السعودية ستكون الأولى عالمياً في مجال إنتاج الطاقة النظيفة خلال سنوات قليلة وذلك من خلال مشروع الطاقة الشمسية ٢٠٣٠.
و من المتوقع أن تتمكن المملكة من الوصول الى كمية إنتاج تصل الى ٢٠٠ غيغاوات بحلول عام ٢٠٣٠ وبالتالي فإن الإنتاج المتوقع سيفوق ما أنتجه العالم من الطاقة الشمسية العام الفائت بمعدل الثلث.
مشروع ضخم سيكون له تأثيره الكبير على الإقتصاد السعودي لكونه سيضاعف إنتاج المملكة من الكهرباء مقابل تخفيض الأسعار كما أنه سيوفر الكثير من الوظائف ما يعني إنخفاض نسبة البطالة التي تعاني من إرتفاع متزايد منذ سنوات.
المشروع هذا حمله معه ولي العهد خلال زيارة ولي العهد محمد بن سلمان الى أميركا حيث قام بتوقيع مذكرة تفاهم مع سوفت بنك والتي هي مكلمة لمذكرة تفاهم أخرى تم التوقيع على عام ٢٠١٧ كما أنه ناقشت جوانب مختلفة منه مع عدد من أصحاب الخبرات والشركات الرائدة عالمياً. 

اهتمام السعودية بالطاقة النظيفة ليس حديثاً 
لطالما أدركت السعودية بأنها يمكن الإستفادة من مقوماتها طبيعية التي تمكنها من إنتاج طاقة نظيفة وهي بدأت بإتخاذ خطوات جديدة منذ العام ١٩٨٠. حينها قام الملك سلمان والذي كان حينها أمير منطقة الرياض بتدشين محطة أبحاث مدينة الملك عبز العزيز للعلوم والتقنيية والتي كانت أولى المحطات العلمية والانتاجية للمملكة. 
كان الهدف من مشروع القرية الشمسية توفير الكهرباء بقدرة ٣٥٠ كيلوواط الى كل من العيينة والجبيلة والهجرة المحاذية للرياض. القرية الشمسية هي عملياَ أول محطة طاقة شمسية في المملكة وكانت تهدف الى توفير الكهرباء بقدرة ٣٥٠ كيلوواط للمناطق المجاورة. لاحقاً تم إطلاق مبادرة تحلية المياه بالطاقة الشمسية عام ٢٠١٠ والذي هو اكبر مشروع لتحلية المياه في العالم ولكن الإستثمار على نطاق واسع لم يتم طرحه الا من خلال مبادرة ٢٠٣٠. 

المشروع الأضخم 
المشروع هذا سينقل المملكة من دولة مصدرة للنفط الى دولة مصدرة للطاقة الشمسية. فمع توقعات بإرتفاع مستوى الإستهلاك المحلي للطاقة ثلاثة أضعاف بحلول العام ٢٠٣٠ كان لا بد من الخروج بمشروع يسد الحاجة ويتماشى مع مخطط تقليل الإعتماد على النفط. 
في ١٧ أبريل/ نيسان عام ٢٠١٧ أعلن المهندس خالد عبد العزيز الفالح عن إطلاق مبادرة خادم الحرمين للطاقة المتجددة بعد أن كانت المملكة قد وقعت مذكرة تفاهم مع سوفت بنك في الخامس والعشرين من أكتوبر عام ٢٠١٧ في مبادرة مستقبل الإستثمار التي عقدت في الرياض .
المراحل ستكون بتدشين محطتين شمسيتين بقدرة ٣ غيغاواط، و٤.٢ غيغاوط بحلول العام ٢٠١٩ والعمل على تصنيع وتطوير الألواح الشمسية في السعودية لتوليد الطاقة الشمسية بقدرة ما بين ١٥٠ غيغاوط، و٢٠٠ غيغاوط بحلول ٢٠٣٠ كما سيتم تخفيض سعر إنتاج الطاقة الشمسية إلى 1.5 سنت لكل كيلووات ساعة، والذي يعد أقل سعر في العالم.
مقومات طبيعية مثالية 

السعودية كما قلنا تملك إمكانيات ومقومات طبيعية مثالية وذلك لانها تقع في منطقة الحزام الشمسي العالمي. كما أن السعودية من الدول التي تملك أعلى فيض من الإشعاع الشمسي، بالإضافة الى توفر مناطق عدة يعتبر نسبة الإشعاع الشمسي الساقط فيها هو الأعلى عالمياً. 
المملكة تتعرض لضوء الشمس بمعدل إسقاط إشعاعي يومي يصل إلى نحو 8300 واط في الساعة لكل متر مربع. يضاف الى ذلك طبيعة الياسبة المسطحة تساعد أيضاً على بناء محطات الطاقة بأقل تكلفة ممكنة.  

١٠٠ الف وظيفة ومليارات الدولارات كعائدات سنوية 
المشروع هو خطوة نحو تنويع مصادر الدخل وعليه فهو سيجلب الكثير من المستثمرين الأجانب كما أنه سيحفز القطاع الخاص على المشاركة ناهيك عن واقع انه سيوفر العديد من الوظائف. وفق التوقعات فأن المشروع هذا من شأنه أن يوفر عائدات كبيرة منها
 أنه من المتوقع ان يوفر أكثر من ١٠٠ الف وظيفة في المملكة ويزيد الناتج المحلي بـ بـ 12 مليار دولار، ويوفر 40 مليار دولار سنوياً. 
مذكرة تفاهم وقعها ولي العهد مع سوفت بنك  
خلال زيارته لأميركا وقع ولي العهد محمد بن سلمان مذكرة تفاهم مع رئيس مجلس الإدارة لصندوق رؤية سوفت بنك ماسايوشي سون مذكرة تفاهم لإنشاء «خطة الطاقة الشمسية 2030» التي تعد الأكبر في العالم في مجال الطاقة الشمسية.
هذه الإتفاقية هي مكلمة لما تم توقيع عليه سابقاً في ٢٥ أكتوبر عام ٢٠١٧ في مبادرة مستقبل الإستثمار التي عقدت في الرياض. 
سيتم بموجب المذكرة الجديدة سيتم إنشاء أول محطة من نوعها في المملكة العربية السعودية لتوليد الطاقة الكهربائية بقدرة 3 جيجاواط عام 2018. كما أنه سيتم تأسيس شركة جديدة لتوليد الطاقة الشمسية وبدء العمل على محطتين شمسيتين بقدرة ٣ غيغاواط، و٤.٢ غيغاوط بحلول العام ٢٠١٩ والعمل على تصنيع وتطوير الألواح الشمسية في السعودية لتوليد الطاقة الشمسية بقدرة ما بين ١٥٠ غيغاوط، و٢٠٠ غيغاوط بحلول ٢٠٣٠. 
الإتفاقية أيضاً تتضمن إستكشاف تصنيع وتطوير أنظمة تخزين الطاقة الشمسية بالإضافة الى تأسيس شركات متخصصة للأبحاث وتطوير ألواح الطاقة الشمسية  تقدر بـ ٢٠٠ غيغاواط في السعودية وتوزيعها عالميا بالإضافة إلى إستكشاف الفرص المتعلقة بتأسيس صناعات في مجال منظومات توليد الطاقة وبطارياتها، والتي من شأنها أن تساعد على دعم تنويع القطاعات وخلق فرص العمل في مجال التقنيات المتقدمة.

شاركها.