطلحا يقتصر إطلاقه على فقراء المشاعر، اللاهثون وراء كلمات العشق من شفاه المحتالات اللواتي وجدن في ضحاياهم بنوكا متحركة، ورجالا على هيئة جني المصباح المحقق للأحلام، إلا أن الإفراط الرومانسي لدى بعض الرجال مع زوجاتهم، وتسليم “الخيط والمخيط” لهن، دفع الكثير من أبناء المجتمع إلى توسيع دائرة “الخرفان” لتضم هي الأخرى رجالا عاهدوا شريكات حياتهم بالسمع والطاعة في المنشط والمكره، والسير وفق بوصلة “ست البيت” التي بددت أحلام أزواجهن باعتلاء عرش “سي السيّد” الشخصية الرمز لدى الرجال الشرقيين، والهاجس الذي يخيف بعض العزاب من الزواج.

ودون أن يحتاج “الخرفان” من الأزواج وقتا طويلا كي ينضموا إلى “ضحايا” نون النسوة من العزاب تحت مظلة “الخرفنة”، وجد العديد من المتزوجين انفسهم في محل سخرية من الكثيرين بعد إفراطهم في عدم إثبات أنفسهم في الجبهة الداخلية للمنزل في سبيل إشباع رغباتهم حتى باتوا فريسة أليفة تقاد بأيد ناعمة الأمر الذي أوضحه الأخصائي الاجتماعي بجامعة الملك سعود عارف السلمي لـ”عين اليوم” بقوله إن من أبرز صفات “الخروف” الحيواني أنه أليف في التعامل مع البشر وينقاد بكل يسر وسهولة إلى أي طريق حتى لو كان إلى مذبحه، وهمه الوحيد هو إشباع حاجاته ورغباته وكذلك يكون فريسة سهلة للسباع، فهناك صفات مشتركة بين سلوك “الخروف الحيوان” و”الخروف الرجل” أدى إلى إطلاق مثل هذه التسمية الغير صحيحة.

ويرى السلمي أن الحياة الزوجية إذا لم تكن قائمة على التعاون وتلبية الحاجات والرغبات لكل طرف بما يتوافق مع الشريعة الإسلامية والثقافة السائدة في المجتمع فلن تكون حياة سعيدة أو مستمرة، بالإضافة إلى إعطاء المرأة احترامها وتقديرها الذي كفله لها الإسلام لقول الرسول صلى الله عليه وسلم (استوصوا بالنساء خيرا)، مشيرا إلى أن نعت الرجل بـ “الخروف” من أقاربه أو أصدقائه قد يغير من تعامله مع زوجته ليتجنب الوصمة السلبية تجاهه ويبين للمجتمع شخصيته الشجاعة، التي قد تؤدي إلى الطلاق، أو انعزاله اجتماعيا عن المحيطين به حتى لا تتأثر حياته الزوجية.

وأشار السلمي إلى أن رواج مثل هذا المصطلح يجعل لدى الشباب توجس من أن يكون “خروفا” عندما يتزوج فيبقى في حياة العزوبية هربا من ذلك، أو قد يتغير تعامل الشخص مع النساء سواء في بيئة العمل أو خلافه حتى لا ينعت بالخروف عندما يتعامل بلطف ولين مع الجنس الآخر.

من جهته لفت المحامي خالد باهبري في حديثه لـ”عين اليوم” إلى أن إطلاق مسميات الحيوانات أو استخدام الألفاظ السيئة بقصد السب والشتم والاستهزاء تكون حالة الواقعة جنائية وعقوبتها عقوبة تعزيرية، مشيرا إلى أن تداولها عبر الأجهزة الذكية أو الحاسب الآلي فقد تطالب النيابة العامة أمام المحكمة بالعقوبة بالسجن مدة لا تزيد على 5 سنوات وبغرامة لا تزيد على 3 ملايين ريال أو بإحدى هاتين العقوبتين، استنادا على الفقرة الأولى من المادة السادسة من نظام مكافحة جرائم المعلوماتية لاعتباره مساسا بالآداب العامة، وأضاف: “ترى طائفة من القانونيين أن من يفصل في هذه الواقعة إذا تمت عبر مواقع التواصل الاجتماعي لجنة مختصة بوزارة الثقافة والإعلام استنادا لنظام المطبوعات والنشر واللائحة التنفيذية لنشاط النشر الإلكتروني”.

زر الذهاب إلى الأعلى