هل يمكن الإقلاع عن العــادة الســـرية؟!

أنا فتاة عمري 16 سنة، ومصابة بوسواس شديد.. لا أستطيع أن أنام أو أعيش أو أقوم بأي شيء.. هذا الوسواس هو العادة السرية فقد كنت أمارسها من سن 10 سنوات إلى سن 14 سنة، لكني كنت طوال هذه الفترة لا أعرف أن هناك شيئا يسمى العادة السرية أصلاً ولكن حين عرفت، وعلمت بالأخص أنها مكروهة شرعاً، وتضر بصحة الفتاة، توقفت عنها وبدأت أتقرب إلى الله سبحانه وتعالى راغبة في التوبة، أما سؤالي فهو:

– هل العادة السرية معناها بالفعل دمار جنسي للبنت؟
– هل سأفشل في أن أكون زوجة وأماً؟ مع العلم أنني مصابة بالتهابات وحكة شديدة…
– هل معنى أني مارست العادة السرية لسنوات وما ترتب عليه من التهابات وحكة وعدم انتظام الدورة الشهرية ممكن يصيبني بالعقم؟

– صديقتي العزيزة.. أكثر ما أعجبني في رسالتك الجميلة هو ضميرك الحي ونفسك اللوامة، هذا من ناحية حسك الديني، كما أعجبني أيضاً خوفك على مصلحتك من الناحية الصحية ومن ناحية مستقبلك كزوجة وأم إن شاء الله..

واسمحي لي أيضاً أن أحيي شجاعتك في السؤال وأن أدعو أقرانك من الشباب والفتيات أن يسعوا للسؤال عن كل ما يدور في أذهانهم في هذا الشق، وأؤكد لهم جميعاً، أننا نسعد بهذه الأسئلة ونحاول جاهدين أن نقدم لهم المعلومة الصحيحة الموثوق في مصدرها..

أما عن الإجابة عن أسئلتك يا فتاتي فهي كالتالي:

أولاً..
العادة السرية بالرغم من أضرارها التي سبق وتحدثنا عنها في مقالات سابقة كثيرة، لكن هذه الأضرار لا تصل إلى حد التدمير الجنسي للفتاة على حد تعبيرك، وخاصة أنك تنبهت لذلك وأقلعت عنها قبل أن يجرك ضعفك أمامها إلى مراحل أعمق من ذلك.
ثانياً..
لا تخافي يا فتاتي الرقيقة، فلن تفشلي أبداً في أن تكوني زوجة وأماً إن شاء الله، ولحسن الحظ أن هناك بعد المزيد من الوقت حتى تبدئي علاقتك الحميمة مع زوجك في المستقبل وحتى ذلك الحين ستكون كل أفكارك هذه قد ذهبت بين دهاليز الزمن….
أما عن مستقبلك فأنا أتوقع لك أن تكوني أماً ناجحة بإذن الله، بل أكثر من ذلك أنك ستكونين صديقة لأولادك وبناتك، وستحدثينهم عن الأمور التي تسألين عنها الآن بكل حرية وحنان في نفس الوقت، وتحولين هذه المعاناة التي تعيشينها الآن بسبب ذلك إلى طاقة إيجابية موجهة لصالح أبنائك وحسن تصرفهم واستواء حياتهم.
ثالثاً..
أما هذا السؤال الأخير فهو حقيقة محطة أردت التوقف عندها قليلاً، فإن أعضاءك الجنسية يا صغيرتي مازالت في طور نمو وتجدد مستمر، وقد أرهقتها بكثرة أدائك للعادة السرية، حيث زيادة كبيرة في معدل سريان الدورة الدموية واستهلاك شديد للطاقة على مستوى الأنسجة والخلايا، مما يضطر الأنسجة والخلايا للتجدد المستمر كرد فعل لما يصيبها أيضاً من ضرر متكرر…
كل هذه العمليات الحيوية تجعل المنطقة أكثر عرضة واستعداداً، بل يجعلها تجتذب الميكروبات وتسهل لها إمكانيات المعيشة والإقامة والتغذية إذا جاز التعبير، مما يفرز هذه الأعراض التي أشرت إليها في رسالتك والتي تشير إلى وجود التهابات نشطة، ميكروبية من النوع البكتيري والفيروسي أو الفطري، أيها أو كلها..

ولابد لك يا صديقتنا أن تستشيري أحد الأطباء أو الطبيبات المتخصصين في أمراض النساء والتوليد؛ حيث إن بقاء هذه الأعراض التي لديك بدون علاج قد يؤدي إلى مضاعفات شديدة أنت قطعاً في غنى عنها، أما إذا عولجت من هذه الأعراض البسيطة، ستبقى الحالة بسيطة وستنعدم مع العلاج، وستعودين إلى كامل صحتك وعافيتك بدون منغصات بإذن الله تعالى، ووقتذاك لن يكون هناك داع أبداً للقلق على مستقبلك كزوجة أو على خصوبتك أو قدرتك على الإنجاب، فلهذا خلق الله الطب وسخر الأطباء، لنفعك ونفع كل من يشكو أو يبتلى في بدنه أو في صحته وعافيته..
فلا تتردي يا صديقتي، وصارحي والدتك بالأعراض التي تشعرين بها، وليس ضرورياً إخبارها بمسألة العادة السرية، إذ أن الكثير من الفتيات يقمن بالشكوى من نفس هذه الأعراض بسبب الجو الحار أو كثرة العرق في المنطقة التناسلية أو الملابس الداخلية المصنوعة من ألياف صناعية، ولكن توجهي مع والدتك إلى طبيب متخصص أو طبيبة حتى ييسر الله لك العلاج الصحيح الشافي..
وأخيراً أحب أن أغبطك مرة أخرى على حسن تقديرك وإرادتك الصلبة ويقينك بالله سبحانه وتعالى وأخذك بالأسباب وهذه الصفات جميعاً لو اجتمعت في إنسان واحد فمن المؤكد أن يكون إنساناً قوياً ذا إرادة صلبة وقادراً على اجتياز الصعاب… وسيكون لك شأن كبير في هذه الدنيا كإنسانة إن شاء الله وفقك الله وسدد بالحق خطاك وجعلك من عباده الصالحين….. أمين.

زر الذهاب إلى الأعلى