الصداقة هي أسمى شيء في الوجود، فكم من متعة نجدها حين نجد صديق وفي يساعدنا في تخطي الأزمات ومواجهة الصعاب؟ ولكن يجب انتقاء الأصدقاء بشكل جيد، وتجنب معرفة صديق السوء لهذا يلزم اختيار الصفات الجيدة في الشخص الذي سوف نصادفه في حياتنا، ولأن الصداقة من أجمل المعاني والعلاقات الموجودة في الحياة، وفي هذا المقال سوف نشرح أهمية الصداقة في حياتنا وصفات الصديق الوفي.

أهمية الصداقة في حياتنا

تعتبر الصداقة ذات أهمية كبيرة في حياتنا، حيث نجد يد العون وقت الشدة، والصديق وقت الضيق، لذا كل شخص منا يبحث عن صديق يسانده وقد يقابله في الدراسة بمختلف مراحلها، كما يمكن أن يكون الصديق هو زميل العمل أو جار ولكن الصديق الحقيقي هو الذي يدوم إلى الأبد وينصحنا بعمل الخير وتجنب الشر، وتتمثل أهمية الصداقة في وجود من يقدم لنا النصح والإرشاد في جميع الحالات، ونجد من يقف بجوارنا وقت الحاجة.

ولكن يجب علينا تجنب صديق السوء وهو الذي يجرفنا نحو تيار الفساد، لا يحب لنا الخير ولا يهدنا على الطريق الصحيح، وهذا يظهر معدنه وقت الشدة فنجده يبعد تمام البعد عن تقديم المساعدة ويهرب عن الحاجة له، أما الصديق الحقيقي فيبقى بالجوار في السراء والضراء.

كما أن الصداقة تجعل الشخص اجتماعي، واثق بذاته يبتعد عن العزلة والوحدة التي قد تؤدي إلى الاكتئاب وظهور العدوانية والمشكلات في حياة الفرد، لهذا تكون الصداقة دافع أساسي للثقة بالنفس والنجاح خاصة وإن كان الصديق وفي يخاف على مصلحة صديقة.

ولا شك في أن كل منا يواجه مواقف صعبة في أموره الحياتية ويبحث عن من يحكي له أسراره ويكون لها حافظا أمينا، لذلك فهو الصديق فقط من يصلح كتم الأسرار والوقف بالجوار والعون على الخير، دون أن ينتظر مقابل بل انه يريد رؤية السعادة في وجه صديقه فقط، وكما قال رسول الله «تبسمك في وجه أخيك صدقة» صدق رسول الله، لذا فإن إسعاد الآخرين صدقة ومساعدتهم والعمل على فك كربهم يعتبر صدقة حيث يقول رسول الله «من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة» صدق رسول الله.

أهمية الصداقة

صفات الصديق الوفي

  • الصديق الوفي هو من يسأل عنك إذا غبت، ويرد غيبتك إذا جاءت سيرتك في المجالس.
  • يزورك عند مرضك ويكون بجوارك في شدتك وحزنك، كما أنه يفرح لفرحك.
  • لا يتخلى عنك مهما حدث وتجده عونا لك في الضيق ويساعدك على حل مشكلاتك.
  • يكتم الأسرار ولا يغتابك ولا يدفعك لفعل المعاصي.
  • تجده دائما يذكرك بطاعة الرحمن وتجنب عمل المعصية وعدم الكذب.
  • كما أنه يجعلك متفوق في حياتك العلمية والعملية سواء كنت بالعمل أو الدراسة، ودائما يعطيك الأمل والتفاؤل.
  • كما أن الصديق الوفي لا يذكر عيوب صديقه.
  • بل يحاول قدر الإمكان أن يجعله شخص أفضل دون أن يسيء له بالكلام أو الفعل.

وهذا ما يجعل الصداقة بينهما دائمة نقية لا تشوبها شائبة، وتدوم لفترات طويلة ولا يستطيع أحد التفرقة بين صديقين نشأ بينهما ود.

أهمية الصداقة الحقيقية وصفاتها

تنشأ الصداقة الحقيقية على الود والاحترام المتبادل بين الصديقين، لهذا نجد روابط مشتركة بينهما نجد أن صداقتهما تدوم لفترات طويلة حتى وإن لم يكونا بالقرب من بعضها أو يتحدثان بشكل يومي ولكن هذا لا يمنع وجود المودة والصدق في أفعالهم ومن ضمن مواصفات الصداقة الحقيقة أنها تقوم بخلق سمات بين الأصدقاء وتتمثل في الآتي:

  • يجعل الأصدقاء يودون التواصل بشكل دوري وإن لم يكن كل يوم فيكن كل أسبوع أو كل شهر ولكن لا يعتب أحدهم على الأخر ولا ينسى أحدهم الأخر.
  • ينشأ بين الأصدقاء شعور متبادل من الثقة وهذا ما يجعلهم سويا في حالات الفرح والحزن ويشعر كلا منهم بالأخر عندما يحزن أو ينتابه أي شعور.
  • تنشأ بين الأصدقاء طريقة تفكير مشتركة كما أنهم يتبادلون الخبرات سويا وينشأ بينهما احترام متبادل ليجعل علاقة الصداقة بينهم مميزة.

كيفية معرفة الصداقة المزيفة

هناك صداقات تكون مزيفة لهذا يجب الحذر والحرص من الأشخاص الذين يصنعون معنا صداقات مزيفة للوصول إلى مصالحهم وتظهر تلك الصداقة المزيفة عن طريق بعض الأفعال منها:

– الشعور بأن الطرف الآخر في علاقة الصداقة يستغل الطرف الأول.
يطلب منه أموال أو مطالب كثيرة على الدوام، لذلك يجب تجنب ذلك الشخص الذي لا يهتم سوى لمصلحته فقط ويفضل البقاء في وقت الفرح بينما يهرب في وقت الحزن.

– هناك بعض الأشخاص التي تفضل التقرب إلى شخص ما تحت مسمى الصداقة ولكنهم يريدون معرفة أمور حياتية والتطلع إلى أسراره.
الصداقة المزيفة قد تعرقل حركة سير الشخص وبالتالي تسبب له مشكلات واضحة مثل عدم النجاح في عمله أو الانجراف إلى تيار الفساد.

أنواع الأصدقاء

تتنوع الصداقات التي يكونها الأشخاص فهناك صداقات تنشأ بين فردين فقط من نفس النوع سواء رجلين أو امرأتين، بينما هناك صداقات متعددة بين أكثر من فرد تكون صداقات وجماعات متعددة نظرا لأن هناك أشياء تجمعهم سواء صداقة عمل أو صداقة الدراسة أو التشابه في الأفكار، ونجد أن أنواع الأصدقاء تنقسم إلى ثمانية أقسام وتتمثل فيما يلي:

أهمية الصداقة

– الصديق الوفي

يعتبر الصديق الأكثر مثالية الذي يكون في المقام الأول عند صديقه، وتظهر صداقته وقت الشدة أكثر من وقت الفرح حيث يساند صديقه ويساعده في التخلص من أزماته.

– الصديق المغامر

يساعد الصديق المغامر في الخروج من الاكتئاب والتخلص من ضغط الحياة الروتينية المملة، وذلك من خلال حبه للمغامرة والخروج وزيارة أماكن مبهجة مما يعمل على تغيير الروتين اليومي وخلق جو من المتعة والبهجة.

– الصديق الصريح

يدل صديقه على أخطائه دون أن يجعله يشعر بالسوء والأذى حيث أنه لا يعتمد على المجاملات ولكنه لا يحرج صديقه بالتجريح.

– الصديق الحكيم

هذا النوع من الأصدقاء يساعد في تقديم النصائح المفيدة بشكل مستمر ويجعل صديقه يبتعد عن ارتكاب الأخطاء، بل ويساعده في إنجاز مهامه ومواجهة مشكلاته عن طريق الفكر السليم واستخدام الحكمة والعقل.

– الصديق مختلف الثقافة

نظرا لتنوع الثقافات على مستوى العالم نجد أن هناك بعض الأصدقاء الذين تختلف ثقافتهم والعادات والتقاليد الخاصة بهم وبالتالي توجد فرصة جيدة للتعرف على الثقافات المختلفة ومسايرة التطور العالمي.

– الصديق المعارض

لا يؤثر الصديق المعارض على الود بين الأصدقاء ولكن داخل المجموعات يوجد شخص مختلف في الفكر والثقافة، ويفيد ذلك الصديق في مساعدة أصدقائه تقبل وجهات النظر المختلفة وخلق روح من سعة الصدر.

– الصديق الجار

لقد وصانا الرسول الكريم على الجار ،لهذا يجب تكوين صداقات بين الجيران وبعضهم، حتى يقدمون يد العون في الشدائد حيث يكون الصديق الجار هو الأقرب دائما إلى جاره، وعندما يحتاج مساعدة يكون أول من يلجأ له.

– صديق العمل

يقضي الأشخاص معظم أوقات يومهم في العمل، لهذا يجب تكوين صداقات في العمل لتجنب الوحدة والإصابة بالاكتئاب، حيث يلزم أن يكون هناك صديق بالعمل لتبادل الأفكار والكلمات والتخلص من الأوقات المملة.

شاركها.