موضوع حول البيئة

عندما خلق الله سبحانه وتعالى كوكب الأرض ، خلقه متوازناً وكل شئ فيه بمقدارقدره الحكيم الخبير سبحانه ، وقدر في الأرض أقواتها وعناصرها منذ بداية الخلق وحتي قيام الساعة ، فالكون كله مخلوق بتوازن دقيق لا فساد ولا نقص فيه ما لم يتدخل فيه الانسان ، يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم  ” قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ * وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ * ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ * فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ” 

(فصلت 9 – 12)

توازن البيئة

الله جل في علاه قدر شروق الشمس كل يوم على الأرض ، فتعمل على تبخير المياه من المحيطات والبحار بحرارة أشعتها ، وهذا البخار يتصاعد الى طبقات الجو العليا فيتكثف مكوناً السحب الثقال ، والتي تأتي الريح فتحملها الى البلدان والبقاع المختلفة فتمطر مكونة الانهار العذبة التي هي أصل الحياة ، والتي يشرب منها الانسان والحيوان ، ويسقى بها الزرع والنباتات ، وتستمر الحياة بهذا الانتظام والدقة ، وتخرج النباتات فتأكلها الحيوانات العشبية ، فيكثر عددها فيجعل الله لها مفترسات طبيعية تتغذى عليها حتى لا تضر بالغطاء النباتي للأرض ، وهكذا فكل شئ مقدر ومتوازن طالما لم تتدخل فيه يد البشر ، فتعبث فيه فتسبب المشاكل كأن يقوم الانسان بالاسراف في قتل الحيوانات المفترسة فتزيد الحيوانات العشبية فتأكل الغطاء النباتي للأرض ، أو يقوم الانسان بسبب الصناعة بقطع الغابات مما يفسد البيئة التي تعيش فيها الحيوانات فيؤدي الى اختفاء وانقراض الانواع .

شروق الشمس في توازن البيئة

 

أنواع البيئة

البيئة الطبيعية

وهي البيئة التي خلقها الله للانسان وسخرها له لضمان بقاء حياته واستمرار وجوده على الأرض ، و التي لولاها لما كان للإنسان وجود على هذا الكوكب ، و من أمثلة البيئة الطبيعية الماء العذب في الانهار و الماء المالح في البحار و المحيطات والهواء و الشمس و القمر و التربة و الجبال و الأودية .

البيئة الإجتماعية

وهي البيئة المتمثلة في علاقة الإنسان بالكائنات الحية التي خلقها الانسان على كوكب الأرض والتي سخرت له ولخدمته ، و التي تعمل على حدوث توازن في الكون ، و تساعد الانسان في استمرار رسالته وحياته ، كما تشمل البيئة الاجتماعية علاقة الانسان بغيره من أبناء جنسه وتفاعله معهم .

البيئة الصناعية

وتتمثل في كل ما قام الإنسان بصناعته ، استخدام المواد الخام المتوفرة في الأرض في تصنيع آلات ومعدات وأدوات تكنولوجية مثل السيارات والطائرات والأسلحة وأدوات الاتصال الحديثة ، وهذه البيئة قائمة على استهلاك المواد الطبيعية من باطن الأرض اما بقدر معقول أو بطرقة جلئرة مضرة .

البيئة البيولوجية

وتتمثل في الكائنات الأخري غيرالانسان و الموجودة على كوكب الأرض مثل الحيوانات المفترسة منها والعشبية ، و الطيور بأنواعها المختلفة ، و الاحياء المائية من أسماك و حيتان و وسلاحف و شعب مرجانية وكذلك عالم الحشرات وعالم الكائنات الدقيقة ، فكلها مخلوقات وجدت قبل خلق البشر وعمرت الأرض وأفادت واستفادت من البيئة قبل وجود الانسان .

التلوث البيئي

كانت البيئة متوازنة لا نقص فيها ولا مشاكل حتى بدأ الإنسان في التدخل في النظام البيئي مما أصابه بالخلل والعطب ، فالعقود الأخيرة والتي شهدت التقدم الانساني في كافة مناحي الحياة سواءاً تقدم صناعي أو تكنولوجي أو تقني ، شهدت هذه العقود أيضاً أكبر إضرار بالبيئة ، وأثرت على وجود الكائنات فانقرضت أنواع عدة منها ، كما أن الاسراف في التصنيع أدى الى استهلاك المواد الخام بصورة جائرة مثل قطع الغابات واستخراج الغاز والنفط من الأرض ، وتسببت كثرة المصانع وزيادة السيارات والطائرات في احداث تلوث غير مسبوق في الغلاف الجوي والبيئي للأرض .

ومن أمثلة التلوث ما يلي :

عوادم السيارات

تتحرك السيارات على الارض مستخدمة الوقود السائل ( البنزين ) وهذا الوقود مصدره النفط ، والنفط مادة شديدة التلويث والسمية للغلاف الجوي بعد احتراقها ، فتتصاعد هذه العوادم أيضا في الجو مما يؤدى الى تلوث الغلاف الجوي.

المصانع

دخان المصانع الملوث للبيئة

المصانع أصبحت اليوم هي عماد الحضارة ودليل التقدم ومعيار الرقي ، الا أن هذه المصانع لا تتوقف ليلاً أو نهاراً عن اطلاق الأبخرة والادخنة من فوهاتها ، حيث تستهلك هذه المصانع كميات كبيرة من الوقود وينتج عن هذا الوقود مخلفات احتراق كلها تتطاير في الهواء وتتركز في طبقات الجو العليا مما يساعد في زيادة ثقب الأوذون ، ودخول الأشعة الكونية الضارة لكوكب الأرض .

قطع الغابات

مع ازدياد التقدم البشري والحضاري ازداد احتياج الناس لمتطلبات الحياة والسلع الترفيهية مما زاد من التصنيع القائم على استهلاك المواد الخام الأولية ، ومن هذه المواد التي يتم استهلاكها بكميات كبيرة الأخشاب والتي نحصل عليها من قطع أشجار الغابات ، كما ان النمو السكاني أدى الى الزحف العمراني الى الغابات وقطع مساحات شاسعة منها .

هذا القطع للغابات أدى الى تناقص كميات الاكسجين في الجو وزيادة نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون ، حيث أن الغابات تمثل الرئة لكوكب الارض ، وتزايد غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو يعمل على زيادة ظاهرة الاحتباس الحراري حيث يساعد هذا الغاز أشعة الشمس على البقاء داخل الغلاف الجوي ومنع انعكاس الزائد منها مما يرفع درجة حرارة كوكب الأرض ، وما يترتب عن هذا الارتفاع في درجات الحرارة من ذوبان للجليد في القطبين .

البراكين والانفجارات الطبيعية

عندما تثور البراكين فانها تلقي بأطنان من الرماد البركاني في الجو وهذا الرماد يستمر في البقاء فيلوث طبقات الجو ، وقد حدثت بعض الانفجارات البركانية وقذفت بكميات هائلة من الرماد البركاني في الهواء مما أدى الى حجب أشعة الشمس في عدة دول لعدة أيام .

 

آثار التلوث على بيئة الارض

  • تأثر النباتات والمزروعات التي يحتاجها الانسان في غذائه بسبب انخفاض نسبة الاكسجين ارتفاع غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو وتلوث التربة بالملوثات السامة التي تقلل من انتاج النباتات و بالتالي حدوث نقص في الغذاء وظهور المجاعات .
  • زيادة ظاهرة الاحتباس الحرارى بسبب زيادة نسبة غاز ثاني أكسد الكربون في الجو والغلاف الجوي فيعمل على عدم عكس أشعة الشمس للفضاء فترتفع حرارة الارض  .
  • ارتفاع درجة حرارة الأرض بسبب الخلل في مكونات الغلاف الجوي.
  • ذوبان الجليد في القطب الشمالى والجنوبي .

ارتفاع مستوى المياه في المحيطات

  • ارتفاع مستوى سطح البحار والمحيطات بسبب ذوبان الجليد في القطب الشمالي والجنوبي و الذي يعد مخزن الكرة الارضية من المياه ، فتنزل هذه الكميات الهائلة من المياه بعد ذوبان الجليد الى المحيطات والبحار فيرتفع منسوب المياه فيها ، مما يؤدي الى غرق المدن الساحلية والمطلة على البحار .
  • ارتفاع درجة الملوحة في المياه الجوفية بسبب زحف مياه البحار المالحة الى الساحل ، مما يؤدي الى فساد هذه المياه وعدم الاعتماد عليها في الزراعة والتنمية .

زر الذهاب إلى الأعلى