وداعًا لوخز الإبر.. ابتكار جديد لمساعدة مرضى السكري

في تقرير صدر قبل عامين، ذكر الاتحاد الدولي لداء السكري أن أكثر من 400 مليون شخص يعانون من مرض السكري في جميع أنحاء العالم، ونحو 90% منهم يعانون من مرض السكري من النوع الثاني.

وبطبيعة الحال، يحتاج مرضى السكري المحافظة على مستوى السكر في الدم بشكل ثابت، وتحتاج عملية الفحص الدوري لمستوى السكر لوقت طويل، وعادة ما يعاني المرضى من وخز أصابعهم للحصول على كمية قليلة من الدم لفحصها في جهاز قياس نسبة السكر في الدم.

ويعمل العلماء في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وهارفارد حاليًا على نهج جديد وإبداعي للتحقق من مستوى السكر في الدم، ومستوى درجة الحموضة، أو مستوى الصوديوم باستخدام وشم مستشعر حيوي.

وقد طور الباحثون نوعًا خاصًا من الحبر الذي يتغير لونه وفقًا لمستوى السكر في الدم، وقيمة الرقم الهيدروجيني أو مستوى الصوديوم في الجسم.. على سبيل المثال، حينما يرتفع مستوى السكر في الدم، فإن لون الحبر المسؤول عن الكشف عن الجلوكوز سيتغير من الأزرق إلى البني، أما إذا تغيرت قيمة الرقم الهيدروجيني، فإن الحبر يتغير من الأرجواني إلى الوردي، عوضًا على أن ازدياد قيمة الصوديوم تؤدي إلى تغيير الحبر إلى الأخضر عندما ينظر إليه تحت ضوء الأشعة فوق البنفسجية.

أما بالنسبة للمواد الكيميائية في الحبر والمعروف باسم “ديرمالابس”، فإنه لا يتفاعل في الواقع مع الدم. بدلا من ذلك يتفاعل مع السائل المتحرك في الأنسجة الذي يشكل المادة المتواجدة بين الخلايا، حيث تجد الماء والأيونات والمواد الذائبة مثل الملح والسكر والدهون والأحماض الأمينية والهرمونات.

من جهة أخرى، أكد العالم شين ليو من مختبر MIT Media Lab أن هذه التكنولوجيا لا تزال في مرحلة مبكرة جدا من التطور والتنمية.

كما تم اختبار الحبر فقط على جلد الخنزير، الذي يتشابه مع جلد الإنسان، وليس على الحيوانات الحية ناهيك عن الناس.

ويحرص ليو على التأكيد على أن هناك الكثير من الشكوك والاختبارات قبل أن يستخدم الحبر على جلود الحيوانات الحية. فعلى سبيل المثال، لا تزال هناك اختبارات وبحوث على الحساسية، والاعتمادية على المدى الطويل، والدقة.

يقول ليو: “سوف يستغرق الأمر وقتا طويلا لأي شيء قبل طرحه في الأسواق، لكن التكنولوجيا تستثير المشاعر وتفتح أبوابًا كثيرة أمام الاحتمالات، كما أن الناس المصابين بمرض السكري يراسلوننا عبر البريد الإلكتروني ويقولون: نريد تجربتها “.

يذكر أن الحبر يمكن استعماله مثل أي حبر يستخدم للوشم العادي؛ كل ما عليك القيام به هو توفير التصميم الذي تريده، أي أنه يكون علاجيًا وشكلًا فنيًا على الجسم.
دعونا نأمل أن ينجح العلماء في تطور هذه العملية الجديدة، التي بالإمكان أن تسهل الأمور على مرضى السكري.

زر الذهاب إلى الأعلى