هو ابو بكر الصديق

ياله من شرف عظيم ان نتحدث في هذه الأسطر القليلة عن هذا الجبل الشامخ من ثبت وثبت الأمة بأسرها وقت الشدائد والمحن من كان له يدا عظيمة في كل باب من أبواب الخير .

نعم إنه الصديق أبو بكر

رحلة الهجرة من مكة إلى المدينة

صاحب النبي صلى الله عليه وسلم في موقف من أصعب المواقف الا وهو رحلة الهجرة من مكة إلى المدينة
لم يشغل بال أبو بكر حينها تلك المخاطر من مطاردة المشركين لهم أو أن دليلهم في الصحراء ( عبد الله ابن أريقط ) هو مشرك فهم مهددون في أي لحظة أن يدل عليهم ولم يفكر في أنهم يسلكون في الصحراء طرقا لم يعتاد الناس على أن يسلكوها قبل ذلك .
لم ينشغل باله بابنته (أسماء بنت أبي بكر) وابنه (عبد الله بن أبي بكر ) لم يقل في نفسه ماذا سيصنع بهما المشركون ؟ بل استودعهم من لا تضيع عنده الودائع .
ما انشغل به باله هو الصحبة والاجتهاد الشديد في حماية النبي صلى الله عليه وسلم فقد كان تارة يمشي أمام النبي صلى الله عليه وسلم وتارة يمشي خلفه وتارة عن يمينه وتارة عن شماله فلما سأله النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال له ”يا رسول الله أذكر الطلب ( أي الذين يلاحقوننا ) فأكون وراءك وأذكر الرصد (الذين يختبئون لنا في الطريق فأكون أمامك واخاف عليك فأكون مرة عن يمينك ومرة عن شمالك لأفديك بنفسي” .
فأعطاه الله شرف المعيه ليس معية النبي صلى الله عليه وسلم فقط بل معية رب العباد فقد قال الله عز وجل ( إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ۖ) سوره التوبة ايه رقم 40

 

خليفة المسلمين يخدم العمياء

خليفة المسلمين يخدم العمياء

 

لا تتعجب عندما تعلم ان ابو بكر وهو خليفة المسلمين كان يقصد بيت المرأة العمياء يوميا هل ليعطيها بعض المال أم ليخبرها أنه الخليفة وجاء ليطمئن عليها ؟
لم يذهب اليها الصديق الا ليخدمها وأولادها الصغار !!
هذا ما أخبرت به العمياء سيدنا عّمر بن الخطاب حينما جائها متعجبا سائلا إياها عن سبب قدوم أبي بكر لها يوميا قائلا لها ”ماذا يصنع عندكم؟ ” قالت له العمياء ”يحلب شاتنا ويكنس دارنا ويطعم صغارنا ثم يمضي في سبيله ” والأعجب من ذلك أن المرأة العجوز لم تكن تدري أن الذي كان يكنس دارها ويحلب شاتها هو خليفة المسلمين !!

 

عندما ارتدت جزيرة العرب !

قال أبو بكر ”والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة ”

 

لا تتعجب عندما تعلم ان بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة ارتدت جزيرة العرب بأسرها إلا مكة والمدينة والطائف .
فقد تفاجأ المسلمون بتلك القبائل التي تمنع الزكاة وتلك التي تعلن رسميا الارتداد عن الإسلام وهذا النفاق الذي بدأ يهاجم المدينة فما كان من أمر أبي بكر( وهو الخليفة آنذاك ) إلا أن جمع المهاجرين والأنصار يستشيرهم في أمر المرتدين فقال عّمر بن الخطاب : نصبر على المرتدين ما داموا يقيمون الصلاة حتى تنجلي الأمور ”
وبذلك أيضا قال عثمان وعلي
لكن كان لأبي بكر رأي آخر !!
قال أبو بكر ”والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة ”
ومن اقواله ايضا في هذه المحنة العظيمة
” أينقص الدين وأنا حي ”
وكانت معركة اليمامة بقيادة سيف الله المسلول خالد ابن الوليد وكتب إليه أبو بكر قبل المعركه فقال له ”….فانظر بني حنيفة إذا لقيتهم إن شاء الله فإنك لم تلق قوما يشبهون بني حنيفة كلهم عليك ولهم بلاد واسعة فإذا قدمت فباشر الأمر بنفسك واجعل على ميمنتك رجلا وعلى ميسرتك رجلا واجعل على خيلك رجلا واستشر من معك من الأكابر من أصحاب رسول الله {صلى الله عليه وسلم} من المهاجرين والأنصار واعرف لهم فضلهم فإذا لقيت القوم وهم على صفوفهم فالقهم إن شاء الله وقد أعددت للأمور أقرانها فالسهم للسهم والرمح للرمح والسيف للسيف …..” تأمل في هذه الرسالة فقد اشتملت على أمور عديدة تدل على نفاذ بصيرة أبي بكر وعلمه بالرجال و بأمور الحرب .
وكان النصر العظيم على مسيلمة الكذاب ( مدعي النبوة ) وخضوع من بقي من قبيلة بني حنيفة ورضوخ تلك القبائل التي ارتدت وعودتها الى الإسلام وكلمة الحق بعدما كاد العقد أن ينفرط .

لله درك يا أبا بكر فقد كنت حقا رجلا بأمه

زر الذهاب إلى الأعلى