لقد أخفى الله سبحانه وتعالى موعد قيام الساعة، ولكنه بيّن علامات للناس تشير إلى اقتراب يوم الحساب، وأن الساعة آتية لا مفر منها، وقد قسم علماء الدين هذه العلامات إلى علامات صغرى وأخرى كبرى، فالعلامات الصغرى منها ما حدث بالفعل، ومنها لايزال يحدث، وعلامات لم تظهر بعد، والعلامات الكبرى عشر علامات متتابعة، أما عن المهدي المنتظر فسيظهر قبل ظهور علامات الساعة الكبرى، أو أنه سيظهر في العلامات الوسطى تبعًا لتقسيم بعض العلماء علامات الساعة لعلامات صغرى ووسطى وكبرى، وفيما يلي معلومات عن المهدي المنتظر.

معلومات عن المهدي المنتظر

المهدي المنتظر هو شخص عادل يظهر مع اقتراب الساعة أي في نهاية الحياة، وهو شخص عادل كل هدفه القضاء على الظلم، ومحاربة الفساد في الأرض، والسعي لنشر الإسلام ونصرة المسلمين في كل بقاع الأرض، وعلى الرغم من عدم ذكر القرآن الكريم لصفات المهدي المنتظر إلا أن الأحاديث النبوية الشريفة، بينت صفاته الشخصية، وفيما يلي أهم معلومات عن المهدي المنتظر:

شاهد أيضا: رد الكافي على من قال بظهور الإمام المهدي المنتظر وهو حي يرزق بيننا

الاسم واللقب

يقال له محمد ووالده عبد الله فهو محمد بن عبد الله العلوي الفاطمي الحسيني من ذرية الحسن بن على بن أبي طالب، فهو من بيت النبوة وبالتحديد من نسل فاطمة الزهراء، ويعتقد أهل السنة أنه سيولد قبل خلافة المسلمين ببضع سنين، أما أهل الشيعة يعتقدون أنه ولد من آلاف السنين، وفيما يتعلق بسبب التسمية فقد أطلق عليه رسولنا الكريم اسم المهدي في بعض الأحاديث النبوية الشريفة؛ ليدل على الهداية والصلاح، وأضاف بعض العلماء كابن القيم وابن تيمية كلمة المنتظر إلى اسمه؛ لأن الأمة الإسلامية تنتظره في نهاية الزمان ليُخرجها من الظلمات إلى النور، ومن الجهل والفساد والفجور، ويحقق العدل، وينفذ شرع الله، ويحارب أعداء الإسلام.

الصفات الخلقية

روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه وصف المهدي المنتظر بأنه عريض الجبهة أي أن الشعر ينحسر للخلف، وأنفه طويلة ومحدبة من الوسط ودقيق الأرنبة.

الصفات الشخصية

هو شخص عادي سيصلحه الله في يوم واحد أي أنه سيتوب عليه ويهديه ويرشده للحق، ويسقيه الغيث فيعم الخير وتخضر الأرض، وتنعم الأمة الإسلامية في عهده نعيم لم تراه من قبل ولن تراه من بعده، وسيحكم الأرض سبع سنين، أما عن صفاته فهو يتسم بالصلاح والحكمة والعدل، فيسخر الله له من ينصره ويمكّنه من تثبيت سلطانه، ويملأ الزمان من بعده العدل حتى يسير الناس على منهج النبوة فتنصلح الأحوال ويعم الخير على أهل الأرض، وتكثر الأموال ويجد الناس كل ما يتمنونه.

شاهد أيضا: نظرة تاريخية عن المهدي المنتظر عند أهل السنة والشيعة

مكان ظهور المهدي المنتظر

رويت العديد من الأقاويل حول مكان ظهور المهدي؛ حيث قيل أنه سيأتي من جهة الشرق أي من ناحية العراق، وسيؤيده أهل الشرق ويرفعون الرايات السود، ويكرمه الله ويصلي خلفه عيسى عليه السلام، وتتم مبايعته في مكة المكرمة، ولكن لا توجد أحاديث تثبت صحة هذا الكلام، ولكن ما جاء في بعض الأحاديث أنه سيظهر في آخر الزمان قبل ظهور المسيح الدجال، وقبل ظهور سيدنا عيسى عليه السلام.

علامات ظهور المهدي المنتظر

ترتبط علامات ظهور المهدي بعلامات قيام الساعة الصغرى والكبرى، فالكثير من العلماء يرون أن ظهور المهدي سيكون في نهاية العلامات الصغرى، والبعض الآخر يرون أنه بداية العلامات الكبرى، والبعض الآخر ممن قسمن العلامات لثلاث يرون أنه من العلامات الوسطى التي سيتبعها ظهور العلامات الكبرى.

شاهد أيضا: سعودي يزعم أنه المهدي المنتظر، تعرف على قصته وقصة المهدي الحقيقية

علامات قيام الساعة

تنقسم إلى علامات صغرى وعلامات كبرى، كالآتي:

علامات الساعة الصغرى

هي تلك العلامات التي تظهر قبل قيام الساعة بفترات طويلة، ومنها ما ظهر بالفعل، ومنها لا يزال يظهر، ومنها ما لم يظهر بعد، فمن العلامات التي ظهرت بالفعل:

  1. بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم الذي جاء خاتم الأنبياء والمرسلين، وكانت أولى العلامات الصغرى حيث قال بعثت والساعة كهاتين وأشار بأصبعيه الوسطى والسبابة.
  2. معجزة انشقاق القمر التي حدثت في حياة الرسول، عندما طلب منه الكفار أن يريهم آية من آيات الله.
  3. نار الحجاز التي رآها من كان في بصرى، وكانت في الجانب الشرقي للمدينة المنورة.
  4. فتح بيت المقدس على يد الخليفة عمر بن الخطاب حينما حاصره وتصالح مع أهله واشترط عليهم ألا يدخله أحدًا من اليهود.
  5. موت المسلمين في بلاد الشام عندما انتشر مرض الطاعون وأصبحوا يموتون كالغنم عندما تُصاب بمرض القُعاص، ومن بين الذين ماتوا بهذا المرض معاذ بن جبل، أبو عبيدة بن الجراح.

العلامات التي لا تزال تحدث

  1. انتشار الدجالين ومن يدّعي النبوة، وقد ظهرت هذه العلامة على مر العصور.
  2. انتشار الفتن التي تجعل الفرد يتمنى الموت من كثرتها من حوله.
  3. اختلال الموازين حيث ترى الحفاة يتطاولون في البنيان، وأن تلد الأمة ربتها بمعنى أن يصبح الولد سيد أمه بل وتصبح من رعيته، كما انتشر عقوق الآباء من جانب الأبناء من خلال رفع الصوت والإهانة وإساءة المعاملة.
  4. حدوث الخسف وهو الذي وعد الله به أهل المعاصي والبدع، والمسخ أي مسخ القلوب فلا تستطيع التفريق بين الحق والباطل، وقيل أن المسخ هو تحول أهل المعاصي لقردة وخنازير، والقذف هو قذف الحجارة من السماء.
  5. انتشار التجارة وتعلق القلوب بالمال.
  6. قطع صلة الرحم واقتصارها على الأمور المادية وتبادل المنفعة فقط.
  7. اختلال الأمور؛ حيث يكذب الصادق، ويخون الأمين، ويصبح الرؤساء من سفهاء الناس.
  8. انتشار الجهل وندرة العلماء الذين يفقهون في أمور الدين.
  9. انتشار الحروب.

العلامات التي لم تحدث بعد

  1. رجوع جزيرة العرب مليئة بالجنات والأنهار بعد أن أصبحت صحراء جرداء.
  2. انتفاخ الأهلة أي ظهور الهلال كبير بحيث يعتقد البعض أنه ليلتين أو أكثر.
  3. تكليم السباع والجماد، وفهم البشر للغة الحيوان.
  4. انحسار نهر الفرات فينكشف جبل من الذهب، فيقتل الناس بعضهم البعض، فكل مائة فرد يقتلون 99 فرد.
  5. خروج الكنوز المدفونة في باطن الأرض.
  6. محاصرة المسلمين في المدينة المنورة.
  7. ظهور رجل غليظ يدعى جهجاه يغلب الناس فيطيعونه ويخافون منه بسبب غلظته.
  8. ظهور المهدي المنتظر الذي يملأ الأرض حكمة وعدل، ويعم الخير في عهده وتنصلح احوال المسلمين.

شاهد أيضا: ضابط في الجيش يعلن انه المهدي المنتظر و يدعو العلماء لإتباعه

علامات الساعة الكبرى

وهي الأعمال الكبيرة وهي علامات متتالية كحبات العقد إذا انفرط منه حبة انفرط الباقي واحدة تلو الأخرى، وهذه العلامات تدل على قرب وقوع الساعة وانتهاء الحياة، وهي كالآتي:

  1. ظهور المسيح الدجال الذي حذرنا منه رسول الله، فهو فتنة يُضلل الناس ويهديهم لسبيل الباطل، ويكون مكتوب بين عينيه أنه كافر.
  2. ظهور يأجوج ومأجوج بعد أن يأذن الله لهم، وهما ذريتان من نسل آدم عليه السلام، وسيظهرون بعد ظهور عيسى عليه السلام.
  3. ظهور دابة الأرض التي تكلم الناس.
  4. خروج نار عظيمة من اليمن ويُحشر الناس إلى بلاد الشام.
  5. حدوث ثلاث خسوف عظيمة، وهي خسوف بالمشرق، وخسوف بالمغرب.
  6. خسوف جزيرة العرب.
  7. نزول عيسى عليه السلام وقت صلاة الفجر عند المنارة البيضاء في دمشق ليقضي على المسيح الدجال ويقتله في بيت المقدس.
  8. شروق الشمس من جهة الغرب.
  9. امتلاء السماء بدخان مبين.
  10. ظهور ريح طيبة تقبض أرواح المؤمنين الصالحين.

وبهذا نجد ظهور المهدي المنتظر في نهاية العلامات الصغرى، وبداية لظهور علامات القيامة الكبرى، وتعتبر فترة حكمه من أفضل الفترات التي ستمر على المسلمين؛ حيث أنهم سينعمون بالخير والعدل والحكمة.

شاركها.