مقدمة عن أبي بكر الصديق الخليفة الراشد

أبو بكر الصديق

أبو بكر الصديق هو عبد الله بن أبي قحافة التيمي القرشي ، و هو صديق هذه الأمة وأول الخلفاء الراشدين ، و صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم ،و رفيقه في هجرته ، و أول من أسلم من الرجال ،  و أبو السيدة عائشة  زوجة رسول الله ، وأفضل الناس بعد رسول اله صلى الله عليه و سلم ، و هو أحد العشرة المبشرين بالجنة .

أبو بكر الصديق الخليفة الراشد
أبو بكر الصديق الخليفة الراشد

فضل أبو بكر الصديق :

  • أبو بكر الصديق هو رفيق رسول الله صلى الله عليه و سلم في الهجرة ، يقول الله تعالى “إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا” .
  • قال فيه رسول الله صلى الله عليه و سلم “ما نفعني مالٌ قطُّ ما نفعني مال أبي بكر»، فبكى أبو بكر رضي الله عنه وقال: “هل أنا ومالي إلاَّ لك يا رسول الله ” .
  • وأبو بكر هو أول من يدخل الجنة من أمة محمد صلى الله عليه و سلم ، و و كان رسول الله صلى الله عليه و سلم كثيراً ما يقول ” جئت أنا وأبو بكر وعمر ” ، وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم “لو كنتُ متخِذًا من أُمَّتِي خَلِيلًا ، لاتخذْتُ أبا بكرٍ ، ولكن أَخِي وصاحِبي ” .

وفاة رسول الله صلى الله عليه و سلم :

جعل الله أبا بكر الصديق من أسباب ثبات المسلمين بعد وفاة رسولهم و حبيبهم و الأغلى عندهم من أنفسهم و أولادهم ، فلم يصدق المسلمون موت رسول الله و كادوا أن يفتنوا، لكن أبا بكر قال في المسجد الى أيها الناس ثم قال رضي الله عنه و أرضاه ( أيها الناس من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات ، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت ، و قرأ قول الله تعالى “وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ”

قالت السيدة عائشة :فوالله لكأن الناس لم يكونوا يعلمون أن الله أنزل هذه الآية حتى تلاها أبو بكر رضيَ الله عنه، فتلقاها منه الناس، فما يُسمع بشر إلا يتلوها .

أبو بكر الصديق الخليفة الراشد
أبو بكر الصديق الخليفة الراشد

خلافة أبو بكر الصديق :

في مرض رسول الله صلى الله عليه و سلم الذي مات فيه أمر أبو بكر أن يصلي بالناس ، و لما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم صوت عمر بن الخطاب و هو يؤم الناس بالصلاة في وقت لم فيه أبا بكر في المسجد ، غضب رسول الله صلى الله و عليه و سلم و قال ” يأبى الله هذا و رسوله والمؤمنون ” .

و بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه و سلم ، اجتمع الصحابة في سقيفة بني ساعدة ، و توافقوا على اختيار الصديق ليكون خليفة للمسلمين ، و قال عمر بن الخطاب : ارتضاه رسول الله لديننا أفلا نرتضيه لدنيانا .

حروب الردة :

بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه و سلم ارتدت أغلب العرب عن الإسلام ، فقد كانوا حديثي عهد بالإسلام ، لم يتشرب الإسلام قلوبهم ، فبعد وفاة النبي رجع الكثير منهم و تركوا تكاليف الاسلام ، فعزم أبو بكر الصديق على قتال المرتدين ، و حينما عارضه بعض الصحابة في قتالهم غضب رضي الله عنه و قال : و الله لو منعوني عقالاً كانوا يؤدونه الى رسول الله لقاتلتهم عليه ، و سير الجيوش الى أماكن المرتدين ، و كان أشدهم خطراً مسيلمة الكذاب ، فأرسل اليه خالد بن الوليد رضى الله عنه فكانت موقعة اليمامة و انتصر المسلمون على بني حنيفة و قتل مسيلمة الكذاب ، و عاد العرب الى الاسلام أفواجاً كما خرجوا منه أفواجاً .

ابو بكر الصديق الخليفة الراشد
ابو بكر الصديق الخليفة الراشد

جمع القرآن :

في موقعة اليمامة كثر القتل في الصحابة و المسلمين من حفظة القرآن روى البخاري  أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَكَانَ مِمَّنْ يَكْتُبُ الْوَحْيَ قَالَ : أَرْسَلَ إِلَيَّ أَبُو بَكْرٍ مَقْتَلَ أَهْلِ الْيَمَامَةِ وَعِنْدَهُ عُمَرُ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : إِنَّ عُمَرَ أَتَانِي فَقَالَ إِنَّ الْقَتْلَ قَدْ اسْتَحَرَّ يَوْمَ الْيَمَامَةِ بِالنَّاسِ وَإِنِّي أَخْشَى أَنْ يَسْتَحِرَّ الْقَتْلُ بِالْقُرَّاءِ فِي الْمَوَاطِنِ فَيَذْهَبَ كَثِيرٌ مِنْ الْقُرْآنِ إِلَّا أَنْ تَجْمَعُوهُ ، وَإِنِّي لَأَرَى أَنْ تَجْمَعَ الْقُرْآنَ … الحديث ، وفيه : قال زيد :
” فَقُمْتُ فَتَتَبَّعْتُ الْقُرْآنَ أَجْمَعُهُ مِنْ الرِّقَاعِ وَالْأَكْتَافِ وَالْعُسُبِ وَصُدُورِ الرِّجَالِ ، وَكَانَتْ الصُّحُفُ الَّتِي جُمِعَ فِيهَا الْقُرْآنُ عِنْدَ أَبِي بَكْرٍ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ ، ثُمَّ عِنْدَ عُمَرَ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ ، ثُمَّ عِنْدَ حَفْصَةَ بِنْتِ عُمَرَ .

الفتوحات الإسلامية :

بعد فراغ الصديق من قتال المرتدين أمر الجيوش الإسلامية التي قاتلتهم أن تبدأ في قتال الفرس في العراق لازالة سلطان الأكاسرة الذين يمنعون وصول الدين الحق الى عوام الفرس ، فأرسل خالد بن الوليد على رأس جيش من المسلمين لتبدأ حركة الفتوحات الإسلامية في العراق و فارس ، و من الناحية الاخرى أرسل عدة جيوش لفتح بلاد الشام و ازالة سلطان الروم عن هذ البلاد و تبليغ اهلها الدين الحق ، فأرسل جيشاً بقيادة يزيد بن أبي سفيان ، و جيشاً آخر بقيادة شرحبيل بن حسنة ، و جيش بقيادة أبو عبيدة بن الجراح ، وجيش بقيادة عمرو بن العاص و أمرهم بالتوجه لقتال الروم و فتح بلاد الشام الذي تم و الحمد لله .

 

أبو بكر الصديق الخليفة الراشد .
أبو بكر الصديق الخليفة الراشد .

وفاته رضي الله عنه :

قال السيدة عائشة عن وفاة أبيها (أول ما بُدئ مرض أبي بكر أنه اغتسل وكان يوماً بارداً، فحم خمسة عشر يوماً لا يخرج إلى صلاة، وكان يأمر عمر بالصلاة وكانوا يعودونه، وكان عثمان ألزمهم له في مرضه) .

وقالت السيدة عائشة : قال أبو بكر(انظروا ماذا زاد في مالي منذ دخلت في الإمارة فابعثوا به إلى الخليفة بعدي)، فنظرنا فإذا عبد نوبي كان يحمل صبيانه، وإذا ناضح (البعير الذي يُستقى عليه) كان يسقي بستاناً له، فبعثنا بهما إلى عمر، فبكى عمر، وقال: رحمة الله على أبي بكر لقد أتعب من بعده تعباً شديداً .

و استمر مرض الصديق خمسة عشر يوماً ، حتى مات رضي الله عنه ليلة الثلاثاء 22 من جمادى الآخرة من عام 13 هجرية .

أبو بكر الصديق غرة في جبين أمة الإسلام ، و هو قبس من نور النبوة ، وأكمل هذه الامة إيماناً ، وأصدقهم قلباً ، رضي الله عنه و أرضاه .

زر الذهاب إلى الأعلى